قصة رصاص طائش ويتم مبكر ..!


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لم تعد تشعر عائلة حموضة بالأمان بعد استشهاد ابنها معين برصاصة طائشة مجهولة المصدر، وسُجّلت القضية ضد مجهول، فهل حقيقة هذا المجهول مجهول أم متجاهل؟

لم يكن ذنب معين سوى أنه كان يداعب ولده ويلاعبه بعد خمس سنوات طوال لم يُرزق خلالها بأولاد.فكان ثمن المداعبة لطفله أن تلّقى رصاصة استقرت في رأسه بعد أن اخترقت زجاج نافذة منزله في شارع السكة في مدينة نابلس.

وشاء القدر أن تتبدل الصورة، وأن تنعكس الأمور، وما هي إلاّ لحظات ليسقط معين مضرّجاً بدمائه على الأرض، وبدا أمام طفله وكأنه كرة من الدماء أصبح ابنه يلعب بها.

سمعت زوجته صوت الرصاصة، فتركت إعداد الطعام، وهُرعت إلى الغرفة، فوجدت زوجها وقد افترش الأرض دماً، والتحف السماء رصاصاً.. وأُصيبت بفجيعة عظمى.

على الفور نُقل الزوج (32) عاماً إلى أحد مشافي المدينة في محاولة لإنقاذه، ولكن باءت المحاولات بالفشل، وتم نقله إلى مشفى إيخلوف داخل الخط الأخضر، لكن دون جدوى، و تمت إعادته قبل العيد بيومين إلى نابلس، دون تحسن على صحته.

لم تتوقف الأمور على الإصابة بل زاد الخطر ساعة بعد ساعة إلى أن فارق الحياة صباح يوم عيد الأضحى.. وكانت الفجيعة الكبرى لزوجته وأخواته ووالدته بفقدان الزوج والأخ الحنون والابن البار.

تقول زوجته لم أملك سوى أن أقول: حسبنا الله ونعم الوكيل!! ما ذنبي وذنب طفلي أن يحرموه من أبيه، وأن يُحرم الحياة كباقي الأطفال في حضن والديه.

وتتابع: للأسف إن زوجي استشهد برصاص الفلتان الأمني الذي لم نعرف متى سينتهي، وهل سيكون معين آخر ضحاياه... فالأمن في فلسطين هذه الأيام أصبح كالحلم، حيث لا أمن ولا أمان، فقد قُتل عدد كبير من المواطنيين الأبرياء في مدينة نابلس والمدن الفلسطينية الأخرى، وتُسجّل القضايا ضد مجهول أو يكون القاتل معروف في معظم الأحيان لكن خشية من القتل يسكت الجميع، والسبب هو الفلتان الأمني، و السلاح أصبح بيد القاصي والداني، أصبحنا لا نشعر بالأمن حتى داخل بيوتناº لأن الرصاص يُطلق في كل مكان.

هنا في مدينة نابلس، لا يميز هذه المدينة أنها الأكثر حصاراً والأكثر تواجداً لحواجز الاحتلال، ولا يميزها فقط توغّلات الاحتلال اليومية، التي ترعب الأهالي وتروّع الآمنين، وإنما أيضاً للفلتان نصيب الأسد فيها!!

فلم تكن قصة معين هي وحدها التي سُجّلت ضد مجهول، بل إن كثيراً من القضايا ذات الشكل والمضمون التي سُجّلت كذلك، هذا إن كانت بالفعل قد سُجّلت، ولم يطمسها غدر الغادرين من المنفلتين بالشوارع!!

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply