حملت سفاحا من اغتصاب وتريد الحل ؟


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أنا شابة، عمري عشرين سنة، أدرس في الجامعة، لي صديقة أعتبرها أعز صديقاتي، ولكن فيها عيب واحد، وهو التعرف على الشباب، وتأخذ راحتها معهم، وهي صديقة وفية جداً، وتقف معي وقت الضيق..

 

المهم أنها كانت تحاول أن تعرفني على شاب، وأنا أرفض لأنني لا أحب هذا الطريق، وأقول لها دائماً أنه طريق ستندمين عليه يوماً من الأيام..

 

ولكن لا أخفيكº كانت نفسي تغويني أن أجرب، ولو مرة واحدة!..

 

ومازالت تحاول معي، حتى دبرت لي وله لقاء من غير علمي، فسلم عليّ وكلمني، فكلمته باحترام!.

 

ولكنها بعد هذا اللقاء السريع أعطتني رقم هاتفه، وكانت أعطته رقم موبايلي أيضاً، فاتصل بي اليوم الثاني، وترددت أولاً في فتح الخط معه، لأنني عرفت أنه رقمه، ثم فتحت الخط، ولكنه كلمني باحترام، وسألني عن شيء في الدراسة، وأغلق الخط قائلاً نلتقي في الكلية..

 

ثم مع الأيام قويت العلاقة، وشعرتُ أنها علاقة أحبّها! وشيء جديد في الحياة، يقطع عنه الملل والروتين!..

 

وكان الشاب يتمتع بوسامة ولسان جميل جداً، فتعلقت به مع الأيام!..

 

وصرنا نتحدث كثيراً في ساعات متأخرة من الليل!..

 

المهم.. لا أطيل عليك، طلب منّي أن أزوره في شقته، واستعان بصديقتي، لتدلني على الشقة..

 

وفعلاً ذهبتُ هناك، ثم تركتنا الصديقةُ وحدنا!..

 

فما كان من هذا الشاب إلا انه بدأ يتودد إلي، وشعرتُ أنه يريد مني إشباع شهوته فقط، ثم (.... )

 

وأنا الآن حامل منه...

 

وتركني وراء ظهره...

 

والدراسة تبدأ بعد شهر في الجامعة، فماذا أصنع، علماً بأن أهلي لا يعلمون، ولا يعلم إلا صديقتي التي حلفت أنها لَم تكن تعلم بما يريده الشاب، وظنت أنه يريد فقط اللقاء والتعارف أكثر...

 

واقترحت عليّ عمل إجهاض، وأنه يوجد طبيب يعمل إجهاض في شقة بالسر في...... !..

 

فأرشدوني، وأنقذوني من هذه المشكلة، لأن نفسي تراودني بالانتحار، أو قتل ولدي بالإجهاض...

 

فهل لديكم حلُّ لهذه المشكلة، مع أني سمعت عن بنات كثيرات عملوا إجهاض في.......

 

أنقذوني يا رجال الدين، فقد يأست من حياتي وسر فضيحتي الذي يقتلني كل يوم!..

 

جواب الشيخ حامد بن عبد الله العلي - حفظه الله -:

 

إنا لله وإنا إليه راجعون، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ونسأل الله أن يجازي الذين سمحوا بالاختلاط في الجامعة بما يستحقون.

 

قبل الجواب أودّ أن أوجه نصيحة لكل النساء، لاسيما في عمر الشباب والطالبات في عمر المراهقة، وهي:

 

أولاً: أن شرف المرأة ليس مجالاً لأن تقول أتعرف على شاب من باب التجربة، وتغيير روتين الحياة والملل، وهل يصح أن تهون على المرأة كرامتها إلى هذا الحدّ، فتلهو بسمعتها كأنها لعبة عابرة.

 

وثانياً: أن في هذه القصة عبرة، تبيّن السبب الذي من أجله حرّمت الشريعة الاختلاط بين الجنسين بالصورة التي توجد اليوم في الجامعة، لأن الله - تعالى - أراد من المرأة أن تصون نفسها، وتحفظ كرامتها، وتترفع بشرفها عن أن تدنسه الذئاب البشرية الذين لا يريدون إلا افتراس شرف المرأة، ثم تركها وراء ظهورهم كما ذكرت في رسالتها هذه المسكينة، فهم أذل وأحقر من أن تبذل المرأةُ لهم نفسَها رخيصة يسمعون صوتها كلما اشتهوا، وينظرون إلى صورتها، ويتمتعون بجمالها، وفي النهاية تقع الفاحشة والفجور، حتى إذا انتهى وطرُهم، رمَوها بعد أن يبصقوا على سمعتها وشرفها.

 

وثالثاً: أن البنت الساذجة وحدها هي التي تثق بشاب هانت عليه، وهانت سمعتها، ورخصت في عينه، فكلمها في الهاتف، إن الشاب إذا كان يحترم المرأة ويريدها زوجة له، لا يتحدث إليها، وإنما يتوجه إلى أهلها خاطباً لها، فالواجب على البنت التي تنظر إلى نفسها نظرة احترام واستعلاء، وأن تقطع الطريق على الشباب الباحثين عن اللذة من أول الطريق، فتعف نفسها، فلا تتصل ولا تقبل اتصالاً من أحد.

 

رابعاً: أقول لكل امرأة: اعلمي أنهم - أعني الرجال - يحترمون المرأة التي لا تكلم أحداً ولا تبذل نفسها لأي مخلوق إلا لمن يأتي لأهلها خاطباً، فيتزوجها، وأنهم يحتقرون المرأة التي تقبل أن تكلم أحداً في الهاتف، إنهم يريدونها فقط لقضاء شهوتهم، كما حصل مع السائلة، وهم يتحدثون بينهم في المجالس في هذا الأمر، ويقول أحدهم: لا يمكن أن أتزوج من امرأةٍ, كانت تكلم الشباب في الهاتف، إنها لا يُوثق بها زوجةً ولا أمّاً، فهل ترضين أن تكوني رخيصة لهذه الدرجة؟.

 

خامساً: كثيراً ما تكون المرأة هي التي تفسد المرأة، فالصديقة في السؤال المذكور هنا، هي امرأة خبيثة فاسدة تريد إفساد غيرها حتى لا يتميزن عليها بشرفهن، ولهذا سعت في إفساد السائلة، وهي التي رتبت كل شيء، واتفقت مع الشاب الفاجر على إفساد هذه البنت، بعدما أفسدها هي من قبل، هذا الذي يبدو لي جليا، ولا أظن أحدا قرأ قصتها يخالفني فيه، ولهذا فيجب أن تحرص المرأة العفيفة الشريفة أن تتجنب الصديقة الفاسدة، فلا تصاحبها، ولا تفضي إليها بأمورها الخاصة، والعجب كيف تقول السائلة عن صديقتها، إنها وفية وإنها تساعدها وقت الضيق، وهل أوقعها في الضيق والشدة حتى فكرت في الانتحار إلا هذه الصديقة الفاجرة الخبيثة.

 

سادساً: لا يجوز للمرأة أن تدخل الجامعة المختلطة، وهذه القصة المأساوية ليست سوى حادثة من حوادث كثيرة.

والذين يسمحون بالاختلاط في الجامعة هم السبب الأول فيما يحدث فيها من المآسي وخراب البيوت وفساد الشباب من الجنسين، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (كلكم راعٍ,، وكلكم مسؤولٌ عن رعيته).

 

وأقول لأولياء الأمور: كف بنتك عن الدراسة المختلطة، إن كنتَ تريد أن تحافظ على شرفها، ولا تصدقها إن قالت لك إنها لا تلتفت إلى أحد، وأنها مشغولة بدراستها فقط، لا تصدقها إن كنتَ تريد مصلحتَها وشرفَك وشرفَها، فإن أردتَ الخراب والدمار، فصدقها.

 

وأخيراً:

فالزواج من ذلك الفاجر لا يصح، ولا يجوز، وكيف يعقد عقداً شرعياً على حامل؟!

 

وقتل الجنين جريمة، والانتحار أدهى وأمر، فالمنتحر يدخل النار خالداً مخلداً فيها.

 

ولا حلّ للسائلة سوى أن تخرج من الجامعة، وتصارح أهلَها بما حدث، وتضع مولودها، وتصبر في هذه الدنيا، تائبةً إلى الله حتى تلقاه، وهو راضٍ, عنها، تائباً عليها، فإن كتب اللهُ لها أن يسقط الجنين بتقديره، فهو مَخرجٌ جاءها من الله، وإن صدقت التوبة، فلعل الله - تعالى - يجعل لها فرجاً ومخرجاً.

 

وأقول: التوبة، لأنها هي التي قبلت التعرف على الشاب، وتكليمه بالهاتف، والذهاب إلى وكره الشيطاني، فهي أيضاً مذنبة، وعليها التوبة مما فعلت، ومَن تاب، تاب اللهُ عليه.

 

هذا هو الحلّ الشرعي، لا حلَّ سواه، والله أعلم.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply