بسم الله الرحمن الرحيم
ألقيت بجسدي المنهك على السرير.. أغمضت عيني.. حاولت أن أنام.. آلام الغربة.. الحنين إلى الوطن.. الأم.. الأب.. الأخوة والأصدقاء.. ثمانية أعوام أوشكت على الانقضاء..
.
كل هذه الأمور اجتمعت لتطرد النوم عن عينيّ.. تقلبت يميناً وشمالاً.. أطبقت بالوسادة على رأسي..
مشاعر الغربة.. الشعور بالتغير.. تزورني في كل ليلة..
نعم.. لقد تغيرت كثيراً.. لم أعد اذكر المسيح - عليه السلام -.. لم أعد ادعوه كما كنت أفعل في بلدي..
لقد نسيت يوم الأحد والذهاب إلى الكنيسة.. الأيام أصبحت بالنسبة لي..
كنت في قرارة نفسي اشعر بالسرور.. فذهابي في الفلبين إلى الكنيسة كان نادراً.. الديانة النصرانية بما فيها من تحيف كانت مليئة بالتناقضات.. عقيدة التثليث.. الآلهة الثلاثة.. الرب.. الابن.. روح القدس.. كانت مثار الشك بالنسبة لي..
لم أكن مقتنعة بشيء من ذلك.. لكنني بحكم النشأة اعتنقتها.. أسرتي يدينون بها.. وأنا منهم ومثلهم أعتنق ما يعتنقون وأعيش كما يعيشون.. وأسرتي أيضاً يقلدون..
أم أنا فقد كنت اسأل نفسي أسئلة كثيرة..
لماذا ندعو المسيح - عليه السلام - فقط؟..
لماذا لا ندعو الله؟
ولماذا لا ندعو الروح القدس؟
لماذا نقر بذنوبنا إلى بشر مثلنا؟
هذه الأسئلة تركتها وراء ظهري عندما جئت إلى هذه البلاد..
وهاهي تعود من جديد مع مجموعة الكتب التي منحني إياها مسلمات كن يزرن صاحبة المنزل الذي أعمل فيه..
بدأت أقرأ أصول العقيدة الإسلامية.. التوحيد.. معنى لا إله إلا الله.. حقيقة المسيح..
شعرت وأنا أقرأ هذه الكتب بصدق هذا الدين..
وأن الإسلام هو الدين الحق.. وأن دين النصارى دين محرف وضلال.. وأن النصارى الذين يؤمنون بعيسى - عليه السلام - كما جاء في الإنجيل قبل تحريفه لابد وأن يؤمنوا بمحمد - صلى الله عليه وسلم -..
وعندما أصل إلى هذه النقطة استغرق النوم..
وفي قلب الظلام رأيت سفينة نوح - عليه السلام - تقف في البحر.. و صوتاً قادماً منها يقول :
إن على الناس جميعاً أن يطلبوا من الله المغفرة.. إن على الناس جميعاً أن يطلبوا من الله المغفرة..
شاهدت الناس يخوضون في الطرقات الكل يريد الوصول إلى السفينة.. الكل يشق الطريق نحو النجاة والوصول إلى السفينة.. يسيرون جماعات وأفراد..
أبصرت المسلمين يسيرون جماعات في طريق واحد فيصلون إلى السفينة..
وباقي الناس من الديانات الأخرى.. اليهود.. النصارى.. البوذيين.. الوثنيين.. الجميع.. يتخبطون في طرقات شتى.. فلا يصلون إلى السفينة.. والصوت لا زال يتردد : إن على الناس جميعاً أن يطلبوا من الله المغفرة..
استيقظت من النوم.. أخذت أفكر في الرؤيا..
طريق المسلمين هو الطريق الموصل إلى النجاة.. وإلى السفينة..
والإسلام هو الطريق الذي يقود المسلمين إلى الجنة.. بينما الديانات الأخرى لا تقود من آمن بها إلا الهاوية.. الضياع.. الحيرة..
فكرت ملياً أن أعتنق الإسلام..
تذكرت أسرتي.. عقيدتي التي نشأت عليها.. أسلوب حياتي الذي تعودت عليه.. عقبات وعقبات تقف أمامي..
لا أستطيع أن أغير ديني.. لقد شعرت بأن تغيير العقيدة ليس بالأمر السهل اليسير..
وتمضي الأيام.. ورغبتي في اعتناق الإسلام تقل.. إلى أن جاءت تلك الليلة.. إذ ألقيت بجسدي على السرير..
واستغرقت في نوم عميق.. رأيت خلاله أعداد غفيرة من المسلمين، يتنقلون بين المشاعر يؤدون مناسك الحج.. رأيتهم كما كنت أشاهدهم في التلفاز في موسم الحج.. رأيت الحجاج ورأيت نفسي معهم أرتدي لباس المسلمات وحجابهن..
استيقظت من النوم وكان القرار الذي لا رجعة فيه.. سوف اعتنق الإسلام.. لقد تحطمت كل العقبات..
لقد تبين الحق من الضلال.. الله يريد ليّ الإسلام..
إنه الطريق إلى النجاة.. إنه الطريق إلى الطمأنينة والسكينة..
لم أسمع نواقيس الكنائس.. لم أرتدي لباس الراهبات.. و لم أرى صليباً أعلقه على صدري أو أضعه بين يدي..
لم أشاهد ألهة من حجر.. أو بقر.. لم أرى في منامي أي مظهر من مظاهر الوثنية.. أو البوذية..
لقد أراني الله سفينة نوح سفينة النجاة والإسلام هو الطريق إليها..
النجاة.. الله يريد أن ينقذني من ظلمات الشرك والكفر في الدنيا.. ومن نار جهنم في الآخرة..
أسرعت إلى ربة المنزل الذي أعمل فيه.. أخبرتها بقراري.. فرحت كثيراً.. أخذتني إلى مكتب الدعوة والإرشاد..
وهناك نطقت بالشهادتين : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -..
المصدر طريق التوبة مشاركة الأخ عبد الله الهندي
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد