الظل


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لا زلنا أخي الحبيب في رحلتنا مع الجنة ولا زلنا في أولها.

نحن الآن في الجنة بعد الدخول من الباب ثم نظرنا حولنا فوجدنا بريقاً عظيماً، فإذا هو بريق البيوت المبنية من الذهب والفضة، مضافاً إليه بريق أرض الجنة المفروشة باللؤلؤ والياقوت والمرجان، كل هذا يلمع تحت نور وجه الله - عز وجل -.

 

ثم يلفت انتباهنا ظلاً عظيماً لا ترى آخره.....

أتعرف ما هو هذا الظل؟؟

إنه ظل شجرة أخبر عنها النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: [[إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها]]، وفي رواية: [[الركب الجواد المضمر السريع]]

 

أنا أتخيل منظرها البديع ونور وجه الرحمن يتخلل بين أوراقها ليسقط على الأرض كخيوط من الأشعة فيعطي شكلاً بديعاً كذلك الظل الكبير لا سيما عند انعكاسه على ساق الشجرة الذي يلمع تحت هذا الضوء المبهر.

 

 أتعرف لماذا يلمع ساق الشجرة؟؟

لأنه من الذهب الخالص.

قال - صلى الله عليه وسلم -: [[ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب]]

 

كما أن هذه الأشجار العظيمة ممتلئة من آخرها بالثمار اللذيذة التي تشبه ثمار الدنيا في الشكل فقط ولا تشبهها في الطعم ولا في الرائحة يقول - تعالى -[كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابهاً ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون]

 

والمفاجأة أخي الحبيب أن هذه الثمار لا تبذل أي جهد لكي تأخذها من على الشجرة فيكفي أن تمد يديك إليها فينزل إليك الغصن إلى مكانك ثم تنقطع الثمرة وتسقط في يديك لتأكل منها كيف تشاء.

 

يقول ابن عباس - رضي الله عنه - في تفسير قوله - تعالى -[ودانية عليها ظلالها وذللت قطوفها تذليلا]: [إذا هم أن يتناول من ثمارها تدلت له حتى يتناول ما يريده].

وكما قلنا فطعمها ليس كطعم الثمار في الدنيا.

فأنت في الدنيا مهما بلغت درجة حبك لفاكهة معينة إذا أكلت منها أكثر من ثمرة بصورة متتالية ستصاب بالملل بالتأكيد، ولكن في الجنة مع كل قضمه تأكلها طعم مختلف ولذة أكثر.

 

كما أن كل ثمرة تسقط في يديك يخرج مكانها ثمرة في الحال، لأن ثمار الجنة لا تنتهي ولا تنضب أبداً.

أقرأ قوله - تعالى -[وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة].

ويقول - تعالى -أيضاً عن ثمار الجنة وأشجارها [وفاكهة مما يشتهون] وقال أيضاً [وفاكهة مما يتخيرون].

إذا قدر الله لي ولك الدخول إليها بإذن الله - تعالى -قم بدعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام على مائدة من الفواكه من أشجارك الخاصة التي زرعتها في الدنيا وهنيئاً لك خير الضيوف.

ونختم أخي الحبيب جولتنا هذه المرة بموقف طريف حدث مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من أعرابي بسيط ولكن خفيف الظل.

 

فعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يوماً يحدث وعنده رجل من البادية: [أن رجل من أهل الجنة أستأذن ربه في الزرع فقال له أولست فيما شئت؟ قال بلى! ولكن أحب أن أزرع.

فبذر فبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده مثل الجبال فيقول الله: دونك يا بن آدم فإنه لا يشبعك شيء] فقال الأعرابي: والله لا تجده إلا قرشياً أو أنصارياً، فإنهم أصحاب زرع، وأما نحن فلسنا بأصحاب زرع، فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم -] [صحيح البخاري]

 

وقبل أن نختم أخي الحبيب نأتي إلى أهم جزء في حديثناº وهو كيف أحصل على كل هذه الأشجار والثمار في الجنة؟

الجواب سهل وبسيط:

اقرأ معي هذه الأحاديث ….

[من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة]

[لقيت ابراهيم - عليه السلام - ليلة أسري بي فقال: يا محمد أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر].

فإذا أردت نخلاً كثيراً وثماراً أكثرº فأكثر من هذه الأذكار التي ذكرناها.

وإلى لقاء آخر في رحلتنا المباركة إلى جنة رب العالمين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply