الشكر


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أقسام الناس في الشـكــر:

بيَّن القرآن الكريم وأوضحت السنة الشريفة أقسام الناس من جهة امتثالهم لهذه العبادة الجليلة (الشكر) و يمكن حصرهم في ثلاثة أقسام:

قسم يشكرون....

قسم شكرهم قليل...

قسم لا يشكرون...

 

أولاً: قسم الشاكرين:

و هم قله – جعلنا الله منهم –، وجاء النص في بيان قلتهم في مواضيع من القرآن الكريم كثيرة، منها قوله - تعالى -: (وَقَلِيلٌ مِن عِبَادِيَ الشَّكُورُ).

و هؤلاء القلة أعلى الناس مقاماً، و هم الذين لهم الزيادة و حسن الجزاء، كما قال - تعالى -: (وَإِذ تَأَذَّنَ رَبٌّكُم لَئِن شَكَرتُم لَأَزِيدَنَّكُم).

و قال – سبحانه- بعد ذكره لنجاة لوط - عليه السلام-: (نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر).

و قال – عز وجل-: (وسيجزي الله الشاكرين).

و هؤلاء أقل الخلق كما تقدم، و قلة أهله في العالمين تدل على أنهم هم خواص أهله.

و ذكر الإمام احمد - رحمه الله- عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- أنه سمع رجلاً يقول: اللهم اجعلني من الأقلين. فقال عمر: ما هذا؟! فقال الرجل: يا أمير المؤمنين، إن الله - عز وجل- قال: (وَقَلِيلٌ مِن عِبَادِيَ الشَّكُورُ).

 

ثانياً: قسم المقلين:

أي يشكرون الله - تعالى - و لكن هذا الشكر قليل، ووجه قلته كونه في أوقات يسيره، وفي فترات متباعدة، وعلى بعض النعم لا كلها، كما قال - تعالى -: (قليلاً ما تشكرون)، وذلك بعد تعداد النعم وبيان كثرتها ومنافعها، قال - تعالى -: (هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون).

 

ثالثاً: قسم لا يشكرون:

و هذه صفة أكثر الخلق، كما قال - جل جلاله- في ثلاثة مواضع من كتابه:(ولكن أكثر الناس لا يشكرون)

و في موضعين: (ولكن أكثرهم لا يشكرون).

وقال - جل جلاله- في سورة الأعراف (و لا تجد أكثرهم شاكرين).

و هذا الصنف من الناس هم أبغض الخلق إلى الله – عز وجل-، فإن الله - تعالى - قسم الناس إلى شكور و كفور، فأبغض الأشياء إليه الكفر وأهله، وأحب الأشياء إليه الشكر وأهله، قال - تعالى -: (إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً)، وقال - تعالى -: (واشكروا لي ولا تكفرون).

وهذا النكران من هؤلاء قد يكون لجهلهم بقدر النعمة، أو منعمها، أو لكفرهم وجحودهم – عياذاً بالله – كما قال - تعالى -: (فأبى أكثر الناس إلا كفوراً).

فبين أن سبب إبائهم هو بسبب كفران النعم، فالشكران ضد الكفران، وكثرة الكافرين تبين قلة الشاكرين.

 

وهذا التصوير الرباني لواقع الناس يشعر بالحسرة الشديدة على العباد المنكرين الجاحدين، وحقاً إن الإنسان لظلوم كفار، يلبس ثياب النعمة فتكسوه من شعره إلى أخمص قدميه صحة وعافية ومالاً وولداً وأمناً، ثم لا يلوي على صاحبها و مسبغها بالشكر و العرفان.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply