بسم الله الرحمن الرحيم
من أهم السمات البارزة في شخصية المسلمº المبادرة بالعمل الصالح.
فالمسلم لا يؤجل ولا يسوف، وإنما يبادر بالعمل الصالح دون تباطؤ أو تأخير.
والمبادرة بالعمل الصالح لا تتنافى مع ما ينبغي أن يتمثل به المسلم من التؤدة والأناة والروية والتثبت، إذ أن هذه الأمور تطلب في مواطنها، أما حين يجب على الإنسان عمل، أو يناديه واجب، أو يستغيث به ملهوف، أو يلجأ إليه مظلومº ففي مثل هذه المواقف يبادر المسلم بأدائها دون تأخير أو تسويف.
فشخصية المسلم إذاً تتجلى واضحة حين يسمع الأذان فيبادر إلى الصلاة، وحين يحل شهر رمضان فينهض بصومه، وحين تجب عليه الزكاة ويحل وقتها يبادر بإخراجها، وحين تتوفر الاستطاعة يبادر بحج بيت الله..
وكذلك في سائر العبادات والمعاملات، والأعمال الصالحة، والعلاقات الإنسانية الكريمة.
وحين يسارع إلى الخيرات، ويبادر بتلك الأعمال، يقبل عليها بانشراح نفسي، وسرور وارتياح، يستشعر في أداء الواجب متعة نفسية.
وقد أمر الله - سبحانه وتعالى - عباده بالمسارعة إلى فعل الخيرات والعمل الصالح، وما يترتب على ذلك من المغفرة بل الحصول على الهدف المنشود وهو جنة الله الغالية، يقول - سبحانه وتعالى -: \" سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم (21) \" {الحديد: 21}.
والمبادرة بالخيرات والمسابقة إلى الصالحات تدل على حرص الإنسان المسلم على الطاعة، والإخلاص فيها، ولذا فإن الله - تعالى - يحقق للمسارعين في الخيرات رجاءهم، ويجيب دعاءهم، ويهبهم من الفضل والخير ما يرجون.
يقول - تعالى -: \" و زكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين 89 فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين 90 \" {الأنبياء: 89، 90}.
ويوجه رسولنا {الإنسان المسلم إلى اغتنام الشباب الصحة والغنى والفراغ والحياة قبل فقدان ذلك.. فيقول: \"اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك\" أخرجه الترمذي كتاب القيامة(1).
وعلى هذا المنهج الواضح المحكم، وبتلك المسارعة في العمل والخيرات، يبني الإسلام شخصية المسلم في جو عملي، يستبق من الخيرات بحيوية ونشاط، وتصميم وإقدام وعزم صادق لا يعرف (سوف).
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش:
1- الحديث لم يذكره الترمذي بهذا النص والحديث، أخرجه الحاكم (306/4) وصححه ووافقه الذهبي انظر شرح السنة للبغوي (4021/14).
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد