حرر نفسك


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد الله رب العالمين الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

حرر نفسك، هذا الموضوع يتخيل البعض منا من العنوان أن تحرير النفس من القيود كالسجين أو من الروتين الممل، الصراحة يا إخوان أقصد هنا بتحرير النفس من المعصية ذلك الكابوس الجاثم على صدور ونفوس كثيرٍ, منا الله المستعان، المعصية التي تخلق جواً من الكآبه والحزن وضيق النفس وهلم جر من الأمور التي يصاحب صاحبها جراء فعله للمعصية قال - تعالى -في سورة الأنعام (فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهدِيَهُ يَشرَح صَدرَهُ لِلإِسلاَمِ وَمَن يُرِد أَن يُضِلَّهُ يَجعَل صَدرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجعَلُ اللّهُ الرِّجسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤمِنُونَ) (125).

فالشاهد أن المعصية تضيق الصدر كما ذكرت آنفاً، إذاً فلنحرر هوانا وأنفسنا من تلك القيود ولننطلق في حدائق الطاعة ولننهل من خيرها الواسع فلنجرب طاعة ساعة واحدة والله يا إخوان إنها تجلب للنفس الإنتعاش والسعادة والطمأنينة فلنجرب اليوم يا إخوان ولنبدأ من اليوم تكسير القيود ولتحرر نفسك من ذل الإنقياد للهوى والشيطان، جرب القرب من الرحمن بسجدة واحدة سجدة خالصة له - جل وعلا - سجدة نغسل فيها شوائب المعاصي وننشر فيها صحائف الماضي، لتتحرر من الماضي الذي يذكرك بقيود المعصية هذه القيود التي أعرف أنها ثقيلة وكبيرة وصعبة الفكاك ولكن إجعل النية خالصة لوجهه الكريم حاول أن تتجرد لله وحده في غرفتك وتصلي ركعة له - تعالى -قم الآن توضأ لا تنتظر ولا تنتظري فك قيدك أنظر يسارك ويمينك خذ مفتاح القيد فك السلاسل لاتنظر إلى الساعة هذا موعد السهرة تجرد اليوم هذه الساعة فقط لله - جل وعلا - والله ستجد الراحة التي كنت تبحث عنها ستجد المتعة التي طالما بحثت عنها في السفر، بين الأصدقاء، خلف الفضائيات ومواقع الإنترنت.

القيد الذي كنت مرتبطاً به ستجده تلقائياً قد حل ستجد الناس من حولك قد تغيرت معاملتهم لك من معاملة بالمعصية إلى معاملة بالطاعة، الناس الذين تركوك في هذا الوقت العصيب ستجد صدقني خيراً منهم يقول إبن القيم - رحمه الله تعالى -: (إذا إستغنا الناس بالناس إستغنِ أنت بالله).

ألا يكفيك الحق تبارك وتعالى، النبي - عليه الصلاة والسلام - عندما طردوه قومه كان لوحده بالنسبة للبشر ولكن الله- تبارك وتعالى -كان معه وهو نبي أفهمت معنى نبي يعني أفضل البشر على الإطلاق ولكن لله - جل وعلا - حكمه في ذلك لنتعلم ونأخذ الدروس منه - عليه الصلاة والسلام -، كل منا يعرف نفسه فممني نفسه هواها ومطلق العنان لها أو ممسك لجامها ومدرك عظم المعصى وليس حجم المعصية.

فلنبدأ من الآن ولنتفق على فك القيد ولنجعلها طاعة أبدية وصفاء نفس أبدي لله - جل وعلا - ولنجعلها فاتحة خير للأمة فصدقني رجوعك هو فاتحة خير لها فلا تحقر نفسك أبداً فأنت الذي ستقودها إلى العزة والكرامة بتركك للمعصية وفك قيدك منها.

والله من وراء القصد.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply