بسم الله الرحمن الرحيم
من المتعارف عليه أن المستشفى مكان للعلاج لا للمرض ولكن ذلك المستشفى ضم في جنباته أناساً باعوا ضميرهم للشيطان لا سيما وهم غير مسلمين يحقنون المرضى الذين تظهر عليهم مظاهر الثراء بذاك السم اللعين سائل قاتل اسمه (الماكستون فورت) والمأساة التي نسرد أحداثها وقعت في ذلك المستشفى ولكن دعونا نطرحها من بدايتها.
رفع (....) سماعة الهاتف، فجاء، صوت المدير مهنئاً بالمرتبة الجديدة والمنصب الجديد، فقد وافق مجلس الإدارة على تعيينه رئيساً له لمدة خمس سنوات قادمة. شكر المدير على ذلك الخبر السعيد وأغلق السماعة الفرحة لاتسعه ملأت جوانحه ها هو الحلم قد تحقق، ولكن أين هي زوجته ورفيقة دربه في الحياة لم لا يبشرها رفع سماعة الهاتف وطلب منزله عندما جاء صوتها مستفسراً من المتحدث؟ أجابها: أنا يا حبيبتي، سألته ما الذي جعلك تهاتفني في مثل هذا الوقت أليس لديك عمل؟ رد عليها أعدي نفسك للذهاب إلى البحر.. فلك عندي مفاجأة.. أسرع بالمرور على الزملاء ووعدهم بوليمة دسمة وحدد لهم موعدها، ثم غادر الشركة إلى منزله.. وفي طريقه مر على سوق (الذهب والمجوهرات) وابتاع منه عقدأً ثميناً لزوجته وعلبتين من الحلوى لأطفاله الصغار (6 سنوات)، (7 سنوات)... عندما وصل إلى منزله استقبلته زوجته باستغراب.. قالت له: لماذا حضرت مبكراً اليوم؟ أبلغها بالمفاجأة لم تصدق ثم قالت له: وهي تكفكف دموعها: هذا ببركة دعاء والديك - رحمهما الله -.
أخرج من جيبه علبة العقد وقال لها: أغمضي عينيك وقام بوضع العقد حول عنقها.. وبادرها قائلاً: استعدي للسفر الأسبوع القادم... فأنا أريد إراحة أعصابي استعداداً للمنصب الجديد.. هطلت عليه التهاني من كل مكان.. تصدرت صورته الصحف والمجلات وكان أكثرهم سعادة صديق عمره (.... ) وتم تحديد موعد الوليمة التي أقامها في أحد الفنادق المرموقة.. التي تحدثت عنها كل الأوساط.. وحان يوم السفر إلى تلك المدينة التي قيل عنها: إنها مدينة ناطحات السحاب.. حجز جناحاً في الطابق الرابع عشر بأحد الفنادق الفخمة، واستغل الفرصة لعقد صفقة للشركة مع مجموعة من الشركات التي تصنع الأجهزة الكهربائية.. وبعد انقضاء الأسبوع الأول قام بجولة في تلك المدينة الصاخبة، ابتاع الكثير من الهدايا لأهله وأقاربه وأصدقائه.. ولم لا.. فقد منحته الشركة شيكاً بمائة ألف دولار كمصاريف انتداب.. قضى قرابة ال (9) ساعات في الأسواق.. عاد متعباً بعدها إلى الفندق.. أحس بصداع خفيف في رأسه.. طلب من زوجته حبة من المسكن ولكن آلام الصداع لم تتركه.. ازدادت الآلام.. أسرعت الزوجة باستدعاء طبيب الفندق الذي أصر على تحويله إلى المستشفى بحجة إجراء الفحوصات. (لم تعلم الزوجة بأن ذلك الطبيب لم يكن سوى عميل لإحدى عصابات ترويج المخدرات) بعد وصوله إلى المستشفى.. قام الطبيب بعمل الفحوصات والتحاليل اللازمة وأصر على إعطائه حقنة مهدئة نام بعدها الزوج.. وعادت الزوجة إلى أبنائها.. وفي صباح اليوم التالي.. قامت بزيارته برفقة الأبناء.. بدت الراحة عليه ولكن آثار الصداع لم تزل باقية في رأسه، قام الطبيب (العميل) بحقنه الحقنة الثانية.. الماكستون فورت - ارتاح كثيراً بعدها ولم يدر.. حاولت الزوجة أن تعرف ما هو مرض زوجها؟ ولكن الطبيب قال لها: نتائج التحاليل لم تظهر بعد.. واستمر الطبيب يعطيه الحقنة ثلاث مرات باليوم.. وهو لا يدري وبعد أسبوع من الإقامة في المستشفى.. أمر الطبيب بخروجه من المستشفى وكانت المفاجأة بأن الفاتورة بالغة عشرين ألف دولار.. ولم وصل إلى الفندق وجد رسالة من الشركة.. يطلبون منه الحضور على وجه السرعة.. نجح الطبيب العميل في مهمته على أكمل وجه.. يحضر إليه يومياً لإعطائه الحقنة مقابل مائة دولار وأستمر على هذا الحال شهراً كاملاً، وفي يوم كان خادم الفندق يقوم بتنظيف الجناح كعادته فوجئ بوجود حقنة بها قليل من الدماء شك فيها، سأل الزوجة فقالت له: إنها دواء يتناوله زوجي.. قال لها في حزن: زوجك يتعاطى المخدرات.. صرخت مستنكرة ولكنه قال لها: خوذيها لأي مختبر وتأكدي.. خطفتها وأسرعت إلى المعمل ذلك المستشفى وطلبت تحليل الحقنة.. وبعد ساعة جاءتها المفاجأه.. المادة هي الماكستون فورت المخدرة.. أسرعت إلى المنزل لتلحق بزوجها الذي كان الطبيب عنده.. صرخت فيه: إنك تتعاطى المخدرات دون أن تدري، صاح فيها دعيني وشأني وبدأت حالته في التوتر.. هرب الطبيب المزعوم بعد أن هددته باستدعاء الشرطة، صفعها زوجها لأن الآلام عادت إلى جميع أجزاء جسمه ولكنها لم ترد عليه، استيقظ الأطفال على صوت والدهم.. انطلقوا نحوه يسألونه: ماذا بك يابابا؟ ومن فرط عصبيته دفعهم نحو الشباك المنخفض.. وكانت الطامة الكبرى، سقط الطفلان من النافذة بعد أن انكسر الزجاج نتيجة الارتطام. هرعت زوجته إليه ولكنه تناول الكرسي الحديدي وأخذ يضربها به وهو يصيح: لماذا طردت الطبيب.. كسر رجال أمن الفندق الغرفة وشاهدت الأم التي أصيبت بكسور ورضوض في أنحاء جسمها أحد الرجال يحمل الأطفال في يديه وصاح بالإنجليزي.. لقد ماتا، انطلقت صيحة من الأم ونظرت إلى الأب الذي راح في غيبوبة.. استدعى أمن الفندق رجال الشرطة والإسعاف لنقل الزوج والزوجة إلى المستشفى.. وقبل وصولهم توفي الزوج نتيجة إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية و.. أغلق ملف هذه المأساة (المخدرات دمرت حياتي للشيخ محمد الهبدان).
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد