إليك يا بنت الشات ... رسالة من القلب إلى القلب


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

  

أختي الغالية.. السلام عليك ورحمة الله وبركاته..

ابعث إليك هذه الكلمات وكلي أمل أن تجد سبيلها إلى قلبك الأبيض..

نعم إلى قلبك الأبيض... يا من خُلقت وقلبك ابيض... يا من نشأت وقلبك ابيض.. ينبض بالبراءة.. ينبض بالطهر.. ينبض بالصدق والصفاء والمحبة.....

 

انك أيتها الطُهر ملك طاهر، خُلقت هكذا.. ويجب عليك أن تحافظي على طهرك وعفافك... انك أيتها الطاهرة جوهرة مصون ولؤلؤ مكنون... ما أجمل قلبك الأبيض الطاهر إذ لم تمسه كلمة عابث، ولم تطربه نزوة لاهث.. ما أجمله وهو بريء، لا يحمل الا البراءة والصدق..

 

فلماذا تسودينه بالذنوب والمعاصي؟.. لماذا تعلقينه باناس لا يعرفون لك حقا ولا يقدرون لك قدرا.. ؟ أناس همهم أن يتعرفوا عليك فقط من اجل الشهوة.. شهوة شيطانية لحظية.. دقائق يمارس الشيطان فيها معك أبشع وأشنع وأفظع الذنوب.

 

أختاه..

لا تغتري بكثرة اللاهيين الوالغين في حمأة المعصية والرذيلة حولك هنا أو هناك!، كلهم سوف يندمون يوم لا ينفع ندم.. كلهم سوف يقفون بين يدي خالقهم ويُسألون.. عن كل صغيرة وكبيرة.. (مَا يَلفِظُ مِن قَولٍ, إِلَّا لَدَيهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (قّ: 18).

 

كل كلمة تكتبينها... كل كلمة تتلفظين بها هي محسوبة لك آو عليك... كل همسة حب تهمسين بها أو غرام آو شهوة سوف تُسألين عنها يوم القيامة...

 

يا بنت الطهر والعفاف مهلا فانك في خطر...

مهلا فإن الموت لا يعرف صغيرا ولا كبيرا... أيسرك أن تموتي وأنت على \"الشات\" تحادثين هذا وذاك وتتلذذين بأقبح العبارات وأفحش الكلمات مع شباب ما عرفوا النخوة ولا عرفوا الشرف ولا الغيرة ولا المروءة... أيسرك أن تموتي وأنتي على هذه الحال... ؟ كيف بك لو وضعت في قبرك وحدك في ظلمة القبر ورحل عنك الأهل والأحباب وتركوك وحدك مع ديدان الأرض تنهش جلدك الرقيق الذي طالما جملتيه بالمكياج والمساحيق واعتنيت به... !!!

 

كيف بك لو وضعت في قبرك وضمك القبر ضمة اختلفت فيها أضلاعك وتكسرت فيه عظامك.. ؟ وكل الناس ذائق هذه الضغطة، أما سمعت نبيك - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول إن للقبر ضغطة لو سلم منها احد لسلم منها سعد بن معاذ وقد مات شهيدا - رضي الله عنه -!!

 

فكيف بك أنتي يا أخيتي.. ؟؟!

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرفع يديه يدعو لعائشة إن ماتت أن يخفف عنها ضغطة القبر... لماذا؟ لأن عظامها رقيقة...

 

وأنت أختي أترى عظامك الرقيقة تقوى على ضغطة القبر؟؟؟..... فهلا لجأت إلى الله تدعينه وتتضرعين إليه وتتوبين إليه حتى يخفف عنك...

 

كيف بك وقد نشرت الصحائف واستلمت صحيفتك وقد دون بها كل كلمة تكتبينا وكل كلمة تهمسين بها... أيسرك أن تلاقي ما تكتبين هنا في الـ\"الشات\" بما حدثت الشباب والفتيات..

لا تقولي تسلية... فكم من تسلية كانت بداية لطريق موحل... كما من تسلية جرت صاحبتها إلى هتك الستر وقتل الحياء...

 

أن كانت هذه عندك تسلية فعند الذي خلقك من لا شيء ورزقك وكنت لا شيء وسقاك وكنت لا شيء وهداك لهذا الدين، أن هذه التسلية عنده ذنب عظيم وجرم خطير... فاليوم تسلية وغدا تهلكة... والذنب الصغير يكبر مع الأيام..

 

ألا تعلمين...

ألا تعلمين انك بهذه التسلية تهدرين اعز ما تملكين... دينك، أخلاقك، حياءك، وقتك، صحتك، مالك... فهل هناك اعز من هذه الأشياء.. ؟!!!

 

انك تخونين نفسك،،، نعم تخونيها لأنها أمانة عندك... وتخونين اهلك الذين ربوك على الحشمة والعفة، تخونين الناس بهذه التسلية البشعة... وتخونين الله من قبل.. ان التسلية بالأعراض والشهوات وهتك الحرمات هو أفظع جرم عرفته جدران بيتك... وأعظم جرم اقترفه قلبك... انك تسودين قلبك وتملأينه سواداً من الذنوب والمعاصي... كل كلمة.. كل همسة حب وغرام وفحش في القول هي عليك ذنب وجرم فتوبي إلى الله - تعالى -وعودي إليه واستغفريه.

 

الله أعطاك قلبا طاهرا سليما ويريدك إن تسلميه إليه طاهرا ابيضا كما سلمك إياه...

الله يريدك عفيفة طاهرة... إن حياءك وطهرك هو مقياس جمالك وحلاوتك... انك إذا انتقلت غدا إلى عش الزوجية فانك سوف تندمين اشد الندم على كل كلمة حب وغرام قلتيها لغير زوجك وحلالك... انك تخونين زوجك من الآن بهذه التصرفات الطائشة... وهذا اللهاث المحموم وراء المعصية والشهوة...

 

تقولين: \" أنا واثقة من نفسي ولا يمكن أن اسمح لها بذلك \".

 

فأقول لك.. إن كنت واثقة من نفسك فلست أعظم ثقة ولا أكرم من أمهات المؤمنين نساء النبي اطهر نساء العالمين الذين أوصاهن الله - تعالى -بقوله: (ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا)... هل تعتقدين انك تثقين بنفسك أكثر منهن!!

 

راجعي نفسك... توبي إلى الله... استغفريه... عاهديه ان تتركي جميع السبل التي تودي إلى المعصية... الله لم يحرم الزنى فقط وإنما حرم الاقتراب منه وكل وسيلة تؤدي إليه من نظرة خائنة وحركة مريبة وكلمة تفقد القلب صوابه وتؤجج في النفس نار الغرام والهيام..

 

أما سمعت بقصة تلك الفتاة المغرمة بالفضائيات والقنوات الجنسية كيف ماتت... لقد وجدوها ميتة وهي تمسك بالريموت كنترول تشاهد الأفلام... ولما أخذوها ليغسلوها حاولوا نزع الريموت كنترول من يدها فلم يستطيعوا، لقد نشبت أصابعها به، حتى عجزوا عن فكه من بين أصابعها... حتى دفنوها وهي ماسكة الريموت كنترول وتبعث يوم القيامة وهي ماسكة به ليشهد على قبح فعالها اسأل الله لي ولك العافية... لقد كان جسمها اسودا بعد أن كان ابيضا يانعا ريانا، لقد جحظت عيناها التي طالما تلذذتا بالحرام... أتحبين أن تكون لك خاتمة مثلها آو أسوأ منها... أعيذك ونفسي بالله العظيم من سوء الخاتمة...

 

اسمعي إلى مغسل الموتى بمدينة الرياض إذ يقول لقد غسلنا في مغسلتنا هذه خلال شهرين فقط أربعمائة جنازة معظمهم من الشباب والفتيات وأكثرهم ماتوا بسبب جلطة في القلب مفاجئة... !! أتحسبين إن الموت بعيد عنك، إن الموت لا يميز بين صغير ولا كبير، ولا ذكرٍ, ولا أنثى، ولا جميل ولا قبيح، ولا أمير ولا حقير... كلهم عند الموت سواء... فاختاري كيف تكون خاتمتك...

 

إن الإنسان يختم له بحسب عمله إن كانت أعماله خيرا ختم له بخير، وان كانت شرا ختم له بشر، فماذا أردت إن تعرفي خاتمتك انظري إلى الوراء إلى ما فعلت فقط خلال أسبوع مضى... انظري كم من المعاصي ارتكبت... انظري كم من المشاهد المحرمة شاهدت، وكم من الشباب تكلمت معهم سواء بالهاتف أو بالشات، أو غير ذلك... انظري كم من مجالس الغيبة والكذب والفحش في القول جلست ولم تنكري على أهلها... انظري كم من الصلوات ضيعتي، وكم من الأوقات أهلكت خلف شاشة الكمبيوتر مرة وشاشة الفضائيات مرة...

 

أخيتي الغالية...

يا زهرة تأبى قلوب الطاهرين إن تراها ذابلة... يا زهرة خلقت لتكون في بستان العفة، وفي جنة الطهر والطاهرات... عودي إلى مكانك... انك خلقت زهرة هناك، ولم تخلقي في المستنقع الآسن الخبيث رائحته، النجس ماؤه...

 

عودي حيث كنت طاهرة، عودي إلى الله - تعالى -، تذكري انك سوف تقفين بين يدي الله لا احد ينافح عنك، ولا احد يساعدك، كلهم يتركونك لتواجهي مصيرك بنفسك، كلهم يتخلون عنك، كلهم وأولهم أولئك الذين خدعوك بكلمة \"احبك\" وأنت تعلمين كذبهم... ! أول من سوف يتبرأ منك أولئك الذين شاركوك المعصية ـ بل سوف يشكونك إلى الله ويرمونك بذنوبهم ويقولن هذه التي أضلتنا بدلالها بتغنجها بلطافتها بحركاتها... ماذا ستقولين أمام الله الذي لا تخفى عليه خافية، ماذا ستقولين.... ؟! ؟!

 

حاسبي نفسك... تذكري أن الدنيا هذه ساعة; وان مصيرا مجهولا ينتظرك... اعملي لمستقبلك... الجأي إلى الله، أعلني التوبة النصوح... اتركي كل وسيلة توقعك في المعاصي، ابحثي عن رفيقات الصلاح والطهارة، اقرأي سيرة الطاهرات من الصحابيات وأمهات المؤمنين... أملأي وقتك بكتاب الله فهو النجاة لك في يوم لا تنفعك فيه انترنت ولا شات ولا محادثات... تذكري انك ما خلقت لهذا العبث وإنما خلقت لرسالة عظيمة، فأمتك الإسلامية تنتظر منك الكثير الذي تستطيعين تقديمه إن عزمت على ذلك فعلا..

 

أختاه.. هذا ندائي إليك... ندائي الى نفسي، ندائي إلى من هي ضلع من أضلاعي ولحمة من فؤادي..

 

أختاه كلنا نذنب وكلنا نخطيء، لكن من يتوب ومن يستغفر الله، ومن يندم على فعلته، ويعاهد الله أن لا يعود لتلك المعصية أبدا.. ؟.... (إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فاؤلئك يبدل الله سيئاتهم حسنات) توبي إلى الله وآمني انك ملاقيتيه، واعملي أعمالاً صالحة، فان العمل الصالح يكفر الذنب (أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل أن الحسنات يذهبن السيئات)...

 

لا تيأسي مهما كانت ذنوبك التي اقترفتيها عظيمة... ما دمت انك ندمت عليها وتريدين الخلاص منها فباب التوبة مفتوح، والله - تعالى -يتنزل في الثلث الآخر كل ليلة فيقول هل من داع فاستجيب له... هل من مستغفر فاغفر له... يقول: يا عبادي إنكم تذنبون بالليل والنهار فاستغفروني اغفر لكم... يا عبادي لو أن أحدكم جاء بملىء الأرض خطايا ثم جاءني لا يشرك بي شيئا واستغفرني غفرت له ولا أبالي...

 

لا تيأسي، ولا يحطمنك الشيطان، فالشيطان أغيظ ما يغيظه أن يرى الفتاة قد عادت إلى الله، فيجلس لها في كل طريق، يهون عليها المعصية ويزينها لها وييئسها من رحمة الله، ويوهمها أن التوبة تأتي بعدين، لما اكبر أتوب، لما أتزوج أتوب، لما، لما... ويأتي اليوم الذي يعجز لسانك فيه عن قول استغفر الله، لأنك لم تتعودي على التوبة والرجوع إلى الله بكل صدق وندم وبكاء على ما سلف.

 

لا... وألف لا... قوليها... اصرخي بوجه الشيطان وبكل قوة... قوليها.. لا لن أعود إلى ما كنت عليه من ذنوب... قوليها لا تترددي لا تتأخري... الآن... اقطعي على الشيطان كل طريق... أن كيد الشيطان كان ضعيفا... نعم ضعيف.. حينما يسمع صرخة في وجهه، تقول له لا وألف لا..

 

أختاه... ادعوك ونفسي المخطئة إلى الله.. إلى غافر الذنب قابل التوب شديد العقاب... توبي إلى الله من كل ذنوبك، توبي من المحادثات عبر الشات، واعلمي أن طريقها إلى الغواية وضياع الشرف وقبلها الدين والعرض.

 

نعم اخيتي لا تترددي ولا يوهمنّك الشيطان... فكم من بيوت شريفة ضاع شرفها ومرغت كرامتها بسبب غفلة فتاتها وانسياقها رويدا رويدا نحو الهوى والشيطان... بدأت بمحادثة عبر الشات وتحولت إلى غرام ثم هيام ثم مكالمات هاتفية فموعد فلقاء... فـــ......... هلاك وضياع...

 

ختاما... سامحيني... سامحيني اخيتي، فما كتبت لك هذه الكلمات إلا رجاء أن يغفر الله لي ولك، وان يمحو بها ذنبي وذنبك، وان يجمعنا في الفردوس الأعلى على سرر متقابلين... عفا الله عني وعنك، وتاب الله علي وعليك.

والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply