هل وجدت الشيء المفقود؟!


 

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الحبيب:

لقد جربت كثيراً من المعاصي، وهربت بعيداً عن الله، وتقلبت في صنوف الذنوب..

 

نعم لقد جربت ذنوباً متعددة بأشكال مختلفة.. جربت معاصي الشهوات الجنسية.. وجربت شهوات أخذ المال بأي طريق ولو بالحرام.. وجربت سماع الغناء بكل أشكاله العربي منه والأجنبي.. لقد متعت نظرك بالأفلام العربية والأجنبية.. لقد كونت علاقات مع عدد من الفتيات بطرق محرمة هدفك الوحيد فيها اللذة والمتعة الجسدية المحرمة..

 

فماذا كانت النتيجة؟!

انتهت هذه الشهوات، وأصبحت عبارة عن أحلام وردية، وخيالات فكرية، وسراب يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا!!

لقد انتهى طيف تلك الأيام والليالي التي عاقرت فيها الحرام، ولم يبق منها إلا الذنب المكتوب، والوعيد الأليم والحسرة المحرقة.

وإذا أردت أن تعود إليها مرة أخرى فثق تماماً أنك لن تجد شيئاً جديداً فالشهوة هي الشهوة واللذة هي اللذة!!

ولكن تذكر أنه \"لا خير في لذة من بعدها النار\".

 

ولكن يا عزيزي:

لم تجرب شيئاً آخر طعمه لذيذ، وأجره كبير، وعاقبته حسنة…

إنه: \"ذكر الله تعالى وقراءة القرآن والصلاة\".

كأني أتخيلك وقد ضاقت نفسك وقد التفت إلى اليمين فلم تجد إلا قنوات فضائية رأيت فيها مئة مرة فلما جنسياً ورقصاً وعورات مكشوفة..

ثم التفت إلى الشمال ولم تجد إلا الاستريو الذي سمعت فيه مئات المرات أغانٍ, صاخبة ورومانسية..

ثم نظرت أمامك فلم تجد إلا الكمبيوتر الذي لعبت فيه على عشرات الفتيات، وبجواره أوراق مبعثرة مكتوب فيها ندى وسهام ورؤى وعبير وووو..

لقد مللت من ذلك كله.. لقد كرهته لأنه ورث في قلبك حسرة وحيرة وهماً..

ثم أطرقت وأخذت تبكي ملياً.. وقلت: ما هو الحل يا الله؟!

فإذا بنداء في قلبك يردد: \"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون\".

مباشرة نهضت إلى المغسلة.. ثم توضأت.. ثم صليت ودعوت.. ثم قرأت سورة من القرآن..

الآن وجدت الشيء المفقود الذي تبحث عنه منذ زمن بعيد.. الله أكبر ما أجمل الأيمان وألذ الطاعة.. وما أجمل السجود لله.. وما أحلى قراءة القرآن.

الآن بدأت تشعر بطعم جديد لم تعرفه سابقاً!!

ولكن كثيراً من الشباب والفتيات يجهلونه..

هذه هو الطريق فأين السالكون؟!

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply