بسم الله الرحمن الرحيم
مجموعة من القصص ذكرها الشيخ حمد الدهلوس في شريطه المؤثر (قصص كخيال) بتصرف إليكم بعضا من تلك القصص لعل الله أن ينفع بها:
القصة الأولى
ربما نظرة أعقبت ندما
وآه من النظرات اليوم..وآلاف النظرات..
هذه القصة أيها الأحباب أقولها والله وكلي ألم وأتقطع حسرة وأنا أقولها ولكن كما قلنا قال الله تعالى (فاقصص القصص لعلهم يتفكرون)
هذه القصة يا بني الإسلام هي مثل للصراع بين الخير والشر..
بين الحياة والموت..
بين العفة والرذيلة..
ومع الأسف مع كل الأسف وآه إن هذا الصراع حلبته بيوتنا وآه ألف آه الخصوم فيه فلذات أكبادنا فمتى نعي يا رب.. متى نعي يا رب..
هذه هي قصة شاب لا أقول فاسدا ولا أقول مفسدا ولا أقول ضالا ولا مضلا بل هي قصة لشاب كان تقيا نقيا ورعا بل كان مثالا للداعية الصالح والدليل على ذلك أنه يحفظ كتاب الله محافظا على أوامر الله من صلاة ونوافل بل كان صواما قواما ولكن ما أدري ماذا أقول.. ماذا أقول بعد لكن.. دخل سم زعاف إلى بيته وبيت أبيه وإخوته وجده ورغم أنفه ودون رضاه وقد بذل مجهوداً كثيرا لمنعه إلا أن البيت كان ضده
يا آالله يا حسرتاااااااه حينما يقف الأهل والخلان في صف الباطل ويتنكرون لمن يريد النجاة حينها يهلكون ويُهلكون بيوتهم بأيديهم
فاعتبروا يا أولي الألباب..
اعتبروا يا أولي الأبصار
اذكروا يا أولي العقول
وكانت الحجج الواهية.. سيل عارم واستدراج مغلف بالهلاك من الشيطان.. ندخله إلى البيت وهذه هي الحجج: (ندخله إلى البيت ولا نشاهد فيه إلا الأخبار)..
الدش وما أخبار ما الدشوش!.. آه ألف آه من هذا الداء الفتاك المستشري في المسلمين
(ندخله إلى البيت ولا نشاهد فيه إلا الأخبار والحوادث!.. هو جهاز نستطيع التحكم فيه، فيه الخير وفيه الشر نأخذ الطيب وندع الخبيث) كل هذه الحجج الواهية لإدخال هذا المرض القاتل..
وما هي إلا لحظات ثم كان الاستدراج الإبليسي أتدرون ماذا؟!
هذا الشاب التقي النقي بعد الرفض قَبِل المشاهدة ولو للحظات.. ثم بعد هذه اللحظات ساعات ثم فتنة ثم نظرة فابتسامة فموعد فلقاء ثم مشاهدة الماجنات ثم المهلكات فأصبح يتسمّر في مكانه حتى انتقده من كان هو ينتقدهم فقد سحره اللقاء وفتنته الفتنة وسلبت لبّه حتى بدأ يفرّط في صلاة الجماعة ثم ترك الصلاة والقرآن والأذكار وعبادة الرحمن وتفرغ قلبه وعقله ولبّه إلى شرك الشيطان..
أمة الإسلام إن هذه الدشوش إي وربي وأنا أقول هذا الكلام وهو حجة على كل مسلم إن هذه الدشوش عواصف زوابع من الفتن تقتلع بيوتنا وتدمرها
إنها وربي سيل جارف من الشهوات تُغرق الحياء والإيمان والعفة (في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب)
تجعل البيوت بعد أن كانت واحة من الإيمان طفرا خاويا ذاويا فيا ويلاه فيا ويلاه لمن هدم بيته بيديه
ومن العواصف ما يكون هبوبها *** بعد الهدوء وراحة الربانِ
إن احتدام النار في جوف الثرى *** أمر يثير حفيظة البركانِ
وتتابع القطرات يترك بعده *** سيل يليه تدفق الطوفانِ
واسمعوا إلى مقالة حبيبكم صلى الله عليه وسلم: (ما من راع يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لها إلا لم يرح رائحة الجنة)
القصة الثانية:
واه من ريح الجنة
قصة أخرى أيها الأحباب فإني لم أختر لها عنوانا.. بل من اختار العنوان لها هو صاحب القصة بنفسه.. وعنوانها (واهٍ, من ريح الجنة).. لأن ريح الجنة أيها الأحباب كما صح بذلك الحديث يوجد من مسيرة كذا وكذا من السنين.. ويروي هذه القصة أحد الأطباء ومعه مجموعة من مساعديه وهو لا يزال على رأس العمل يقول: جاءني نداء عن حالة طارئة في الإسعاف وباشرنا هذه الحالة وكانت عبارة عن شاب أصيب بطلق ناري عن طريق الخطأ وكان والداه معه في سيارة الإسعاف وكان يتكلمان معه ويقول لهم: (لا تخافا علي بعد اليوم، أبي وأمي لا تخافا علي بعد اليوم إني ميّت وإني والله أشم رائحة الجنة) لم تكن هذه الكلمات التي قلما نسمعها من الموتى لوالديه فقط حتى يكون في الخبر ريبة بل عند محاولة الطاقم الطبي لإسعافه وعمل التنفس الاصطناعي له كان يقول لهم: (يا إخوتي لا تتعبوا أنفسكم فإني أشم رائحة الجنة) وقد شهد بهذا الكلام الطاقم الطبي بكامله!
ثم قبل موعد الرحيل طلب من والديه.. أنظروا أيها الأحباب.. انظروا إلى الفارق بين هذا وتلك.. قبل موعد رحيله طلب من والديه الدنو منه فدنو في لحظة الوداع ثم قبلهما قبلة الوداع بطمأنينة عجيبة وسكون نفس وطلب منهم السماح ثم سلم على إخوته والحاضرين ثم تشهد وأسلم روحه إلى بارئها..
ماذا أقول وبأي شيء أعلق
وماذا عساي أن تسعفني الكلمات
لكن لا والله هذا ليس بغريب أليس يقول الله عز وجل: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة)
أليس الله هو الذي يقول: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون)
كان هذا الشاب وبشهادة الجميع الأهل والجيران أهل بيته وجيرانه كان هذا الشاب قواما صواما يوقظ أهل بيته وجيرانه لصلاة الفجر..
هذا الشاب هذه هي خاتمته يا شبابنا لأنه لم يكن يقوم الليل أمام القنوات.. ولم يكن يصوم النهار عن الصلوات.. لم يكن ينام على المنكرات.. ولا يتسكع في الشوارع والطرقات..
فيا أيها الناس.. يا أيها الناس.. إن بين يدينا يوما عظيما عند رب العالمين..
يا أيها الناس.. إن بين يدينا يوم عظيم يوم يقف الناس بين يدي رب العالمين فيخاطب الله كل واحد منا كفاحا والشاهد أيها الأحباب عليك جسمك يشهد عليك قال الله تعالى: (اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون)
فأعدوا أيها الناس أعدوا للسؤال جوابا وللجواب صوابا
واتقوا الله عز وجل اتقوه وراقبوه في السر والعلن..
القصة الثالثة
كلما تذكرت هذا الموقف وأنا أحمل نعشه جُنَّ جنوني وفقدت صوابي
قصة يرويها شاب عن صديق حميم له:
صديقي ترك أهله وإخوانه وكان صديقه شاشات الإنترنت.. كان هذا الشاب بلا حسيب وبلا رقيب ولا سائل يسأل.. مولع بالإنترنت..
وفي يوم من الأيام حصل حادث له وكان هذا الحادث قبل أسابيع من يومنا هذا.. ومات هذا الشاب.. مات هذا الشاب في هذا الحادث.. ولكن المشكلة أن صديقي هذا لديه مواقع إباحية ومجموعة بريدية إباحية والمصيبة أننا لا نعرف الرقم السري لهذا الموقع..
ويقول هذا الكلام بالنص أنقله لكم.. يقول في رسالته:
(يا جماعة.. هذا الرجل المحمول على النعش والناس تشاهد ما صنعته يداه مواقعه الإباحية.. كلما تذكرت هذا الموقف وأنا أحمل نعشه جُنَّ جنوني وفقدت صوابي كيف يكون حساب هذا المسكين.. حتى إن أمه أم هذا الشاب الصريع رأت في المنام صبية يمرون على قبره ويتبولون فوق قبره والمسكينة لا تدري خفايا الأمور.. خاطبنا الشركة المستضيفة للموقع فلم تستطع عمل شيء بدون الرمز السري.. فإلى متى يدوم هذا الحال.. إلى متى هذه حاله.. والمسكين في قبره ويجري عليه عمله.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. وصدق والله الشاعر إذ يقول:
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها *** إلا التي كان قبل الموت بانيهـا
فإن بناها بخير طـاب مسكنـه *** وإن بناها بشر خـاب بانيهـا
فاعمل لدار غداً رضوان خازنها *** الجار أحمد والرحمـن بانيهـا
قال صلى الله عليه وسلم: (من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا) أخرجه مسلم في صححيه.
وقال حبيبنا صلى الله عليه وسلم: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا).
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد