إنها معاقة إعاقة شديدة


بسم الله الرحمن الرحيم

 

كنت في عيادة مع طبيبة للأمراض الجينية وكانت تخبرني عن الحالة التي بين يديها باللغة الانجليزية لكي لا تفهم والدة الطفلة ما الذي تقوله لي..

فقالت بأن هذه الطفلة التي لم تتعد الأشهر من العمر قد أصبحت واضحة عليها علامات الإعاقة الشديدة للطبيبة بالرغم من أنها قد لا تكون واضحة لغير الأطباء وقد يروا فقط اختلاف بسيط في رأس هذه الطفلة..

فقالت لي بأنها يجب عليها الآن أن تخبر والدة الطفلة بأن طفلتها الوحيدة مصابة بإعاقة شديدة لم يكتشفوا لها علاج ...

وأنا لم أستطع أن أتخيل ما قد تكون ردة فعل هذه الأم!!..

من المؤكد بأنها ستنهار وتبكي، فلا يستطيع بشر أن لا يتألم لمثل هذا الحال والحمد لله على كل حال..

وهنا المفاجئة...

نظرت إليها الطبيبة وقالت (إن ابنتك معاقة إعاقة شديدة وليس لها علاج)

 

فأخرجت الأم هذه الكلمات الرائعة من فمها وقالت (الحمد لله) وكانت عيناها مبتسمتان ابتسامة رضا واحتساب...

فقالت الطبيبة بسرعة وتعجب (ماذا؟)

 وكأنها لم تصدق ما قالت هذه القدوة إن شاء الله..

فقالت الأم مرة أخرى (الحمد لله)..

فشعرت بشعور لا يوصف وكأنها صفعتني صفعة قوية كانت إحدى الصفعات التي أيقظتني بإذن ربي وعدت إلى الله - عز وجل -..

ما شاء الله وبارك الله فيها وأثابها على ما صبرت وأسأل الله أن يشفي ابنتها إن شاء الله.. وجزاها كل خير والمسلمين والمسلمات في كل مكان إن شاء الله..

وفي نفس هذه الأيام كانت هناك عيادة أخرى قد حضرتها..

وكانت لأسرة مكونة من والد ووالدة يظهر عليهم علامات الالتزام فالمرأة مرتدية الحجاب الشرعي والرجل مرتدي الزي الإسلامي تشبها برسولنا - صلى الله عليه وسلم - بارك الله فيهما..

 وكان معهما طفلان أحدهما في السابعة والآخر في التاسعة تقريبا وكانا معوقان تماما بسبب حالة أيضا لم يجدوا لها علاج..

وكان لديهما طفلا ثالثا مصاب بذات المرض لم يستطيعا أن يحضراه لأنهم يدفعان كرسيان ولن يستطيعا على ثلاثة...

كانا الطفلان على الكرسيان ولا يتحرك فيهما سوى عيناهما وباقي الجسد ضعيف يصعب تحريكه... الحمد لله على الصحة والعافية..

وبالرغم من أننا قد نعتقد بأن هذه العائلة من أحزن العائلات...

وبأنها تكثر المشاكل بينهم.. فقد قيل لي عن حالات طلاق حدثت في مثل هذه العيادات لأن الزوج يلوم زوجته على إعاقة الطفل..

ولكن لو أنكم رأيتم ما قد حدث في هذه الغرفة... فشعرت وكأن نورا قد ملأها ودفئا قد حضنها وحنانا قد أغرقها..

فكان الزوج من أحن أن يكون على زوجته وأولاده..

فإذا سعلت الطفلة قفز ليمسح لها فمها ويعدل من جلستها وإذا ارتخى قليلا نقاب زوجته الذي يستر وجهها أصلحه لها بهدوء ورقة.. ولم يزل يمسح بحنان على خد ابنه وكأنه يقول له أنا أحبك.. فرأيت من أعين هذا الطفل الذي لا يستطيع لسانه الكلام كلاما لا يوصف بمجرد نظرة نظرها لوالده وكأنه يقول أنا أيضا أحبك كثيرا..

أثابهم الله وأعانهم وثبتهم وشفى أولادهم وجزاهم خيرا..

أحببت أن أخبركم عن حال هذه العائلات التي والله كانت لهم أثر عميق في نفسي وكانوا من أحد الأسباب التي جعلتني أشعر بإذن الله بحقيقة معنى الإيمان والاتكال على الله - عز وجل - في كل شيء وجعلوني أشعر وكأن هناك عالم جديد لم أعلم بوجوده.. والحمد لله الذي دلني على هذا العالم وسخر لي من الناس من يعينونني ويدلونني على الطريق الصحيح باذنه - عز وجل - أعانهم الله في الدنيا والآخرة كما أعانوني انه على كل شيء قدير..

اللهم اشفي مرضى المسلمين والمسلمات وصبرهم يا الله...

اللهم إنا نسألك العافية..

ولا تنسوني ولا من ذكرت من الدعاء جزاكم الله خيرا

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply