باب احتمال الأذى


بسم الله الرحمن الرحيم

 

* قال الحسن البصري: بُعث بعامر بن عبد قيس إلى الشام فقال: الحمد لله الذي حشرني راكباً.

 

* قيل: أن ابن الزبير بارز الأشتر، وطالت المحاولة بينهما حتى أن ابن الزبير قال:

 

أقتلوني ومالكاً *** واقتلوا مالكاً معي

 

* عن قتادة: أن ابن المسيب كان إذا أحد أن يجالسه، قال: قد جلدوني ومنعوا الناس أن يجالسوني.

 

* قال أبو المليح الرقي: حدثني غير واحد أن عبد الملك ضرب سعيد بن المسيب خمسين سوطاً بالحرة، وألبسه تبان شعر، فقال سعيد: لو علمت أنهم لا يزيدوني على الضرب ما لبسته، إنما تخوفت أن يقتلوني فقلت: تُبان أستر من غيره.

 

* عن أبي حصين قال: أتيت سعيد بن جبير بمكة فقلت: إن هذا الرجل قادم- يعني خالد بن عبد الله ولا آمنه عليه فأطعني واخرج، فقال: والله لقد فررت حتى استحييت من الله، قلت: إني لأراك كما سمتك أمك سعيداً، فقدم خالد مكة فأرسل إليه فأخذه.

 

* عن عثمان بن بوذويه قال: كنت مع وهب وسعيد بن جبير يوم عرفة بنخيل ابن عامر فقال: له وهب: يا أبا عبد الله كم لك منذ خفت من الحجاج؟ قال: خرجت عن امرأتي وهي حامل، فجاءني الذي في بطنها وقد خرج وجهه، فقال وهب: إن مَن قبلكم كان إذا أصاب أحدهم بلاء عده رخاء، وإذا أصابه رخاء عده بلاء.

 

* قال سالم بن أبي حفصة: لما أُتي الحجاج بسعيد بن جبير قال: أنا سعيد بن جبير قال: أنت شقي بن كسير لأقتلنك، قال: فإذا أنا كما سمتني أمي، قال: دعوني أصلي ركعتين، قال: وجوه إلى قبلة النصارى، قال: {فَأَينَمَا تُوَلوا فَثَمَ وَجهُ اللَهِ} وقال: إني أستعيذ بالله منك، بما عاذت به مريم، قال: وما عاذت به؟ قال: قلت: {إِنِي أَعُوذُ بِالرَحمَنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِياً}.

 

قال ابن عيينة: لم يقتل بعد سعيدٍ, إلا رجلاً واحداً.

 

* عن عتبه مولى الحجاج قال: حضرت سعيداً حين أتى الحجاج بواسط، فجعل الحجاج يقول: ألم أفعل بك؟ ألم أفعل بك؟ فيقول: بلى، قال: فما حملك على ما صنعت من خروجك علينا؟ قال: بيعة كانت في عنقي- يعني لابن الأشعث- فغضب الحجاج وصفق بيده وقال: فبيعة أمير المؤمنين كانت أسبق وأولى، وأمر به فضُربت عنقه.

 

* وقيل: لو لم يواجه سعيد بن جبير بهذا لاستحياه، كما عفا عن الشعبي لما لاطفه في الاعتذار.

 

* قال سليمان التميمي: كان الشعبي يرى التقية، وكان ابن جبير لا يرى التقية، وكان الحجاج إذا أُتي بالرجل- يعني ممن قام عليه - قال له: أكفرت؟ فإن قال: نعم، خلى سبيله. فقال لسعيد بن جبير: أكفرت؟ قال: لا، قال: احتر لنفسك أي قتلة أقتلك؟ قال: اختر أنت فإن القصاص أمامك.

 

* قال مؤرق العجلي: تعلمت الصمت في عشر سنين، وما قلت شيئاً قط إذا غضبت أندم عليه إذا أزال غضبي.

 

* عن مؤرق العجلي قال: ما امتلأت غضباً قط.

 

* قال أبو الجوزاء: ما مارَيتُ أحداً قط.

 

* قال علي بن الحسين: ما يسؤوني بنصيبي من الذٌل حُمر النعم.

 

* قدم عروة بن الزبير على الوليد حيث شَئِفَت رجله، فقيل: اقطعها، قال: أكره أن أقطع مني طائفة، فارتفعت إلى الركبة، فقيل له إن وقعت في الرُكبة قتلتك، فقطعها، فلم يقبض وجهه، وقيل له قبل أن يقطعها: نُسقيك دواءً لا تجد لها ألماً؟ فقال: ما يسرني أن هذا الحائط وقاني أذاها.

 

* قال هشام بن عروة: قال: أبي: رُب كلمة ذُل احتملتها، أورثتني عزاً طويلاً.

 

* إن أبا قلابة الجمري ممن ابتلى في بدنه ودينه، أريد على القضاء فهرب إلى الشام، فمات بعريش مصر سنة أربع ومائة وقد ذهبت يداه ورجلاه وبصره وهو مع ذلك حامد شاكر.

 

* عن وهب قال: احتمالُ الذل خير من انتصار، يزيد صاحبه قمأة.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply