قصص من شريط الأماني والمنون


بسم الله الرحمن الرحيم 

القصة الأولى:

في ليلة ارتدت البقاع ثياب الحزن والحداد، ليلة تحلت بالأحزان واتشحت بالسواد، ليلة ظلماء، تخضبت بالدماء، ليلة أبكت جموعاً وأمطرت دموعاً، ليلة غاب عنها القمر.

مأساة وفاجعة روَّعة القلوب راح ضحيتها أم وأربع بنات في عمر الورود.

حادثة بددت فرحة الصغار، وخنقت الابتسامات لدى الكبار، صغار كانوا قد استعدوا لعام دراسي جديد، كانوا فرحين بالملابس والحقائب والدفاتر الجديدة.

كانت أحلامهم تملأ الدنيا فرحة وبهجة، فهم يحلمون باللعب غداً مع أقرانهم في المدارس والرياض. إنها أماني الصغار ترقبها بحب وبفرح عيون الأبوين، لسان حالهم: هؤلاء هم أولادنا فلذات أكبادنا، أجيال المستقبل، خاصة بعد المنزل الذي سكنوه قبل أيام. كانت العائلة في وسط السيارة غارقة في بحار الأماني وفجأة!!

وفي ذلك الشارع المعتم المظلم. كانت كلمة الله هي العليا وما بين طرفة عين وانتباهها يبدل الله من حال إلى حال...

فقد سكتت أهازيج الصغار، وكتمت الضحكات، وتطايرت الأجسام الصغيرة في الهواء..تمزقت..وغرقت الأحلام والآمال، ليتحطم بذلك الباص الذي تركه قائده بلا علامات انتظار ولا إشارات تحذير في منتصف الطريق، ليفجر شلالات من الدماء والدموع والأحزان، ويضع نهاية أليمة لأحلام جميلة، وخاتمة حزينة لقصة أسرة سعيدة.

ليبقى الأب المكلوم وحيداً بعد أن عاش نحواً من عشرين سنة في أمانٍ, بين أولاده في أمانيه يخطط ويرسم لوحة المستقبل بأحلام طوال لتنتهي به الأيام وحيداً كما بدأ، أعطوه المهدآت أكثر من مرة لكن الحزن أكبر من قدرته على الاحتمال، قرء عليه، هدئ من روعه، ولكن دون جدوى فقد ضاع كل شيء بالنسبة له.

 

القصة الثانية...

رجل جمع المال منذ سنين ليبني منزلاً فاشترى الأرض وبدأ بالبناء، وانتهى منه لكن تأخر دخول الكهرباء. وبذل كل ما بوسعه وكان يردد: لن أرتاح ويهدأ لي بال حتى تصل الكهرباء إلى المنزل فشفع الشفاعات وبعد عناء طويل دخلت الكهرباء، وفي أول يوم من دخولها كان يراقب الكهربائيين وهم يقومون بتمديد الأسلاك وهو فرح مسرور لا تسعه الدنيا فقد تحققت أمنيته، وها هي الكهرباء ستُضـاء بعد ساعات في بيت أحلامه، وفجأة تلتمس الأسلاك ببعضها وهي في يده فيسقط ميتاً كأن لم يكن.

 

القصة الثالثة...

عامل أجنبي من دول شرق آسيا جاء لهذه البلاد وهو يعيش في ظلام الكفر والجهل وقبل رمضان بيوم واحد فقط نور الله قلبه فدخل مكتب الجاليات فنطق الشهادتين وأسلم ثم صام أول يوم من رمضان وبينما هو يمشي في الطريق إذ صدمته سيارة في وضح النهار فمات!!! مات وهو مسلم صائم \"ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء \" نسأل الله أن يرحمه برحمته\".

 

القصة الرابعة:

وشاب في العشر الأواخر من رمضان والناس في صيام وقيام وتحر لليلة القدر وقراءة للقرآن يتمنون صلاح القلوب وغفران ما تقدم من الذنوب ورضا علام الغيوب.

أما هذا الشاب فقد كان يعيش في عالم آخر. كان يخطط ويرسم للقاء عشيقة الهاتف. كان يتمنى ويحلم أن يعيش تلك الليلة في أحضان الشهوات. فكان الموعد وحدد مكان اللقاء، أتدرون أين؟؟؟

كان الموعد بين العاشقين في أحد المساجد المكتظة بالمصلين القائمين، فتجمل ذلك الشاب وتعطر والشيطان يغريه ويمنيه، وبينما هو يقود سيارته متجها إلى ذلك المسجد - لا ليعبد الله بل ليعبد شهوته إذ ارتطمت سيارته بسيارة أخرى في أحد التقاطعات، وفي لحظات فارق الحياة. نسأل الله أن يتجاوز عنه.

 

القصة الخامسة:

يقول أحد الأخيار كنت في رحلة إغاثية أنا وبعض الإخوة إلى إحدى البلاد الخارجية، كان معنا في الطائرة شباب تبين من حديثهم المرتفع كان عن النوادي الليلة وبنات الهوى وأماكن اللهو والمجون، فحزنت وكنت أردد يا الله حتى بين السماء والأرض، ثم تذكرت سبب رحلتي وأنها لنصرة المسلمين ومساعدتهم فدمعت عيناي وأنا أسأل الله الإخلاص، ثم بدأت أدعو لهم. كلاهم متجه إلى بلد معين ولكن هذا للأعمال الصالحة والآخر للأعمال الدنيئة.

 

القصة السادسة:

فتاة في عمر الورود تراقب الأيام والشهور ليزفها أبوها إلى عريسها لترحل بها الأماني إلى العش السعيد وفجأة يموت الوالد ليحزن عليه الجميع، فيأتي العريس من مدينته البعيدة ليعزي أهل زوجته ويقف معهم في محنتهم.

وربما كان يحلم كيف سيكون القادم من الأيام وهو عائد إلى مدينته وفجأة تنحرف السيارة وتنقطع الأحلام فيموت العريس وتبقى العروس تبكي على زوجها وأبيها وتتلاشى الأماني التي كانت تحلم فيها.

 

القصة السابعة:

يقول أحد مغسلي الأموات: في أحد الرمضانات أحضر إلينا شاب لتغسيله وأثناء التغسيل لفت نظري أنه مبتسم فسألت أهله عن حاله، فأخبروني أنه حديث عهد بالتوبة، وبدأ منذ أشهر بصيام الاثنين والخميس، ولما دخل رمضان توفي بعد إفطار يوم من أيامه أثناء تناوله الشاي. كان يضحك فاستلقى وظن أهله أنه مازال يضحك ولازمت الابتسامة شفتيه حتى بعد الموت.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسل تسليماً كثيراً،،،،،

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply