تنبيه لا بد منه


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لا شك في أن أمتنا ابتعدت عن التطبيق الكامل للدين في أمور كثيرة عديدة ومن أصغر الأمور إلى أكبرها, لكن الصغائر تحتاج إلى تنبيه خاص لأنها قليلا ما تذكر وينبه عليها , و لكثرة انتشارها وتمادي المسلمين في التساهل بها, حتى أن الكثير من المسلمين ممن نحسبهم من أهل الخير والفضل سلموا من الوقوع في الكبائر إلا أنهم مصابون بداء الإصرار على الصغائر.

وهذا خطير من جوانب عديدة, فعلماء الأمة أوضحوا قاعدة مهمة يجب الانتباه لها وهي أن الصغائر تصبح مع الإصـــــــرار كبائر كما قال ابن عباس - رضي الله عنه -: (لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار). ولشيخ الإسلام ابن القيـم كلام هام عن هذا الجانب في مواضع متفرقة في مدارج السالكين,فمما قالـه: (وقد يقترن بالصغيرة من قلة الحياء,وعدم المبالاة,وترك الخوف ما يلحقهـا بالكبائر.بل يجعلها في أعلى رتبها) وقـال: (فالإصرار على المعصية معصية أخرى. والقعود عن تدارك الفارط من المعصية إصرار ورضى بها وطمأنينة إليها. وذلك علامة الهلاك. وأشـــــد من هذا كله المجاهرة بالذنب, مع تيقــن نظـــر الــرب جل جلاله مـــن فوق عـرشـــه). ولعـــــــل من أقرب الأمثلة لأحد هذه الصغائر التي انتشرت بين المسلمين انتشارا رهيبا النظر إلى صور النساء المتبرجات في الشاشات (مذيعاتٍ, كـن أو ممثلات) وفــي الجرائد والمجلات.

 

ومن جانب آخر فإن الذنوب بشكل عام تعظم في عصرنا هذا ويشتد خطرها وأثرها نظرا لحساسية الظروف التي تعيشها أمتنا حاليا والتي تزيد وجوب الإنابة والتوبة سواء كانت ذنوبا كبيرة أو صغيرة , وقـــد يدخل هذا ضمن ما تقرر عند أهل العلم من أن الذنوب تعظم بحسب الزمان والمكان الذي تعمل فيه.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply