أنا والموت


بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الموت هو نهاية كل حي

فبداية الحياة هي موت ونهايتها الموت ثم يفعل الله ما يشاء

عاصرت الموت مرارا

وفي كل مرة يلطف الله بعبده

أول مرة كانت في منزلنا في الرياض وأنا في الرابعة من عمري حيث كنت أركض في منزلنا وكان جزء من غطاء خزان الماء مفتوح ووطئت غطاء الخزان فسقطتُ

سقطت في الماء

أذكر الخوف الذي ملء قلبي

أذكر ظلمة الخزان

أذكر الماء الذي كنت أزدرده بالرغم مني

أذكر أنني كنت أحاول أن أتشبث بأي شيء

والثانية

كانتُ على شاطئ نصف القمر

كان والدي يصلي المغرب ومعه بعض أصدقائه

وكنت أعبث على الشاطئ

تقدمت قليلا

وضعت قدمي على لا شيء

سقطت في حفرة

بدأ الماء المالح الأجاج يملء جوفي

حاولت الرجوع للشاطئ

أضر ب بيدي كل شيء ، وأحاول التعلق بأي شيء

ولا ثمت غير الماء الأجاج

والزبد من حولي يزداد

بدأت أغوص داخل الماء

أحاول الصراخ ، وكلما فتحت فمي امتلء بالماء

والثالثة :

وفي الثالث الإبتدائي

كنا في مزرعة

وكان هناك مجموعة يسبحون

لم أكن أسبح معهم وكنت أتمنى ذلك

أقتربت من البركة وأنا أنظر اليهم

كانت تجربة البحر مازالت عالقة في ذهني

الظلمة والماء المالح

بدون مقدمات كنت داخل البركة

غصت داخلها

صرخت بكل قوتي

الخزان ، البحر ، الموت

مرة أخرى أبحث عن أي شيء أتشبث به

ولكن .. ..

الرابعة :

كانت التجربة مختلفة جدا

كنت في الرابعة الإبتدائي

كنت أجري بقوة

سبقت بعض أصدقائي ، وفجأة سقطت داخل حفرة

الظلمة مرة أخرى

ولكنها رائحة منتة

تمسكت بطرف الجدار

هذه المرة صرخت المرة تلو المرة

شعرت جيدا أن الأمر مختلف

الخامسة :

طوح أحد الأصدقاء بالكرة بيعدا

ركضت ورائها وركضت

سمعت صوت بوق سيارة شعرت بنفسي أسقط

ألم ضربة في جنبي

رأيت السيارة تمر فوق جسدي

ثوان صمت

رأيت صاحب السيارة نزل من سيارته

فلذت بالفرار من الجهة الأخرى

والسادسة :

في الأول الثانوي

كنت أقود سيارتي بسرعة

وفجأة رأيت أمامي شيء أسود

ميزته بعد ذلك أنه سيارة جمس

شعرت بنفسي والناس يخرجونني من السيارة

سلامات .. سلامات .. أحمد الله من راى السيارة يجزم أنك مت

السابعة :

زرت الخرخير ضمن برامج الدورات الدعوية

وصلنا ظهرا

الحرارة مرتفعة جدا

صحراء .. رمال لا نهاية لها

رمال ناعمة جدا .. .. ومرتفعة جدا

وصلنا للسكن

غرفة ودورة مياة

المكيف يتوقف مرتين في اليوم

ضحى وعصر

الحرارة مرتفعة جدا جدا

خرجنا للخارج لعل الجو يكون أحسن

فرشت بجانب الغرفة

فتحت كتابي لأقرأ

شعرت به

ناعم

تحتي تماما

نظرت

طوله باع

مازال يتحرك تحتي

شعرت بطعم الموت

مر

نظرت للكثبان حولي

أموت هنا ، لا أب ، ولا أخ كذا كنت أفكر

توسط جسدي

تذكرت أشياء كثيرة

شادن

لمى

محمد

خرج رأسه من الجهة الأخرى

هل أضربه ؟؟

بدأ يخرج شيئا فشئيا

أبتعد عني قليلا

دخلت الغرفة وأغلقت الباب

مرات لامست الموت عن قرب

وذقت طعمه المر

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply