مما قيل في الإخلاص

بسم الله الرحمن الرحيم

مما قيل في الإخلاص:

إن موضوع الإخلاص من المواضيع المهمة جداً، حيث تناوله القرآن الكريم في الكثير من المواضع القرآنية، وكذا السنة النبوية المشرفة.

وهو من الموضوعات المهمة في العبادات والمعاملات والسلوكيات بل وفي جميع المناحي الشمولية التربوية والسلوكية وغيرها.

وما أكثر الأقوال والقصص التي وردت في مقام الإخلاص. واليوم سنتناول بعضاً من هذه الأقوال والنصوص في مقام الإخلاص.

وفي معنى الإخلاص: قال المناوي: تخليص القلب من كل شوب يكدر صفاءه.

وقال الجرجاني، الإخلاص ألا تطلب لعملك شاهداً غير الله - تعالى -.

أولاً: مما ورد في القرآن الكريم في مقام الإخلاص: قوله - تعالى -: \" إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين \" (النساء: الآية 146).

وقوله - تعالى -: \" إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصاً له الدين \" (الزمر: الآية 2).

وقوله - تعالى -: \" وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة \" (البينة: الآية 5)(1).

ثانياً: ومما ورد في مقام الإخلاص من السنة النبوية وهي أيضاً كثيراً وجداً: ومنها ما ورد عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: \" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه \" (متفق عليه)(1).

 وعن جابر بن عبد الله الأنصاري - رضي الله عنهما - قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزاة فقال: \" إن بالمدينة لرجالاً ما سرتم مسيراً، ولا قطعتم وادياً، إلا كانوا معكم حبسهم المرض... \" (رواه مسلم).

ثالثاً: ومن أقوال الفقهاء في الإخلاص:

 قال ابن القيم: العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً ينقله ولا ينفعه.

وقال يوسف بن الحسين: أعز شيء في الدنيا الإخلاص، وكم اجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي فكأنه ينبت على لون آخر.

رابعاً: ومن الشعر في ذلك:

قال لسان الدين بن الخطيب.

أي شيءٍ, لامرىءٍ, قد خَلُصاَ *** فيكون الروض قد مُكِّن فيه

تنهب الأزهارُ فيه الغـُرما *** أمِنت مِن مَكرِه ما تتقيــه

وقال إلياس فيَّال:

تلك آباؤنا وذاك تراث ال ***  مجدِ منهم بال إلى الأنباء

 سرفٌ في سماحةٍ, وذكاء *** في وقار وقُــــدوةٌ ووفاءِ

ــــــــــــــــــــــــ

(1) د. روحي البعلبيبكي، موسوعة روائع الحكمة، والأقوال الخالدة، ص 65.

(1) موسى بن راشد البهدل، ينابيع الحكمة، ص 19.