صلة الرحم ( 3 - 3 )


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

سابعاً: مظاهر عدم صلة الرحم:

1- عدم الصدقة على المحتاج من الأرحام، فبعض الأسر فيها أغنياء ومع ذلك تجد أن فيها فقراء محتاجين ربما تصلهم المساعدات من الأباعد.

 

2-عدم الإهداء إما بخلاً وإما اعتقاداً بأن الموصول ليس بحاجة وأنه ربما يفهمها خطأ بأن هذا ما أعطاه إلا لأنه رأى عليه آثار الحاجة، ومعلوم أن الهدية تجلب المودة وفي الحديث: ((تهادوا تحابوا)).

 

3-عدم التزاور بين الأرحام فربما مضت الأيام والشهور والسنون ولم ير الأرحام بعضهم بعضاً.

 

4- عدم مشاركة الأرحام أفراحهم وأحزانهم.

 

5- عدم الحضور إلى اجتماع الأرحام إن كان لهم اجتماع.

 

6- عدم وصل الأقارب إلا إذا وصلوه، وهذا في الحقيقة ليس واصلاً وإنما هو مكافئ في الحديث الذي أخرجه البخاري (5991): ((ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها)).

 

وفي حديث عند مسلم (2558) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رجلاً قال: ((يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك)).

 

7- عدم دعوتهم إلى الهدي وعدم أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر.

 

8- تحزيب الأقارب وتفريق شملهم وجعلهم جماعات متنافرة.

 

9- الإساءة إلى الأرحام بالقول أو الفعل.

 

وغيرها من المظاهر.

 

ثامناً: أسباب عدم صلة الرحم:

1- الجهل بفضل صلة الرحم وعاقبة قطيعتها.

2- ضعف الدين وبالتالي يزهد بالثواب على صلة الرحم، ولا يأبه للعقاب على قطيعتها.

3- الكِبر: بأن يكون غنياً أو آتاه الله منصباً رفيعاً أو جاهاً عريضاً فيستنكف أن يبادر هو بصلة رحمه.

4- التقليد للوالدين: إذ ربما لم ير من أبيه أنه يصل أقاربه فيصعب على الابن وصل قرابة أبيه، وكذلك بالنسبة للأم.

5- الانقطاع الطويل، فعندما ينقطع عن أرحامه وقتاً طويلاً يستصعب أن يصلهم ويسوف حتى تتولد الوحشة بينهم ويألف القطيعة.

6- العتاب الشديد فبعض الأرحام عندما تزوره يبدأ بمعاتبتك لماذا لم تزرني لماذا ولماذا حتى يضيق الزائر بذلك ويحسب للزيارة الأخرى ألف حساب.

7- الشح والبخل: فقد يكون غنياً ولأنه يخاف أن يطلب أرحامه منه شيئاً يتهرب عنهم.

8- التكلف عند الزيارة: وهذا يضيق به المتكلف والمتكلف له.

9- قلة الاهتمام بالزائر: وهذا عكس السابق والخير في الوسط.

10ـ رغبته عدم إطلاع أرحامه على حاله: فبعض الأغنياء يخرج زكاته إلى الأباعد ويترك الأرحام ويقول إذا أعطيت الأرحام عرفوا مقدار ما عندي.

11- تأخير قسمة الميراث: مما يسبب العداوة بينهم وربما اتهم كل واحد الآخر وأنه يريد أن يأكل من الميراث وهكذا.

12 ـ الانشغال بالدنيا مما يجعل الإنسان لا يجد وقتاً للوصل.

13ـ الخجل المذموم: فتراه لا يذهب إلى رحمه خجلاً منه، ويترك التزاور والصلة بزعمه إلى أن تحين مناسبة.

14ـ الاستغراب والتعجب الذي يجده الزائر من المزور، فبعض الأرحام عندما تزوره دون أن يكون هناك مناسبة للزيارة كعيد أو وليمة تجده وأنت تسلم عليه مستغرباً متعجباً من زيارتك ينتظر منك إبداء السبب لزيارته، وربما فسر زيارتك له بأن وراءها ما وراءها، وهذا يولد شعوراً عكسياً عند الزائر.

15ـ بعد المسافة بين الأرحام مما يولد التكاسل عند الزيارة.

16ـ قلة تحمل الأقارب وعدم الصبر عليهم، فأدنى كلمة وأقل هفوة تسبب التقاطع.

17ـ نسيان الأقارب في دعوتهم عند المناسبات مما يجعل هذا المنسي يفسر هذا النسيان بأنه احتقار لشخصه فيقوده هذا إلى قطع رحمه.

 

* الحسد: قد يكون في العائلة غنياً أو وجيهاً له مكانته في العائلة فيحسده بعض أفراد العائلة على ما آتاه الله من فضله.

 

* عدم الاحترام المتبادل بين أفراد العائلة وربما أدى ذلك إلى التقاطع، فالذي يسخر منه ويستهزأ به عند اجتماع العائلة لن يأتي إلى هذا الاجتماع مرة أخرى.

 

* سوء الظن: بعض الأقارب قد يطلب من قريبه حاجة فلا يستطيع تلبيتها له، ويعتذر منه فيسيء هذا الطالب الظن بقريبه ويتهمه أنه يستطيع ومع ذلك لم يفعل وله مقاصد في رفضه وهذا يولد نفرة وتباغض.

وربما ظن بعض الأقارب بقريبهم أنه غني وعنده مال ومع ذلك لا يعطيهم وقد يكون هذا الشخص محملاً بالديون وإن أظهر للناس الغنى، ومن سوء الظن التفسيرات الخاطئة للمواقف.

 

* السعي بالنميمة: فالنمام يفسد بين الناس يأتي لهذا القريب وينقل له كلاماً من قريب آخر يسبب هذا النقل تغير الود بينهما.

 

* قد يكون السبب من بعض الزوجات: إذ إن هناك من الزوجات من تنفر زوجها من أقاربه، ولا تريدهم فتقول وتعمل ما يجعل هذا الزوج ينفر من أرحامه.

فمثلاً بعض الزوجات تحاول إبعاد زوجها عن أرحامه بكلامها فإذا تكلمت معه قالت فلان لا يحبك فلان لا يحترمك فلان يحتقرك إنما جاءك لحاجة فإن لم تكن حاجة نسيك.

وربما استغلت بعض المواقف لتدلل على قولها، مما يثير حفيظة هذا الزوج على أرحامه.

وبعضهن تتضايق من زوجها عندما يصل أرحامه وتغضب وتفتعل الخلاف معه مما ينغص عليه عيشه فيضطر إلى ترك وصل أرحامه.

وبعضهن تقف في طريقه عندما يريد استضافة أرحامه وبعضهن تظهر العبوس والتضايق عندما يأتي أرحام زوجها مما يجعلهم يتراجعون عن زيارته مرة أخرى.

وبعضهن تغار على زوجها من أخواته وربما من أمه ومحارمه فتبدأ بلومه وتقريعه على ممازحته لأخته ومضاحكته لابنة أخيه وهكذا حتى يتضايق من ذلك ويترك هذا خوفاً من لومة الزوجة العزيزة.

ولا شك أن على الزوج أن لا ينقاد لأمر زوجته فيما يغضب الله ويسبب قطيعة الرحم وعدم وصلها.

* قد يكون من الأسباب المعاملات المالية إذ يكون هذا اشترى من هذا شيئاً فتبين له أنه غشه أو انتقص هذا من الثمن، أو أقرضه وماطل في السداد ونحو ذلك من المعاملات المالية.

 

تاسعاً: الأمور المعينة على الصلة:

1- معرفة ما أعده الله للواصلين من ثواب وما توعد به القاطعين من عقاب.

2- مقابلة الإساءة منهم بالعفو والإحسان وقد سبق الحديث الذي في مسلم (2558) ((لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك)).

3- قبول اعتذارهم عن الخطأ الذي وقعوا فيه إذا اعتذروا.

4- التواضع ولين الجانب.

5- التغاضي والتغافل: فلا يتوقف عند كل زلة أو عند كل موقف ويبحث لهم عن المعاذير، ويحسن الظن فيهم.

6- بذل ما استطاع من الخدمة بالنفس أو الجاه أو المال.

7- ترك المنة عليهم والبعد عن مطالبتهم بالمثل.

8- الرضا بالقليل من الأقارب، ولا يعود نفسه على استيفاء حقه كاملاً.

9- فهم نفسياتهم وإنزالهم منازلهم.

10- ترك التكلف بين الأقارب.

11- عدم الإكثار من المعاتبة.

12- تحمل عتاب الأقارب إذا عاتبوا واحملها على أنها من شدة حبهم لك.

13- عدم نسيان الأقارب في المناسبات والولائم.

14- تعجيل قسمة الميراث.

15- الاجتماعات الدورية.

16- اصطحاب أولادك معك لزيارة الأقارب لتعويدهم على الصلة ولتعريفهم بأقاربهم.

17- حفظ الأنساب والتعرف على الأقارب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم)) رواه الترمذي وحسنه وصححه الألباني في صحيح الجامع 1/570.

 أسأل الله - عز وجل - أن ينفعنا بما قلنا و سمعنا وأن يجعله حجة لنا لا علينا اللهم أغفر لنا و لوالدينا ولإخواننا المسلمين، ربنا هب لنا من أزواجنا… ربنا لا تزغ قلوبنا... ربنا أتنا في الدنيا حسنة.

و صلى الله على نبينا محمد.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply