أصحاب الهمم العالية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أخي الطالب...

 

ما الذي يعوقك عن التفوق والنجاح؟

 

هل هو الفقر؟ أم المرض؟ أم التكاسل والخمول؟

 

دع الكسل وانطلق نحو المعالي وإليك النموذج التالي:

 

د.محمد يحيى أستاذ الأدب الإنجليزي بكلية الآداب جامعة القاهرة نموذج حي لأصحاب الهمم العالية. فهو يعاني من ضمور في العضلات منذ الصف الأول الإعدادي عل إثر ارتفاع في درجة حرارة وحمى نتج عنها ضمور جزئي في بعض العضلات وظل الأمر في تفاقم ولم ينفع معه العلاج حتى انتهى إلى ضمور في كافة عضلات الجسم وهو ما يعني فقدان القدرة نهائياً على الحركة اللهم إلا حركة بسيطة في اليد- كرماً من الله بها يكتب ويدير بعض شؤونه.

 

كان والده يحمله ويذهب به إلى المدرسة، ويحمله مرة أخرى عائداً إلى منزله وظل الأمر هكذا حتى التحق بكلية الآداب وكان الأول على القسم طيلة سنوات دراسته. وأعجب به أستاذه د. رشاد رشدي وقرر تحدي قوانين الجامعة حتى تم تعيينه معيداً في القسم. بعد ذلك استكمل مسيرة التعليم العالي حتى صار الآن أستاذ في الجامعة ومترجما ومفكرا ومحللا وكاتبا إسلاميا مبدعا له العديد من الكتب، ومساهماته بارزة في الصحف والمجلات العربية.

 

يقول د. محمد يحيى: لقد استطعت أن أواصل تعليمي بصبر ودأب وعلمت نفسي خمس لغات هي: الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والأسبانية. وأنا الآن أشرف على رسائل الماجستير والدكتوراه في قسم الأدب الإنجليزي وأترجم أمهات الكتب ولا أجد وقتاً للفراغ أبداً والحمد لله تزوجت ورزقني الله ولداً وبنتاً. ويضيف د. محمد يحيى: إن ا لإعاقة توجد حافزاً لدى الإنسان لتعويضها ومن ثم التفوق في مناحي الحياة المختلفة. فالله - سبحانه وتعالى - قد يحرم المعاق من شيء لكنه يعوضه أشياء أخرى كأن يكون لماحاً شديد الذكاء وقوي الذاكرة ودؤوباً ونشيطاً ومحباً للعمل والإنتاج، وأن تكون لديه روح الزعامة والجاذبية الشخصية.

 

إن المجتهد هو من يستطيع التعرف على مهاراته وقدراته ويتمكن من توظيفها والاستفادة بها، هذا بالنسبة للمعاق فما بالنا بمن خلقه الله سليما معافى؟

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply