بسم الله الرحمن الرحيم
كثيراً ما تكون قلة البضاعة من العلم سبباً لسقوط الإنسان حينما تشتد الأعاصير، فيكون في مهب الهوى ولا يجد ما يسنده، والعلم يقف حائلاً أمام الشهوات وظلام الشبهات، فإذا هجمت الأعصاير والمحن برز العلم إلى السدة واستلم زمام التحكم فسار بالقافلة إلى شاطئ الأمان وبر السلام.
أما إذا قلّ العلمº فإنه سرعان ما تحمل النفس معها الحسن والمشوه مما قد يصادفها بدون أدنى مقاومة، بل لعل الجهل يكون هو السبب والباعث على السقوط والانحدار في مزالق الانحراف عن الجادة، حيث تتداخل على الإنسان الأفكار ويحرص الهوى والشهوة تحت رعاية العدو الأكبر الشيطان الرجيم، في أن تسيطر على إدارة العقل حتى إذا ولج الإنسان في الوحل صعب عليه التطهر منه.
والعلم الحق يقي المرء شر الكبر والتغطرس الذي ينتشي به من جمعوا قطرات من المعرفة، وظنوا بها أنهم حازوا العلم ولمّا يروا منه شاطئه أو حتى يشتموا رطوبته التي تنتعش في وهج الحرارة الصادرة من النفس عن حب مشتعل للتعلم والبحث والرصد لكل صغيرة وكبيرة..
والجهل يورث خللاً في عمل العبد ولا بد، وما الزيادة في العبادة أو النقص منها أو التخيّر فيها، أو تعيّب بعض ما أُمر به أو نُهي عنه وازدراء شيء منه والتنقص من قيمته إلا من هذا السبيل ومن هذا المنطلق، {فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك} لقد قدم العلم على العمل وقدم التوحيد والإخلاص على العبادة.
{إنما يخشى الله من عباده العلماء} فالعلم هو الخشية وهو طريقها الموصل إليها، وهو طريق الدعوة وطريق العمل وسبب الثبات بعد توفيق الله، فلا تردد ولا انهزامية ولا شك ولا ريب بل نور إيمان ونور علم يشع من ضمير المؤمن وعقله، ليمتد أمامه بمقدار علمه وإيمانه فتتلاشى من أمام ناظريه وسمعه وبصره كل الموبقات وأسبابها حتى يصبح يري رأي العين، وحق اليقين، فلا ضبابية ولا جهامة ولا سراب بل الحق كل الحق على مراد الله - تعالى - ومراد رسوله - صلى الله عليه وسلم -..
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد