ظاهرة العنف.. قراءة هادئة في الدوافع وتصورات للحلول


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يزداد قلق المخلصين في المجتمعات الإسلامية على وجه الخصوص من جراء التزايد الملحوظ في أعمال العنف التي غدت ظاهرة اجتماعية وتربوية تستدعي وضع سؤال كبير حول أسباب أو دوافع الأفراد والجماعات التي تتبنى هذا المسلك، وكيف يمكن التغلب أو الحد من تفشي هذه الظاهرة وتصاعدها على الأقل؟ خاصة وأن مستندها هذه المرة ذو طابع ديني، بخلاف مراحل سابقة كان طابع العنف فيها بعيدا عن الدين وفكره.

ومن المؤسف أن تتركز جل الكتابات والخطب والأحاديث المتلفزة وجملة الفعاليات في هذا الاتجاه حول إدانة الظاهرة وكفى.

ولا شك أن ثمة دوافع وأسباباً عديدة كذلك لمن يتصدر الحديث عن الظاهرة على نحو من الإدانة والتبرئة دون تجاوز ذلك إلى ما هو أعمق، أي من حيث تشخيص الظاهرة ومحاولة علاجها. ومع أن هذه الدوافع تنطلق في غالبها لإدانة هذا المسلك من نية حسنة وتوجه صادق بيد أن الذهنية الآنية، وسياسة كل لحظة بلحظتها تجعل الحديث المُدين أقرب إلى الخلاص الذاتي وإثبات البراءة الشخصية أحيانا وإلى نفسية الانتقام، والاستغلال السياسي، واستعداء دوائر داخلية وخارجية على خصوم سياسيين تقليديين في المعترك أحيانا أخرى.

ومما هو جدير بالتنويه قبل البدء المباشر في سرد ما نحسبه أسبابا موضوعية أن هذه القراءة تمتد لتشمل الظاهرة من حيث هي بعيدا عن حصرها في هذا القطر أو ذاك، ذلك أن الظاهرة لم تعد قطرية فحسب بل غدت عالمية تتخذ ألوانا عدة، وصوراً مختلفة، لكنها في المجتمعات الإسلامية ذات الظروف المتشابهة تكاد تقتسم الأسباب الدافعة لتلك المسالك ومن ثم الحلول المقترحة لها ولذلك كان هذا المنهج في هذه القراءة.

 

دوافع الظاهرة:

تتوزع دوافع ظاهرة العنف على مجالات عديدة، تشمل التربوي والنفسي والفكري والأخلاقي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي والأمني والخارجي وكل منها يستدعي محاولة للحل ولنبدأ بالدوافع على النحو التالي:

أولا: دوافع تربوية:

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply