بسم الله الرحمن الرحيم
المنتقى للجنة والنار من الفوائد في التخويف من العذاب يا مغرور بالأماني لعن إبليس وأهبط من منزلة العز بترك سجدة واحدة أمر بها، وأخرج آدم من الجنة بلقمة تناولها، وحجب القاتل عنها بعد أن رآها عياناً بملء كف من آدم، وأمر بقتل الزاني أشنع القتلات بإيلاج قدر الأنملة فيما لا يحل، وأمر بإيساع الظهر سياطا بكلمة قذف أو بقطرة من سُكر، وأبان عضواً من أعضائك بثلاثة دراهم (قطع يد السارق إذا سرق ما مقداره ثلاثة دراهم)، فلا تأمنه أن يحبسك في النار بمعصية واحدة من معاصيه: {ولا يخاف عقباها} [الشمس 5]، دخلت امرأة النار في هرة، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب، وإن الرجل ليعمل بطاعة الله ستين سنة فإذا كان عند الموت جار [ظلم] في الوصية فيختم له بسوء عمله فيدخل النار، العمر بآخره والعمل بخاتمته، من أحدث قبل السلام بطل ما مضى من صلاته، ومن أفطر قبل غروب الشمس ذهب صيامه ضائعاً، ومن أساء في آخر عمره لقي ربه بذلك الوجه، لو قدمت لقمة وجدتها، ولكن يؤذيك الشره، كم جاء الثواب يسعى إليك فوقف بالباب فرده بواب سوف ولعل وعسى، كيف الفلاح بين إيمان ناقص وأمل زائد ومرض لا طبيب له عائد، وهوىً مستيقظ وعقل راقد ساهياً في غمرته عمهاً في سكرته سابحاً في لجّة جهله مستوحشاً من ربه مستأنساً بخلقه، ذكر الناس فاكهته وقوته وذكر الله حبسه وموته، لله منه جزء يسير من ظاهره، وقلبه ويقينه لغيره.
لا كان من لسواك فيه بقية *** يجد السبيل بها إليه العذل
[كتاب الفوائد لابن القيم - الفصل 30]
-- هلم إلى الدخول على الله ومجاورته في دار السلام بلا نصب ولا تعب ولا عناء، بل من أقرب الطرق وأسهلها، وذلك أنك في وقت بين وقتين، وهو في الحقيقة عمرك وهو وقتك الحاضر بين ما مضى وما يستقبل، فالذي مضى تصلحه بالتوبة والندم والاستغفار، وذلك شيء لا تعب عليك فيه ولا نصب ولا معاناة عمل شاق، إنما هو عمل قلب، وتمتنع فيما يستقبل من الذنوب، وامتناعك ترك وراحة ليس هو عملاً بالجوارح يشق عليك معاناته، وإنما هو عزم ونية جازمة تريح بدنك وقلبك وسرك، فما مضى تصلحه بالتوبة وما يستقبل تصلحه بالامتناع والعزم والنية، وليس للجوارح في هذين نصب ولا تعب، ولكن الشأن في عمرك وهو وقتك الذي بين الوقتين، فإن أضعته أضعت سعادتك ونجاتك، وإن حفظته مع إصلاح الوقتين اللذين قبله وبعده بما ذكر نجوت وفزت بالراحة واللذة والنعيم، وحفظه أشق من إصلاح ما قبله وما بعده، فإن حفظه أن تلزم نفسه بما هو أولى بها وأنفع لها وأعظم تحصيلا لسعادتها، وفي هذا تفاوت الناس أعظم تفاوت، فهي والله أيامك الخالية التي تجمع فيها الزاد لمعادك، إما إلى الجنة وإما إلى النار، فإن اتخذت إليها سبيلا إلى ربك بلغت السعادة العظمى والفوز الأكبر في هذه المدة اليسيرة التي لا نسبة لها إلى الأبد، وإن آثرت الشهوات والراحات واللهو واللعب انقضت عنك بسرعة وأعقبتك الألم العظيم الدائم، الذي مقاساته ومعاناته أشق وأصعب وأدوم من معاناة الصبر عن محارم الله والصبر على طاعته ومخالفة الهوى لأجله.
[كتاب الفوائد لابن القيم - من الفصل 58]
-- دخل الناس النار من ثلاث أبواب: باب شبهة أورثت شكا في دين الله، وباب شهوة أورثت تقديم الهوى على طاعته ومرضاته، وباب غضب أورث العدوان على خلقه.
[كتاب الفوائد لابن القيم - من الفصل 24]
- خلقت النار لإذابة القلوب القاسية.
[كتاب الفوائد لابن القيم - من الفصل 48]
- قال بعض الزهاد: ما علمت أن أحداً سمع بالجنة والنار تأتي عليه ساعة لا يطيع الله فيها بذكر أو بصلاة أو قراءة أو إحسان، فقال له الرجل: إني أكثر البكاء فقال: انك إن تضحك وأنت مقر بخطيئتك خير من أن تبكي وأنت مدل بعملك، وأن المدل لا يصعد عمله فوق رأسه، فقال: أوصني. فقال: دع الدنيا لأهلها كما تركوا هم الآخرة لأهلها، وكن في الدنيا كالنحلة إن أكلت أكلت طيباً، وان أطعمت أطعمت طيباً، وان سقطت على شيء لم تكسره ولم تخدشه.
[كتاب الفوائد لابن القيم - من الفصل 60] –
- الجنة ترضى منك بأداء الفرائض، والنار تندفع عنك بترك المعاصي، والمحبة لا تقنع منك إلا ببذل الروح.
[كتاب الفوائد لابن القيم - من الفصل 36] .
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد