الحمد لله الذي عرفني قدري

2.8k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى (أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم)

و قال سبحانه (و أما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق و قالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة)

كنت شابا يافعا ذا خلق سيء سواء في علاقتي مع خالقي و معبودي أم مع الناس،

و كنت حينئذ كثيرا ما أتلفظ بما من شأنه أن يخرجني من ربقة الإسلام و الإيمان

و كعادة الله تعالى مع الجاحدين لأنعمه و الكافرين به إذ قال سبحانه (فمهل الكافرين أمهلهم رويدا) ظللت أغوص في بحر الجحود و الضلال دونما خوف أو وجل من الله تعالى.

ثم كانت فترة امتحانات الثانوية العامة (التوجيهى) و في أحد الأيام بعد أن رجعت من المدرسة فكتبت جدول الإمتحانات النهائية ثم علقته على الحائط و كتبت تحته قول الله تعالى (وعدا علينا إنا كنا فاعلين)

نعم و أستغفر الله تعالى كتبتها أعد نفسي المتكبرة أنني سوف أنجح في تلك الإمتحانات

كتبتها بيد جاحدة متكبرة تعاظمت حتى بلغ بها أن تسطر آية من كلام المنتقم الجبار و تنسبها إلى نفسها.

ثم كانت فترة الإمتحانات النهائية و كان من عدل الله تعالى و قدرته أنني و كلما هممت لدراسة مادة الإمتحان إنغلق علي عقلي و لم أستطع الدراسة فيضيق صدري من ذلك فأرمي الكتاب على طول يدي كما يقولون

حدث معي ذلك في أكثر من امتحان

ثم إنني ضاقت علي الأرض بما رحبت من كثرة همي و الضيق الذي في صدري فألقيت الكتاب كالعادة و ألقيت بنفسي كذلك على السرير و نظرت إلى السماء و قلت: يا رب تقول أنك رحيم يا رب ارحمني يارب إذا كان في ذرة رحمة ارحمني يا رب بدي أنجح: (أستغفر الله)

قلت ذلك و أنا أبكي و في غاية الذل لله العلي الكبير

ثم كانت النتائج فإذا أنا في عداد الناجحين

و من وقت ذلك أدركت ما أراده الله تعالى لي إذ أراني مدى جحودي و طغياني و كذلك ضعفي

و فهمت ذلك جيدا

و بعد ذلك ألزمت نفسي أن أجيب من يسألني عن نتيجتي

أنا ناجح بفضل الله تعالى

نعم بفضل الله تعالى، فالحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السموات و الأرض و ملء ما شاء سبحانه من شيء بعد

و رحم الله البغدادي إذ قال:

يا من عدا ثم اعتدى ثم اقترف *** ثم انتهى ثم ارعوى ثم اعترف

أبشر بقول الله في آياته *** (إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف)

كتبتها تحدثا بفضل الله علي و رحمته بي

و تذكرة للغافلين لعلهم يتوبون و إلى ربهم ينيبون

بلى إن لم يتوبوا، حتما سيعلمون عظمة من كانوا يعصون


أضف تعليق