بسم الله الرحمن الرحيم
فجعت مصر والعالم العربي بنبأ غرق العبارة \"السلام 98\" والتي كانت تقل على متنها (1415) راكباً كانوا من الذين يعملون في دول الخليج، وبعضهم كانوا من الحجاج، ركبوا العبارة ويداعبهم الأمل في رؤية أحبابهم ويحلمون بلقاء أهاليهم وذويهم وتقبيل أبنائهم وبناتهم الذين تغربوا من أجلهم ليوفروا لهم لقمة العش والحياة الكريمة بإذن ربهم.
كان الجميع يحلم بقضاء إجازة بين أحضان الأهل ويحلم بأن يمتع ناظريه بمنظر الزرع الأخضر في قريته ويرى جيرانه وأصدقاءه، وفجأة جاء النبأ العظيم..والفاجعة الكبرى..تبخر كل شيء فلبست الزوجة ثوب الحداد، وسارعت الأم والأب بعد أن كانا ينتظران ولدهما بفارغ الصبر، ذهبا ليجداه جثة هامدة وسط ذهول وصمت لا يشقه إلا العويل وصيحات الحزن والأسى من الجميع.
بكى الجميع من هول تلك الصور المؤلمة، إلا المسؤولون عن هذه الحادثة، فلم يبك وزير النقل والمواصلات!! لماذا؟! لأن أولادهم في أمان، ولماذا يبكون وعلام يحزنون؟!
سألني ابني عن صديقه \"حسام\" أين ذهب؟! ولماذا لم يعد؟! وسألت ابنتي ألن تأتي \"آية\" مرة ثانية لتلعب معنا في ساحة البيت؟! حتى زوجتي سألتني: بأي ذنب يذهب هؤلاء الضحايا؟ ولماذا لم يعثروا عليهم حتى الآن؟! تذكرت حينئذ عندما هاتفت والدهم بمجرد سماعي بالنبأ، وكان في حالة يرثى لها وكان صوته متقطعاً والعبرات تخنق أنفاسه ولم يستطع إلا أن يستحلفني الله أن أدعو لهم.
ومن هنا نسأل: أين ذهب هؤلاء الضحايا؟ أهكذا يكون مصيرهم بعد أن ذهبوا إلى السعودية لقضاء إجازة مع والدهم الذي يعمل مهندساً هناك، وعادوا على متن العبارة التي تملكها شركة صاحبها عضو في الحزب الوطني وعضو في مجلس الشورى المصري، ولكنهم لم يصلوا ولم يعرف مصيرهم حتى الآن!! وأنا بدوري أسأل المسؤولين في مصر: أين ذهب \"حسام وآية\" وأمهم؟! وماذا ستفعل الحكومة المصرية حتى تقضي على الإهمال والفساد المستشري في أجهزة الدولة؟!
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد