بسم الله الرحمن الرحيم
شاب يبلغ من العمر 19 عاماً، كان يجلس على كرسيه عندما دخلوا عليه فوجدوه متوفى ومفارق لهذه الحياة الدنيا بسكتة قلبية دون أن يعلم أحد به، وآخر يمشي في الشارع وإذا به يقع أرضاً فلا يقوم منها أبداً وأخرى تقف على الرصيف لتقطع الشارع إلى الجهة المقابلة فلا تجد نفسها إلا طائرة في الهواء لترتطم على الأرض وتفارق الحياة، وفتاة تركب سيارتها وتقف عند الإشارة فما أن تفتح الإشارة الخضراء حتى تسير لتجد سيارتها قد تحطمت وهي بداخلها وقد فارقت الحياة، وآخر يخرج من مكتبه في عمل وكان يركب الدراجة النارية، وعند تقاطع الطرق عند الإشارة تصدمه سيارة وتهرب لتصبح الدراجة كل قطعة في مكان ولكم أن تتخيلوه!! وآخر توقف عند الإشارة الضوئية وعندما أصبحت الإشارة الخضراء له، بقي واقفاً مكانه وأخذت السيارات من خلفه تضرب له الإنذار ولم يحرك ساكناً، ترجلوا من سياراتهم نحوه وإذا به مفارق الحياة!! أي شخص منا قد تكون نهايته مثل نهاية أي شخص ممن ذكروا أعلاه، وقد تأتيك ساعة الموت وأنت تقرأ كلماتي هذه! هل أنت جاهز لتلاقي الله، لماذا كان الرسول إذا تلي القرآن يبكي، وإذا ما وصل إلى أي آية من آيات عذاب نار جهنم يزيد بكاءً وهو يعلم بأنه سيدخل الجنة، الصحابة لماذا كانوا يبكون يرتعبون وهم أبعد ما يكونوا عن الفواحش والسيئات، الشيوخ في مكة مثلاً وهم في كل عام يحجون ويعتمرون، تراهم يقرؤون القرآن وما أن يقرؤوا عن عذاب النار حتى يجهشوا بالبكاء، لأنهم يفكروا بعذاب يوم عظيم!!
أنت أيها الإنسان.. هل تعلم إلى أي لحظة ستعيش، كل أولئك اللذين تعرضوا لحوادث ماتوا وآخرين كانوا صحيحين لا يشكون من شيء وأيضاً ماتوا فجأة لأن ساعة الموت إن جاءت إلى قوم.. لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون، الآن هم ينامون في قبورهم يحاسبون على كل كبيرة وصغيرة فعلوها في هذه الدنيا حتى تقوم الساعة.. ماذا تنتظر أخي الإنسان!! هل تنتظر أن ترى الموت بعينيك حتى تتعظ وتعتبر!! حيث لا ينفع الندم وقتها.. هل يجب أن تخسر إنساناً عزيزاً قريباً منك لكي تعرف أن الله حق!! حقاً\"إن الإنسان كان كفوراً\". أه لو تعلم كم أنها سهلة أن تصل إلى الجنة بجهد صغير من هذا العبد الذي ما خلق إلا ليعبد الله، في القديم كان المسلمون يعذبون لكي يردوا عن دينهم!! فنتذكر بلال بن رباح - رضي الله عنه - وآل عامر - رضي الله عنهم - جميعاً - عندما قال لهم الرسول: \"صبراً آل عامر، إن موعدكم الجنة\"، وغيرهم كثر، لقد رأوا شتى أنواع العذاب ومع ذلك صمدوا، أما نحن وفي عصرنا هذا حيث المساجد المكيفة تملأ كل أرجاء المدن والدول العربية إلا أنها تنادي \"أرجوكم هلموا إليَّ\" فلا من مجيب، تنادي جدرانها\"حي على الصلاة\"و\"الصلاة خير من النوم\"والناس يغطون في نوم عميق!! يا إلهي إلى أي هاوية وصل المسلمون، ألا تستطيع أخي المسلم أن تؤدي وأجبك في المنزل وأنت في سريرك إن كنت مريضاً، ألا ترى كم أن الله يسر العبادة عليك، ما الذي يمنعك، أخي المسلم هل تتكبر على الله.. هل تعتقد أنه لا حساب بعد الموت!! لا.. ماذا إذاً!! لماذا لا تصلي الفروض.. لماذا تعتبر نفسك قد قمت بجهد كبير وبشيء عظيم إن أنت صمت شهر رمضان ولم تفطر يوماً، لقد خلق الله لك اليدين والقدمين والمفاصل والعقل واللسان والعينين والقلب وكل ما تحتاجه لكي تصلي بتفكير وخشوع، كلها هبة من الله فهل تستكثر أن تسخرها بضع دقائق لتأتمر بأمره\"لا يكلف الله نفساً إلا وسعها\"إن أطول صلاتين هما صلاة الظهر وصلاة العصر حيث مجموع ركعات السنة أربع ركعات والفرض أربع ركعات، فإن أنت صليتها كاملة مع السنة وبخشوع وتأني لن تأخذ منك أكثر من ربع ساعة بما فيها الدعاء.. فهل هذا كثير لمن منحك الحياة لكي تعبده، والله إنه لشيء مؤسف حقاً أن نجد بيننا أناس لا يعرفون كيف تؤدى العبادة، ولا يفكرون بيوم سيزورون المقابر زيارة أبدية\"ألهاكم التكاثر (1) حتى زرتم المقابر (2)\"حينها لا ينفع الندم، ولو أنك فكرت أخي المسلم وأختي المسلمة بيوم تدفن في قبر يتركك فيه الأهل والأصحاب ويذهبوا لتسمع أول ما تسمع صوت الله يكلمك، فماذا ستقدم له، هل جربت بأن تفكر بأنك ستكون مكان ذلك المتوفي أو ذلك!! هل تخيلت ما سيكون ردك على الملكين (ناكر ونكير)، هل فكرت أختي المتبرجة بهذا الوجه وهذين اليدين وهذين القدمين وهذا الجسد بعد أن يدفن كيف سيصبح، ألم تفكري بالديدان التي لن تبقي إلا عظامك، هل تخيلت كيف سيكون شكل وجهك بعد أن تبدأ ديدان الأرض بأكلها وقبل أن تنهي عمل ما أمرها الله به، فقط تخيلي خديك والديدان تحبو عليه فلا يكاد يظهر منه شيء، هل هذا هو الوجه الذي تملئيه اليوم بمساحيق التجميل، ألا تعتقدين بأن أقل ما يمكن أن تفعليه هو أن تبقيه على ما خلقه الله، فربنا الله أمرنا بالحجاب، فلا نطلب منك أن تتنقبي ولكن على الأقل غطي شعرك وامتنعي عن الماكياج الذي سيكون كالجمر على وجهك يوم القيامة، ألا يكفيك أن خلقك الله في أجمل صورة، ألا يكفيك أن تتبرجي لزوجك وأمام صديقاتك، ماذا تريدين من باقي الرجال!! اتقي الله، واستغفريه يغفر لك إن أنت تبتي توبة نصوحة.. وابدئي بالصلاة وابتعدي عن التبرج والزينة فوالله لن يبقى لك منها شيء إلا عذابها في القبر ويوم الدين، يومها لن ينفعك صديق ولا حبيب ولا قريب إلا عملك الصالح ليتشفع لك عن السيئات، وإن أنت تبتي توبة نصوحة وقلت\"استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه\"غفر الله لك ذنوبك بإذنه، وقولوا\"اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على وعدك وعهدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، وأبوء إليك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت\"فإن أنت قلتها قبل النوم وسلمت روحك إلى بارئها في نومك دخلت الجنة، وإن أنت قلتها في صباحك وسلمت روحك إلى بارئها في ذلك اليوم أيضاً دخلت الجنة، فقط ادعوا الله أن يغفر لكم ذنوبكم وتوبوا إليه توبة نصوحة وكونوا على يقين بأن الله عفو غفور رحيم كريم يعفو عنا ويغفر لنا ويرحمنا بكرمه لأنه رب العالمين، ولأنه رحمن رحيم، ولأنه مالك ليوم الدين، ولأنه قادر على كل شيء يغفر لمن يشاء بغير حساب.. فتوبوا إليه لتعلموا كم أنتم جاحدين بحقه عليكم ومع ذلك فهو جل جلاله يقول\"قل يا عبادي اللذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله\"فأي آية أوسع وأكبر من هذه الآية الصغيرة فتوبوا إليه وادعوه ليغفر لكم\"وإذا سألك عبادي عني، فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني...\"فأي كرم أكثر من ذلك!!! فهل أنتم تُرشَدُون!!
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد