أبحث عن حديث فمن يدلني


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هل هناك حديث فيه أنه بعد ظهور المهدي تعود للناس ألفتهم، وما صحته، حيث أنه مر علي شيء من هذا ونسيت موضعه

 

الجواب:

نعم، هذا الأمر يكون في زمن عيسى - عليه السلام -، وهو زمن أمن ورخاء، يرسل الله فيه المطر الغزير، وتخرج الأرض ثمرتها وبركتها، ويفيض المال، وتذهب الشحناء والبغضاء والحسد.

وإليك بعضا من الأحاديث الدالة على ذلك:

1 - جاء في حديث النواس بن سمعان الطويل ما نصه: \"....ثُمَّ يُرسِلُ اللَّهُ مَطَرًا لَا يَكُنٌّ مِنهُ بَيتُ مَدَرٍ,، وَلَا وَبَرٍ, فَيَغسِلُ الأَرضَ حَتَّى يَترُكَهَا كَالزَّلَفَةِ ثُمَّ يُقَالُ لِلأَرضِ أَنبِتِي ثَمَرَتَكِ وَرُدِّي بَرَكَتَكِ فَيَومَئِذٍ, تَأكُلُ العِصَابَةُ مِن الرٌّمَّانَةِ وَيَستَظِلٌّونَ بِقِحفِهَا، وَيُبَارَكُ فِي الرِّسلِ حَتَّى أَنَّ اللِّقحَةَ مِن الإِبِلِ لَتَكفِي الفِئَامَ مِن النَّاسِ، وَاللِّقحَةَ مِن البَقَرِ لَتَكفِي القَبِيلَةَ مِن النَّاسِ ، وَاللِّقحَةَ مِن الغَنَمِ لَتَكفِي الفَخِذَ مِن النَّاسِ فَبَينَمَا هُم كَذَلِكَ إِذ بَعَثَ اللَّهُ رِيحًا طَيِّبَةً فَتَأخُذُهُم تَحتَ آبَاطِهِم فَتَقبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤمِنٍ, وَكُلِّ مُسلِمٍ, وَيَبقَى شِرَارُ النَّاسِ يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الحُمُرِ فَعَلَيهِم تَقُومُ السَّاعَةُ. رواه مسلم في كتاب الفتن، باب ذكر الدجال.

 

قال الإمام النووي في شرح مسلم (18/68):

كَالزَّلَفَةِ: رُوِيَ بِفَتحِ الزَّاي وَاللَّام وَالقَاف، وَرُوِيَ (الزٌّلفَة) بِضَمِّ الزَّاء وَإِسكَان اللَّام وَبِالفَاءِ، وَرُوِيَ (الزَّلَفَة) بِفَتحِ الزَّاي وَاللَّام وَبِالفَاءِ، وَقَالَ القَاضِي: رُوِيَ بِالفَاءِ وَالقَاف وَبِفَتحِ اللَّام وَبِإِسكَانِهَا. وَكُلّهَا صَحِيحَة.

 

قَالَ فِي المَشَارِق: وَالزَّاي مَفتُوحَة. وَاختَلَفُوا فِي مَعنَاهُ، فَقَالَ ثَعلَب وَأَبُو زَيد وَآخَرُونَ: مَعنَاهُ كَالمِرآةِ، وَحَكَى صَاحِب المَشَارِق هَذَا عَن اِبن عَبَّاس أَيضًا، شَبَّهَهَا بِالمِرآةِ فِي صَفَائِهَا وَنَظَافَتهَا، وَقِيلَ: كَمَصَانِع المَاء أَي إِنَّ المَاء يُستَنقَع فِيهَا حَتَّى تَصِير كَالمَصنَعِ الَّذِي يَجتَمِع فِيهِ المَاء. وَقَالَ أَبُو عُبَيد: مَعنَاهُ كَالإِجَّانَةِ الخَضرَاء، وَقِيلَ: كَالصَّحفَةِ، وَقِيلَ: كَالرَّوضَةِ. ا. هـ.

 

2 - عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: وَاللَّهِ لَيَنزِلَنَّ ابنُ مَريَمَ حَكَمًا عَادِلًا فَلَيَكسِرَنَّ الصَّلِيبَ، وَلَيَقتُلَنَّ الخِنزِيرَ، وَلَيَضَعَنَّ الجِزيَةَ، وَلَتُترَكَنَّ القِلَاصُ فَلَا يُسعَى عَلَيهَا وَلَتَذهَبَنَّ الشَّحنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ، وَالتَّحَاسُدُ، وَلَيَدعُوَنَّ إِلَى المَالِ فَلَا يَقبَلُهُ أَحَدٌ. رواه مسلم (155).

 

قال النووي (2/192):

فَالقِلَاص بِكَسرِ القَاف جَمع قَلُوص بِفَتحِهَا وَهِيَ مِن الإِبِل كَالفَتَاةِ مِن النِّسَاء وَالحَدَث مِن الرِّجَال.

وَمَعنَاهُ أَن يُزهَد فِيهَا وَلَا يُرغَب فِي اِقتِنَائِهَا لِكَثرَةِ الأَموَال، وَقِلَّة الآمَال، وَعَدَم الحَاجَة، وَالعِلم بِقُربِ القِيَامَة.

وَإِنَّمَا ذُكِرَت القِلَاص لِكَونِهَا أَشرَف الإِبِل الَّتِي هِيَ أَنفَس الأَموَال عِند العَرَب.

وَهُوَ شَبِيه بِمَعنَى قَول اللَّه - عز وجل - {وَإِذَا العِشَار عُطِّلَت} وَمَعنَى (لَا يُسعَى عَلَيهَا): لَا يُعتَنَى بِهَا أَي يَتَسَاهَل أَهلهَا فِيهَا، وَلَا يَعتَنُونَ بِهَا. هَذَا هُوَ الظَّاهِر.

وَقَالَ القَاضِي عِيَاض وَصَاحِب المَطَالِع - رحمهما الله -: مَعنَى لَا يُسعَى عَلَيهَا أَي لَا تُطلَب زَكَاتهَا إِذ لَا يُوجَد مَن يَقبَلهَا.

وَهَذَا تَأوِيل بَاطِل مِن وُجُوه كَثِيرَة تُفهَم مِن هَذَا الحَدِيث وَغَيره بَل الصَّوَاب مَا قَدَّمنَاهُ. وَاَللَّه أَعلَم.

وَلَتَذهَبَنَّ الشَّحنَاء: فَالمُرَاد بِهِ العَدَاوَة.

وَلَيَدعُوَنَّ إِلَى المَال فَلَا يَقبَلهُ أَحَد: هُوَ بِضَمِّ العَين وَفَتح الوَاو وَتَشدِيد النٌّون وَإِنَّمَا لَا يَقبَلهُ أَحَد لِمَا ذَكَرنَا مِن كَثرَة الأَموَال، وَقِصَر الآمَال، وَعَدَم الحَاجَة، وَقِلَّة الرَّغبَة لِلعِلمِ بِقُربِ السَّاعَة. ا. هـ.

 

3 - عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : الأَنبِيَاءُ إِخوَةٌ لِعَلَّاتٍ, أُمَّهَاتُهُم شَتَّى وَدِينُهُم وَاحِدٌ وَأَنَا أَولَى النَّاسِ بِعِيسَى ابنِ مَريَمَ لِأَنَّهُ لَم يَكُن بَينِي وَبَينَهُ نَبِيُّ وَإِنَّهُ نَازِلٌ فَإِذَا رَأَيتُمُوهُ فَاعرِفُوهُ رَجُلًا مَربُوعًا إِلَى الحُمرَةِ وَالبَيَاضِ عَلَيهِ ثَوبَانِ مُمَصَّرَانِ كَأَنَّ رَأسَهُ يَقطُرُ وَإِن لَم يُصِبهُ بَلَلٌ فَيَدُقٌّ الصَّلِيبَ وَيَقتُلُ الخِنزِيرَ وَيَضَعُ الجِزيَةَ وَيَدعُو النَّاسَ إِلَى الإِسلَامِ فَيُهلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ المِلَلَ كُلَّهَا إِلَّا الإِسلَامَ وَيُهلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ المَسِيحَ الدَّجَّالَ ، وَتَقَعُ الأَمَنَةُ عَلَى الأَرضِ حَتَّى تَرتَعَ الأُسُودُ مَعَ الإِبِلِ ، وَالنِّمَارُ مَعَ البَقَرِ، وَالذِّئَابُ مَعَ الغَنَمِ وَيَلعَبَ الصِّبيَانُ بِالحَيَّاتِ لَا تَضُرٌّهُم فَيَمكُثُ أَربَعِينَ سَنَةً ثُمَّ يُتَوَفَّى وَيُصَلِّي عَلَيهِ المُسلِمُونَ. رواه أحمد في المسند (2/406).

قال الحافظ ابن حجر في الفتح عن الحديث: وَرَوَى أَحمَد وَأَبُو دَاوُدَ بِإِسنَاد صَحِيح.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply