بسم الله الرحمن الرحيم
قال الراوي:
خلوت إلى نفسي مع ربي ذات ليلة.. وأدرت فكري فيما أنا فيه..
وما مر بي.. وما أنتظره وآمل فيه..
فوجدتُ أني بين نعمة حاضرة منّ الله بها عليّ.. ونعمة أنتظرها فضلاً من الله وإحساناً منه..
فرأيتُ أنه جدير بي أن أكون شاكراً للأولى.. وفي شكر الثانية أيضا..
وما أروع ما قاله أحدهم:
(لي في شكر ما تقدم من إحسانه إليّ.. شاغل عن استبطاء ما تأخر)
ولكني أقول: بل ليقيني أن ما تأخر لم يتأخر إلا لحكمة وبحكمة..
تصب لصالحي في النهاية.. فجديرٌ بي أن أكون في الشكر أيضاً..
ثم وجدتُ أني بين نعمتين أخريين من طرف آخر:
مصيبة نزلت بي - وأعانني الله على الصبر عليها والاحتساب فيها -
ثم رفعها الله برحمته، فذهبت شدتها، وبقي أجرها..
ومصيبة توشك أن تنزل بي بسبب سيئات وهفوات لا زالت نفسي تتوثب إليها،
غير أن الله يحلم عليّ، ويتجاوز عني، ولا يعاجلني بالعقوبة..
وهنا هاج في قلبي حياء عظيم من ربي - سبحانه -..
فوجدتُ أنني هاهنا أيضاً: يجب أن أكون شاكرا لله على ما مضى..
وشاكراً له على ما زوى عني من عقوبة استحقها..
ودار لساني بالاستغفار..
وسألت نفسي وأنا بين دموعي:
كيف لا يمتلئ قلبي بحب ربي - سبحانه -؟
نعم كيف؟ كيف وأنا لم أر منه إلا إحسانا؟
كيف ولم أعرفه إلا كريما متفضلا محسنا إليّ؟!
كيف ولم أجد منه إلا سترا وتجاوزاً وحلماً؟؟
كيف ولم أشم نسيم الحياة، ولم أبصر نورها إلا برحمته جل جلاله؟
ومع هذا أراني أغفل عنه وهو القريب مني..
واتجرأ على معصيته وهو يراني وقادر على أن يخسف الأرض بي في إغماضة عين..
غير أنه يتجاوز ويعفو ويستر ويحلم ويتلطف ويتودد ويصبر،
ويناديني من قريب، أن أعود إليه، ليبدل السيئات حسنات..
- سبحانه -.. يتحبب إليّ كأنه محتاجٌ إليّ!
وأنا لا أزال أتبغض إليه بسماع ما يكره.. وفعل ما لا يرضى..!
اتبغض إليه وكأني في غنى عنه!
مع أني أحتاج إليه في كل نفس أتنفسهُ..!
فأي رب عظيم هو ربي - سبحانه - جل جلاله.. واي عبد لئيم أنا...!!
- سبحانه - ما أعظم شأنه.. - سبحانه -..
يا إلهي الرحمة... الرحمة.... الرحمة... الرحمة... الرحمة..
أسألك رضاك والجنة..
أسألك برحمتك وفضلك وكرمك أن ترضى عني وتقبلني وتبارك في ولي
وأن تجعلني مباركاً حيثما كنتُ..
اجعلني من عبادك الربانيين الذين لا يبتغون إلا رضاك، ولا يريدون إلا وجهك..
اللهم إن لسان التقصير قصير..
فاعف وتجاوز وارحم واغفر..
وارفع عن أمة حبيبك - صلى الله عليه وسلم - ما أصابها وما ألأمّ بها
اللهم آمين... اللهم آمين..
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد