بسم الله الرحمن الرحيم
فهذا شاب ألهمه الله السداد ووفقه للصواب وشرح الله قلبه للإيمان بعدما خرجت كلمات صادقة من معلمه الذي حثه وزملائه على الصلاة وعظمتها ومكانتها من الشريعة
فشهد الصلاة وحافظ عليها وابتلي بوالدين لا يحافظان عليها!!!!
حتى بدأت الأم تخاف عليه أثناء خروجه للصلاة عموماً وصلاة الفجر خصوصاً، بل كانت تحاول أن تثنيه عن الصلاة ولكنها غرست في قلبه وروحه وحاول الأب أن يخفف عليها المعاناة حيث قال لها لاتحملي همه: إنها هبة من هبات الصغار.
وتمر الأيام ولم يتحقق ما رجاه الأب و في صباح يوم الجمعة لم تسمع الأم أي حس بدخول الابن وقدومه من صلاة الفجر!!
قامت فزعة ذهبت إلى غرفته وعند الباب سمعت صوتاً مدواً يحرك المشاعر، فتحت الباب وإذا بها ترى منظراً عجيباً يا ترى ما هذا المنظر الذي قد شاهدته الأم؟
الابن يرفع يديه إلى السماء ويردد بلسان ضارع يدعو ويلتجأ إلى الله ويقول...يارب يارب إهدي قلب أبي وأمي للصلاة....
يارب،، يارب،، إهدي قلب أبي وأمي للصلاة.... وقفت الأم وقد تملكها شعور غريب عندما سمعت هذا الدعاء... اللهم إهدي قلب أبي وأمي للصلاة.... ذهبت للأب تخبره الخبر وتقول: قم وانظر واسمع مايفعل الولد. ظن الأب أن الابن أحرق نفسه أو يرد إزهاق روحه!!
جاء الأب بنومه إرضاءً لطلب زوجته فقط. ولما قرب من الغرفة سمع همسات مشوبة بكلمات تحرك المشاعر، فتح باب الغرفة رأى الولد يصلي وليس هذا فقط
بل يدعو الله تعالى ويكرر هذا الدعاء... اللهم اشرح قلب أبي وأمي للصلاة...
وعندما رأت الأم هذا المنظر الذي أثر فيها سالت منها الدمعة وتحركت منها الهمة وزالت عنها الظلمة فهبت واحتظنت ولدها الصغير
عند ذلك تحرك إيـمان الأب فتبعتـه دمعـات العيـن وأجهش بالبكاء فاجتمع فيه النور
و شرح الله قلبه بتلك الكلمات فما تمالك الأب نفسه وهو يسمع هذا الدعاء من أبنه الصغير إلا وأن قام واحتضن ابنه الصغير وضمه إليه ضمة فكانت ساعة الإقبال على الله تعالى، والأب يقول قد أجاب الله دعائك يا ولدي.
من تلك اللحظة والأب لم يترك الصلاة في جماعة والأم أصبحت صديقة مصلاها فسبحان الذي هداهم وبالخير حباهم... قال الله تعالى (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجا...)
إنه الدعاء..... سهام الليل تقرع أبواب السماء فإذا جاء النهار بضيائه بانت آثارها وظهرت ثمارها، إنه قرع الباب فالصخر لا يتفتت من مرة واحدة فلا بد من قرعه مراراً
فهنيئاً لك أيها الإبن هذه الهمة التي توصل للقمة
وهنيئاً لك أيها المعلم الأجر والثواب.
وهنيئاً لك أيها القارئ أنك سمعت هذه القصة...
وحرس الله تلك اليدين الصغيرتين، التين تحملان هم الدعوة إلى الله تعالى حيث امتزجت فيهما الطفولة بالرجولة والحب والهم فأين همتنا عن همة هذا الصغير وكم ياترى بذلنا مع أسرنا وذوينا فأسأل الله السلامة والعافية!!!!
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد