بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى في محكم كتابه: ( إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيكُم رَقِيباً ), وقال - عز وجل-: ( وَمَا تَكُونُ فِي شَأنٍ, وَمَا تَتلُو مِنهُ مِن قُرآنٍ, وَلا تَعمَلُونَ مِن عَمَلٍ, إِلَّا كُنَّا عَلَيكُم شُهُوداً إِذ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعزُبُ عَن رَبِّكَ مِن مِثقَالِ ذَرَّةٍ, فِي الأَرضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ, مُبِينٍ, ) وقال تعالى: ( أَلَم تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرضِ مَا يَكُونُ مِن نَجوَى ثَلاثَةٍ, إِلَّا هُوَ رَابِعُهُم وَلا خَمسَةٍ, إِلَّا هُوَ سَادِسُهُم وَلا أَدنَى مِن ذَلِكَ وَلا أَكثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُم أَينَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَومَ القِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيءٍ, عَلِيمٌ ) ..والآيات كثيرة جداً في الباب.
آيات تربي القلب على مراقبة الرب:
واستحضار هذه الرقابة بشكل دائم حيثما كان هذا الإنسان.
فإذا تلبس القلب مثل هذه الحالة الراقية..
رأت عيون الدنيا سلوكيات راقية سامية مثالية
لأن قلباً يعيش مستحضراً رقابة ربه عليه، يتعسر عليه أن يتصرف بشكل أرعن أو أحمق أو غبي..
والسؤال الذي يؤرق الكبد ونحن نتلو مثل هذه الآيات، أو نسمعها:
ترى هل حقاً تعتقد قلوبنا هذه الآيات اعتقاداً جازماً أم أنه إيمان رأس، وشقشقة لسان.؟
إن من لم يعتقد هذا فهو كافر.. بلا كلام.
ومن اعتقده ولم يستح من الله - جل جلاله -، فهو جاهل غافل أعمى البصيرة، مطموس الفطرة..
· وفي الحديث القدسي يقول الله - عز وجل -: ( يا بني آدم إذا كنتم تعتقدون أني لا أراكم فقد كفرتم، وإن كنتم تعتقدون أني أراكم، فلمَ جعلتموني أهون الناظرين إليكم!!؟
نعم والله إنه لسؤال يزلزل القلب الحي، وتطأطئ له الروح رأسها حياء..
· والله إنها لنصوص تهز القلب الحي هزاً عنيفاً..
ولكن أين الذين يتفكرون؟؟
كيف يغفل الإنسان عن رقابة الله سبحانه، وهي رقابة مستمرة مع الأنفاس، تحصي الصغيرة والكبيرة..
كيف لا يستحي هذا الإنسان من ربه وهو أقرب إليه من حبل الوريد ..؟؟
كيف لا يستشعر الإنسان الحياء من الله - تبارك اسمه -، ونعم الله تتوالي عليه صباح مساء، وليل نهار بلا انقطاع؟!
كيف..؟ كيف.؟؟ كيف؟؟ كيف...؟!!
يكاد رأسي ينفجر وأنا أدير هذه القضية في الوقت الذي أرى فيه تصرفات الخلق، - أنا منهم وفيهم وقبلهم - يتصرفون وكأن الله غير موجود.. أوكأن الله لا يعرف شيئاً عما يفعلون؟؟
يا إلهي الرحمة، ثم الرحمة، ثم الرحمة.. ولا شيء نسألك غير الرحمة.. يا أرحم الراحمين.
حين تستقر هذه الحقيقة في قلب إنسان، يحدث انقلاب هائل في النفس البشرية بالتأكيد.. تنضبط كل جوارح الإنسان.. لأنه يستشعر رقابة الله ..وعلمه.. وقربه.. وإحاطته.. وإحصاءه عليه..
اللهم املأ قلوبنا بمحبتك، وحلاوة الأنس بك!!.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد