بسم الله الرحمن الرحيم
* علامات المخلصين:
للمخلصين علامات عدةº من أبرزها:
1- إرادتهم وجه الله:
سمة المخلصين العظمى أنهم يريدون بعملهم وجه الله، فلا يريدون به مغنماً ولا جاهاً ولا ثناءً ولا عَرَضاً من عروض الدنيا الزائلة(1). قال - تعالى - : {وَاصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدعُونَ رَبَّهُم بِالغَدَاةِ وَالعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجهَهُ} [الكهف: 28]º أي يرتقبون بدعائهم رضا الله - سبحانه - لا عَرَض الدنيا(2)º فلذا وصفهم في الآية بالعبادة والإخلاص فيها(3)، وفي حديث أبي موسى ـ رضي الله عنه ـ قال: «جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليُرى مكانهº فمن في سبيل الله؟ قال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله»(4)، فالمخلصون أصحاب نيات صالحة، يريدون الله ورفعة دينه، والعمل إنما يكون معتبراً بالنية الصالحة، وإذا لم تصح النية فلا أثر له (5)، وقد جاء ذلك منصوصاً عليه في قوله - صلى الله عليه وسلم -: «الأعمال بالنية، ولكل امرئ ما نوىº فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه»(6).
2- حبهم لعمل الخلوة:
المخلصون أحرص على إخفاء صالح أعمالهم من غيرهم على كتمان ذنوبهمº رجاء أن ينالهم الخير الوارد في الحديث: «إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي»(7)، وقد كان ذلك هدياً بيِّناً للسلف الصالح، وسمتاً ظاهراً لهم، ومن ذلك: قول الخريبي: «كانوا يستحبون أن يكون للرجل خبيئة من عمل صالح، لا تعلم به زوجته ولا غيرها»(8)، وقول أيوب السختياني: «والله! ما صدق عبد إلا سره ألا يُشعَر بمكانه»، وقول سلمة بن دينار: «اكتم حسناتك أشد مما تكتم سيئاتك»(9)، وقول بشر الحافي: «أَخمِل ذكرك، وطيِّب مطعمك، لا يجد حلاوة الآخرة رجل يحب في الدنيا أن يعرفه الناس»(1)، وقول محمد بن العلاء: «من أحب الله أحب أن لا يعرفه الناس»(2)، وقول الشافعي: «وددت أن الخلق يتعلمون هذا العلم، ولا ينسب إليَّ منه شيء»(3).
ومـن الشــواهـد العمليـة: مــا ورد «أن عمـر بـن ال
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد