بسم الله الرحمن الرحيم
- ماما، رنا حبيبتي... أريد أن أخبرك شيئاً، ولكن لا تغضبي عليّ... لقد اضطررت لهذا الأمر...
* ماذا هناك يا أمي؟ أقلقتني... هل أصابك سوء... هل أبي مريض؟
- لا يا ابنتي... لا سمح الله... ولكن اتصلت بي صديقتي أم عد، و أخبرتني أن هناك عريس يريد أن يرا...
* أمي... عدنا لهذا الموضع من جديد... لماذا لم تتصرفي من دون أن ترجعي إليّ؟
- لم استطع يا ابنتي... لأنها أصرّت عليّ... وسألتني عن سبب امتناعك عن استقبال الخطّاب؟ وذكرتني أنك لم تعودي صغيرة... وأن زيارته لا تعني انك ستتزوجينه... هي مجرد زيارة... ولكن المهم أن يعلم الناس أن خطّابك كثر...
* ولكن يا أمي تعلمين رأيي بهذا الموضوع... أنا لن أتزوج بهذه الطريقة التقليدية... كم مرة أخبرتك بهذا الأمر... آسفة يا أمي... ثم لماذا لا تزوج ابنتها هي؟ أليس لديّها فتاة من عمري؟.
- بلى... ولكنه لا يناسبها... هو يطلب مواصفات محدّدة، يريدها جميلة... متعلمة... ولديها وظيفة... تعرفين ابنتها لم تنه تعليمها بعد... ثم هي ليست جميلة... هاه ماذا قلت؟ الموعد اليوم الساعة السابعة...
* أيضاً الساعة السابعة... يا أمي... في هذا الوقت لا أكون قد أنهيت عملي... ثم لديّ سهرة مساء... آسفة لا استطيع... اعتذري بأي شيء... آسفة...
- لكن...
* توت... توت...
- أقفلت الخط... ماذا أفعل؟ كيف أتخلص من هذه المشكلة؟
***
- الساعة تقترب من السابعة، ورنا لم تعد بعد... ما العمل يا رجل؟
* هذه مشكلتك... جدي لها حلاً بنفسك... أم وعد صديقتك... لو لم تكن هي التي جلبت العريس لكنت تصرفتِ... أليس كذلك؟
- دعك عني الآن، الناس باتوا على وصول... وخط هاتف رنا مقفل... ماذا سأقول لهم؟
* لا شيء... قولي لهم الحقيقة... قولي لهم أنا جد متأسفة ولكن ابنتي لا وقت لديها لاستقبالكم... أو قولي لهم: آسفة... ابنتي لن تستطيع أن تستقبلكم... فهي لا تريد أن تتزوج بهذه الطريقة التقليدية... أو قولي لهم بأنها اضطرت للسفر خارج البلد... قولي أي شيء.. أي شيء... أنت تجيدين الكذب.
- إنك تغتنمها فرصة كي تهزأ بي... سأتفرغ لك فيما بعد... لقد دق الباب... إن شاء الله تكون رنا.
* رنا لديها مفتاح...
***
- أهلاً وسهلاً... تفضلا... أهلاً أم وعد... اشتقت لك كثيراً...
* الأستاذ محمد... مهندس يعمل في شركة....
- أهلاً وسهلا... تفضلا... استأذن...
* ماذا... يا رجل ألن تدخل؟... قال إنه مهندس... لو رنا هنا الآن لكان أغشي عليها من الضحك... أرجوك أدخل... هم يسألون عنك...
-.....
* هاه... مفتاح الباب... لقد وصلت... الحمد لله... لا داعي لأن تدخل... هي ستتصرف...
* ماما... ما هذا؟ هل رأيته... أنا أتزوج هذا الشخص... لماذا وهل أنا قبيحة لهذه الدرجة؟
* تقول أمك أنه مهندس... ولديه وظيفة محترمة...
- وظيفة محترمة... ولكن أنت يا أبي لم تر لباسه... يا الله... لقد خنق نفسه بربطة العنق وكأنه قادم لحضور جنازة...
* ألن تبدلي ملابسك؟ انت ترتدين الجينز والسنيكرز... أرجوك يا ابنتي لا أريد فضائح مع أم وعد...
- لا، يا امي... سأدخل كما أنا... إن لم يعجبك الأمر... لن أدخل... ماذا قلت؟
- أدخلي... أدخلي يا ابنتي... سترك يا رب.
***
- هاه، أستاذ محمد... تقول أمي إنك مهندس؟
* نعم...
- الغريب أنك لا زلت تعمل في هذا البلد... مع أن الأجور هنا منخفضة بالنسبة للخارج... مسكين الرجل الذي يريد أن يتزوج اليوم... لديه مصاريف كثيرة... شراء بيت وتجهيزه... مصروف المهر والشبكة... الغلاء فاحش في لبنان... أليس كذلك؟
* الحمد لله... أنا أتقاضى أجراً جيداً... ولكن ليس لديّ شقة... أنوي إن شاء الله أن استأجر واحدة على أن اشتري واحدة في المستقبل... تعرفين عندها تختار العروس الشقة بنفسها... وأنت هل تتقاضين أجراً جيداً؟ هل لديك سيارة؟
-...
- الحمد لله... إنها تتقاضى أجراً جيداً... ولقد اشترت سيارة جديدة.... آخر موديل... وأنت هل لديك سيارة؟
- أوه نعم... لديّ سيارة... ولكنها ليست جديدة... تعرفين الغـ...
* تفضل يا أستاذ... قالت الأم وهي تقدم له فنجان القهوة الذي أحضرته الخادمة سارة... بينما بادرت رنا الحاضرين بالقول:
- أريد أن أعتذر... سأضطر للخروج... أريد أن استعد... لديّ موعد لهذه الليلة... تشرفت بمعرفتك يا أستاذ... محمد... خالة أم وعد أرجو أن نراك قريباً... وليس من الضروري أن يكون هناك عريس كي تزوريننا... سلامي إلى ابنتك الحلوة... أتعلمين رأيتها منذ فترة... إنها تزداد جمالاً يوماً بعد يوم... أليس كذلك يا أمي؟ استأذن... أمي... من فضلك... أريد إن أحدثك.
* هاه ما رأيك؟ ماذا أقول إذا طلبوا لقاء آخر؟ هل نستأذن كي نسأل عن أخلاقه...
- أخلاقه... أمي دعك من هذه الترهات... ولا تفكري في الموضوع نهائياً... وأؤكد لك أنني لن أستقبل أي شخص آخر بعد اليوم... الحمد لله أني لم ألغ سهرة اليوم... عريس... وكأننا في العصر الحجري... سأدخل لأبدل ملابسي...
* اعتذر... أهلا وسهلاً... أستاذ محمد لم تشرب القهوة... مع أن قهوة سارة لذيذة...
- فعلاً لذيذة... ولكننا تأخرنا... أم وعد... أنذهب.
* لا زال الوقت باكراً... مازالت الساعة السابعة والنصف...
- متأسفين... لا بد أن نغادر... لا زال لدينا زيارة أخرى... ندعو الله ألا تكون العروس هذه المرة عندها موعد هي أيضاً...أراك قريباً إن شاء الله... سلامي إلى زوجك.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد