بسم الله الرحمن الرحيم
فقلت له: ما تجد، وكيف حالك؟
فقال: لي قلب عليل ولا صحّة لي، وبدنٌ سقيمٌ ولا قوة لي، وقبر مُوحش ولا أنيس لي، وسفر بعيد ولا زاد لي، وصراطٌ دقيق ولا جواز لي، ونار حامية ولا بدنَ لي، وجنَّة عالية ولا نصيب لي، وربُّ عادل ولا حُجَّةَ لي.
قال الحسن: فرجوتُ الله أن يوفَّقه، فأقبلت عليه وقلت له: لم لا تُسلِم حتى تَسلمَ؟
قال: يا شيخ، إنَّ المِفتاح بيدِ الفتاح، والقفُل هاهنا، وأشار إلى صدره، وغشيَ عليه.
قال الحسن: فقلت: إلهي وسيِّدي ومولاي، إن كان سبقَ لهذا المجوسيِّ عندك حسنةٌ فعجِّل لها إليه قبل فراق روحه من الدنيا، وانقطاع الأمل. فأفاق من غشيته، وفتح عينه، ثم أقبل وقال: يا شيخ، إنَّ الفتَّاح أرسل المفتاح، أمدد يمنك، فأنا أشهد أن لا إله إلاَّ الله وأشهدُ أن محمداً رسول الله، ثم خرجت روحه وصار إلى رحمة الله.
منعوك من شُرب المودَّةِ والصفا *** لما رأوكَ على الخيانة والجـفا
إن أنت أرسلت العنان إليــهم *** جــادوا عليك تكـرٌّماً وتعطٌّفا
حـاشاهُم أن يظلموك وإنـما *** جعلوا الوفا منهم لأرباب الوفـا
بحر الدموع للإمام جمال الدين بن الجوزي
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد