بسم الله الرحمن الرحيم
تمسك بسلسلة عقوده السبعة..
قبض عليها بأنفاسه المتثاقلة.. المتسللة من بين ضلوعه الضعيفة..
أحكم قبضته.. أعياه الشدّ.. والزحف وراءها..
ثقلت موازينه.. فما عاد يقوى..
تراخت أصابعه..
بدأت السلسلة تنسل..
وشيئاً فشيئاً.. غادرت قبضته، وليس فيها منه أثر
سوى بصمات تكاد لا تفصح عن صاحبها، حتى لا تفضح زلاته..
حتى تستر سوءاته.. حتى.. لا تشف سيئاته..
وانقلبت كفّه على جنبها..
ولمح فوق خطوطها كلمات.. بل هي صور.. ولعلها رسم.. ليس يدري.
زاغت عيناه.. دار به المكان.. صار الكون ضباباً.. توارى وراءه القدر..
\"وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون\"..
قد تعامى عن الحق حين كانت عيناه تبصران.. وتغاضى عن الفضيلة، والرذيلة عنده في حسبان.
مشى إلى أعماقه بخطوات ثقيلة.. فتش عن كتاب يحمله بيمينه..
عن جواز مرور يغادر به بوابة الدنيا.. عن كلمة حق له عند سلطان جائر.. عن جهاد نفس أمرته بالسوء.. عن نصرة أخ ظالم أو مظلوم.. عن جار جائع تذكره حين غلبته التخمة..
حاول كثيراً.. فتش طويلاً..
فما عثر على شيء..
بخلت عليه الدنيا.. كما بخل على آخرته..
فاستسلم لقدره.. وسلم أنفاسه الأخيرة وهو يردد قولاً سمعه كثيراً ولم يفقه حينها- معناه:
\"ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام، والله لا يهدي القوم الظالمين\".
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد