بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
تخرّج من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وكان آية في الذكاء ويحمل تزكيات وشهادات أُخر.. ولكنه طاف بكل المؤسسات والإدارات الحكومية والشركات.. فلم يوفق لعملٍ, بها..
ولأنه آلى على نفسه آلاَّ يخرج من طيبة الطيبة المدينة المنورة وهل يتذوق أحدٌ طيبَ العيش بطيبة الطيبة الحبيبة فيتركها؟! وهو يرى في كل شبر منها ذكريات للحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه رضي الله عنهم!.. لأنه آلى أن يعيش بالمدينة طمعاً في دخوله في حديث المصطفى -صلى الله عليه وسلم-قَالَ: (مَنِ استَطَاعَ أَن يَمُوتَ بِالمَدِينَةِ فَليَفعَل فَإِنِّي أَشفَعُ لِمَن مَاتَ بِهَا)(1) فقد ذهب إلى أحد المربين الفضلاء.. والمشايخ الأجلاء.. من إذا رأيته ذكرت الله.. وإذا سمعت صوته علمت أنه يخشى الله.. ولا نزكيه على الله (2).. قال:
ذهبت إليه فقلت له: يا شيخ! ألا تعرف أحداً يوظفني؟! فقد أوصدت الأبوابُ في وجهي.. ولم يبق بابٌ إلا وطرقته دون جدوى.. ولا أريد أن أخرج من المدينة قال الشيخ بلهجة الواثق بالله، الموقن بوعد من الله –تعالى-:
نعم أعرف من يوظفك والله.. وفي أسرع وقت!
قلت (وقد علاني الفرح والسرور..): من هو يا شيخ أحسن الله إليك! من هو؟!..
قال الشيخ: إنه الله -عز وجل-!
قال: فكأني وجمت قليلاً.. ولم أتكلم.. فنظر إلي الشيخ وقال:
عجباً! لو قلت لك.. الوزير الفلاني والمسؤول الفلاني.. لاستبشرت خيراً.. ولما ذكرت الذي بيده مقاليد كل شيء وهو على كل شيء قدير.. الذي بيده ملكوت السموات والأرض… وخزائن السموات والأرض.. أراك قد تغير وجهك! وكأنك في شك في وعد الله (وَفِي السَّمَاءِ رِزقُكُم وَمَا تُوعَدُونَ)(الذريات:22) اذهب يا بني إلى مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل الفجر بساعة وتقرّب إلى الله -تعالى- في الثلث الأخير من الليل وفي ساعات السحر.. وأنا أثق أن الله -تعالى- سيقضي لك أمرك!
قال:. فخجلت أشد الخجل.. وعلتني الرحضاء.. وودّعت الشيخ وانصرفت..
وضعت منبه ساعتي على الثالثة بعد منتصف الليل قمت وتوضأت.. ثم ذهبت إلى الحرم النبوي وبي من حرارة الإيمان مالا أستطيع وصفه..
فلما دخلت.. وصليت ما كتب الله لي.. أردت أن أمدَّ يدّي إلى السماء فأدعو.. لم أستطع.. إذ غلبني البكاء فعلا نشيجي.. حتى ظننت أن روحي ستخرج وأني قد آذيت من حولي.. فدعوت الله بكلمات قليلة.. والله عليم بذات الصدور …
صليت الفجر مع المسلمين.. ثم حضرت درساً لأحد علمائنا الأجلاء ثم اتجهت بعد ذلك إلى بيتي.. نسيت كل شيء إلاَّ الله -تعالى- ولم أعد آبه بشيء من أمور الأرض..
في الطريق إلى بيتي كأنَّ قائلاً يقول لي اسلك هذا الطريق فسلكته فإذا بي أواجه إدارة حكومية لم يسبق لي المرور عليها.. فقلت في نفسي لمِا لاَ أنزل فأسألهم إن كان لديهم وظيفة لي!!
فنزلت.. ثم دخلت فاستقبلني رجل.. هش في وجهي عندما رآني.. وهو لا يعرفني (3).. فقلت له:
يا أخي أنا لا أعرف أحداً هنا فإن شئت أن تنال أجري فهذه أوراقي.. وهذه شهاداتي.. إنني منذ زمن أبحث عن عمل ولم أجد. فلما نظر إلى شهاداتي اتكأ بكلتا يديه على حافة مكتبة وقام.. ونظر إليّ وقال:
سبحان الله.. نحن منذ فترة نبحث عن أشخاص يحملون مثل هذه المؤهلات.. أين كنت ومن أين جئت؟! الآن تتوظف أن شاء الله..
قال:. فقمت من على الكرسي وسجدت لله شكراً في مكتبه وقد اغرورقت عيناي بالدموع.. وأنا أردد.. وقد تذكرت الشيخ.. إنه الله -عز وجل-.. إنه الله - عز وجل -.
*** *** ***
حدثني شيخ جليل فاضل وهو الذي أخبرني بقصة (أصغر داعية)(4) قال:
كنت في رحلة دعوية إلى منطقة تبوك في شمال المملكة العربية السعودية فذهبت من الدمام في شرق البلاد بالطائرة، ولما قضي أمري هناك اتجهت إلى المطار ولم أجد (حجزاً) لا مؤكداً ولا انتظاراً لكثرة الزحام هذه الأيام على الرحلات ككل صيف. كنت أحمل شفاعة من أخٍ, فاضل لي آخر يعمل بالخطوط السعودية بالمطار.. فلما وصلت بحثت عنه بكل ما أوتيت من قوة فلم أجده.. وعُمل له نداءات كثيرة عبر مكبرات الصوت بصالات المطار فلم يجب، وكنت أجزم أنه متواجد في المطار ولكنه محرجُ لا يستطيع الظهور لكثرة من يرغب السفر ممن يعرف أو لا يعرف من أمثالي.
اقتربت لحظة دخول الطائرة والناس فيها ملتفون حول موظف استلام التذاكر هذا يرجوه.. وذاك يقبّل رأسه.. وهذا يخبره بظروفه القاسية.. وأنا أنظر إليهم فقلت في نفسي بعد أن سجلت اسمي مع ركاب الانتظار: من سابع المستحيلات أن أركب من بين هؤلاء كلهم.. تذكرت أصحاب الغار وحديثهم.. فقلت: سأبحث في ذاكرتي عن عملٍ, لي صالح أدعو الله -تعالى- به كي يفرّج عني هذه الكربة.. فوالله لقد كددت ذاكرتي طويلاً فلم أجد !فاستحييت من ربي.. فقلت:. بدلاً من أن أضيع الوقت في تذكر عملٍ, صالح لا جدوى من تذكره.. سأشتغل بالدعاء عسى الله أن يفرج كربتي..
فمددت يدي إلى الذي (يُجِيبُ المُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكشِفُ السٌّوء)(النمل:من الآية62) وألححت على الله -تعالى- إلحاحاً شديداً.. وفتح الله على من أبواب الدعاء ما جعل لساني ينهمر به كالسيل الدفاق.. فوالله ما هي إلاَّ ثوان معدودة حتى وقف أمامي موظف الخطوط السعودية وأنا لا أعرفه أبداً ولا يعرفني.. والناس محيطونه به من كل جانب يرجونه مساعدتهم بل حتى زملاؤه يحاولون استعطافه فلم ينجحوا فإذا به يشير إليّ أنا وأنا جالسٌ ويقول: أنا أريد أن أركب هذا!. قم يا أخي تفضل خذ هذه (بطاقة صعود الطائرة..).
فالتفتٌّ أنا خلفي فقد ظننته يعني شخصاً آخر فإذا به يشير إليَّ أنا ويردد: أنت نعم قم بارك الله فيك! فقمت ولم يفاجئني الأمر كثيراً رغم فرحي لأني شعرت بانشراح صدري عندما ألححت على الله في الدعاء.. وقد كان عمر -رضي الله عنه- يقول "إني لا أحمل هم الإجابة ولكن أحمل هم الدعاء".. فإذا وفقك الله للدعاء فسيوفقك للإجابة.. لكنني لم أستطع إخفاء دموعي من شدة فرحي بقبول دعائي.. حمدت الله -تعالى- وشكرته طويلاً ولا أحصي ثناءً عليه.. ثم شكرت ذلك الموظف الذي اختارني من بين جمعٍ, غفير من الناس ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله..
*** *** ***
وهذ قصة وقعت لي أنا:
كنت قبل سنوات إماماً في إحدى ضواحي مدينة الخبر.. وكان يصلي معي رجلٌ في الخمسينيات من عمره اسمه (محمد عبد الرحمن) يسميه أصدقاؤه (محمدين!) ويكني نفسه (أبا القعقاع).. هو من أهل السودان الطيبين. كان عامياً لكنه يحمل بين جنبيه قلباً -فيما أرى- قد مُلأَ ثقةً بالله ويقيناً.. جاءني مرة بشاهدي عدل على قصة وقعت له! فضحكتُ وقلت: أنت لست بمتهم في حديثك حتى تأتي بشاهدين! قال:
كنت أعمل في الرياض في إحدى القصور الكبيرة في فترة إنشائه.. وكنت مسؤولاً عن تفقد جميع المصاعد والاطمئنان إلى عملها وفي أثناء عملي في نهاية الأسبوع وكان يومَ أربعاء.. دخلت في مصعد من المصاعد أجّرب صعوده وهبوطه.. إذ فجأة توقف بي بين السماء والأرض.. فأصبحت في أزمة عظيمة! حاولت إنزاله بكل وسيلة فلم أفلح! وحاولت أن أصرخ في رفاقي لينقذوني فإذا القصر خاوٍ, على عروشه وليس فيه أحد كلٌ قد غادر إلى منزله.. كان الوقت قريباً من صلاة العصر.. استطعت بعد جُهدٍ, جهيد أن أفتح مصراعي المصعد بكلتا يدي حتى استطعت أن أوجد فتحةً لي قدر ما يُدخل الهواء إليّ..
قلت في نفسي: لعل أصحابي يفقدونني فيعودون فمكثت أنتظر فصليت العصر.. والمغرب.. والعشاء.. وقرأت من القرآن الكريم مما أحفظ منه.. ثم صليت ما كتب الله لي.. ثم نمت واستيقظت الفجر.. فصليت بعد أن تيممت على أرض المصعد.. وصليت ظهر الخميس.. والعصر.. والمغرب.. والعشاء.. كل ذلك وأنا لم أكل شيئاً ولم أشرب.. إلاَّ أن لساني لم يقف لحظة واحدة عن الدعاء والإلحاح على الله.. وتذكرت يونس في باطن الحوت وبكيت ورددت (لا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)(الأنبياء:من الآية87).. ثم نمت.. فاستيقظت.. وصليت الفجر.. وظهر الجمعة……و… هنا بدأت أفقد وعيي.. فأخرٌّ على وجهي في المصعد والله لقد كنت أحس أني آكل وأشرب أثناء إغمائتي.. "لا.. مش أي مويه(5).. من موية النيل.. أنا أعرف طعمها يا أخي"!!.
لم أستفق إلاَّ على السرير الأبيض في المستشفى وحولي.. مدير العمل.. والأطباء.. وبقية الرفاق.. الذين أغلقوا أبواب القصر ظناً منهم ألا أحد فيه..
نظر لي مدير العمل بعين الغضب وسألني: منذ متى أنت في المصعد.. فأجبته:. من عصر الأربعاء..
فصرخ: كذاب! فغضبت فقلت: أنت الكذاب.. وكلكم كذابون!!
فقال: لو كنت صادقاً لوجدنا مخلفاتك بعدك.. أمعقول ثلاثة أيام لا بول ولا غائط!!..
قلت بلهجتي العامية:
(هذا مو(6) منّك.. هذا من الله -عز وجل-) فسكتَ وسكتَ الجميع كأن على رؤوسهم الطير!!
*** *** ***
قلت له: ما قصة قدومك من السودان إلى المملكة وهل كنت معاقاً ومصاباً بشلل الأطراف السفلية حقاً فضحك وقال: "تحتاج شهود"! فضحكت وقلت له: أنت عندي ثقةٌ ثبتٌ.. صدوقٌ.. عابدٌ.. زاهدٌ عاميٌ أميّ!.. قد زكيتك بما لم يزك به ابن حجر العسقلاني بعض الرواة في "تقريب التهذيب" أو الذهبي في "ميزان الاعتدال".
فقال اسمع:
كنت أعمل في مزرعتي في السودان وكنت إذا أردت أن أذهب إليها لا أستطيع المشي على قدميّ إذ كنت مصاباً بشلل في الأطراف السفلية جاءني فجاءة.. فكنت أزحف على مؤخرتي زحفاً أو اعتمد على الناس حتى أصل.. وكانت مزرعةُ لشخص يدعى(عثمان) نسميه نحن بلهجتنا (عصمان)!! قريبة من مزرعتي.. وهذا الشخص كان يعاني من ذات المرض الذي أعانيه أيضاً.. إلاَّ أنه غاب عني فترة ليست بالقصيرة ثم عاد فلما رأيته تعجبت.. إذ رأيته يمشي على قدميه!! فقلت له: "آاااي.. عصمان.. وين تعالجتا يا أخي" قال لي:
"بمستشفى الشميسي في الرياض.. في السعودية" وأخرج لي زجاجة بها فقرات متآكلة من العمود الفقري ثم أستبدلها بصناعية فكأنه لطم وجهي عندما قالها .. لكنني تذكرت قدرة الله على كل شيء فقلت:
الذي عالجك هنا سيعالجني إن شاء الله.. دارت الأيام.. فجاءني رجلٌ كبيرٌ في السِّن، عابدٌ تقيٌ أحسبه كذلك وأوصاني بوصيةٍ, غريبةٍ,.. أوصاني إذا هو مات أن أزوّج بنتي لابنه!! فقلت:
سمعاً وطاعة.. وأنت تستأهل كل خير.. ولن يكون نسلُك إلاَّ صالحاً إن شاء الله!!
لم ينشب الرجل أن توفي.. فجئت لابنه بعد انقضاء العزاء وأخبرته بوصية أبية بتزويجي إياه ابنتي.. فقال:
يا عم أمهلني قليلاً حتى أفكر في الأمر..
فأمهلته طويلاً!! فلم يأت.. ثم جاءني خبرُ زواجه من فتاة في قرية أخرى فحزنت حزناً شديداً.. وقلت لما لا يرغب في ابنتي وهي حافظة لكتاب الله؟.
فما فجأني إلاَّ قدومه يوماً وبيده ورقة رسمية.. قال لي:
" والله يا عم.. لقد استحييت أن أقول لك أن ابنتك مثل أختي وقد استخرت الله فاختار لي الزواج من غيرها.. وهذا عقد عمل بالسعودية.. خذه واعتبره تكفيراً عن خطيئتي معك!"
فأخذته وعذرته وشكرته!!.. لكن من يوظفني وأنا مقعد؟! أذهب أم أقعد؟! فقررت الذهاب أخيراً متوكلاً على الله -عز وجل-.. جئت إلى الرياض متوكئاً في صعودي إلى الطائرة على من يفعل الخير من الناس.. لكن ما إن أردت النزول من الطائرة حتى فوجئت بأخلاق المسلمين العرب الأقحاح تتجلى في رجال الجزيرة أتوا لي بعربة خاصة بالمقعدين وجدتها تحت الطائرة عند السلم بانتظاري فشكرتهم ودعوت لهم وشكرت الله على أن يبقي في الناس بقيةَ خير..
*** *** ***
عرضت نفسي على أناسٍ, فدلوني على رجلٍ, فاضل وافق على أن أعمل حارساً لعمارته.. فجزاه الله عني خيراً.
كان يسكن بتلك العمارة خليط من الناس ومن ضمنهم طبيبٌ عراقيُ الأصل يحمل جنسية أظنها كندية.. ويعمل بمستشفى الشميسي فرآني مقعداً وسألني عن حالتي فأخبرته فأخرج من حقيبته وخط فيها بقلمه بلغة أظنها إنجليزية لأنه كتبها من اليسار إلى اليمين! ثم ناولنيها وقال:
اذهب بها إلى مستشفى الشميسي وستقابل الدكتور/فلاناً وسماه لي!! أعطه إياها وسيقوم باللازم!.
أخذتها ودعوت له كثيراً وعلمت أن الله معي.. ذهبت إليهم فلم ألق اهتماماً ولم أقابل الطبيب.. فعدت إلى حراستي.. فجاء الطبيب العراقي.. وقال: ألم تذهب؟! فأخبرته.. فاتصل بالهاتف فجاءت سيارة إسعاف.. أخذتني.. فأدخلوني المستشفى وقرروا لي عمليةً.. و بعد أيام عُملت العملية.. ومكثت بعدها أياماً ثم خرجت منها ولله الحمد أمشي على قدميّ كما ترى (7) أخذتُ الفقرات المتآكلة ووضعتها في زجاجة.. لأمرين:
أولهما: - تذكر نعمة الله عليَّ..
ثانيهما: - تذكير عثمان (عصمان) أن الذي عالجه في مستشفى الشميسي بالرياض عالجني هناك! فله الحمد وعظيم الشكر.
سافرت بعد مدة فقابلت عثمان.. فدهش لما رآني..
وقال لي: -"آه.. محمدين.. وين تعالجتا؟ !"
فقلت "في مستشفى الشميسي بالرياض"
قال: "من اللي عالجكا هناك"
قلت " إنه الله -عز وجل-.. هو اللي عالجني يا عصمان".
*** *** ***
وبعد.. فإن من يحب الله -تعالى- ويثق به ويتوكل عليه يعلم علم اليقين أن الله -تعالى- معه بعلمه وسمعه وبصره وتأييده ونصره (كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهدِينِ)(الشعراء: 62) (أَلَم تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرضِ مَا يَكُونُ مِن نَجوَى ثَلاثَةٍ, إِلَّا هُوَ رَابِعُهُم وَلا خَمسَةٍ, إِلَّا هُوَ سَادِسُهُم وَلا أَدنَى مِن ذَلِكَ وَلا أَكثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُم أَينَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَومَ القِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيءٍ, عَلِيمٌ) (المجادلة: 7)
ويعلم أن الله -تعالى- الذي نجى يونس من باطن الحوت في الظلمات الثلاث سينجيه إن صدق مع الله (وَذَا النٌّونِ إِذ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَن نَقدِرَ عَلَيهِ فَنَادَى فِي الظٌّلُمَاتِ أَن لا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)(الانبياء: 87)
قال أَنَسُ بنُ مَالِكٍ, قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ-تعالى- (يَا ابنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوتَنِي وَرَجَوتَنِي غَفَرتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي يَا ابنَ آدَمَ لَو بَلَغَت ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ استَغفَرتَنِي غَفَرتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي يَا ابنَ آدَمَ إِنَّكَ لَو أَتَيتَنِي بِقُرَابِ الأَرضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشرِكُ بِي شَيئًا لَأَتَيتُكَ بِقُرَابِهَا مَغفِرَةً)
نسأل الله -تعالى- أن يرزقنا حسن الاعتقاد وأن يسددنا في القول والعمل.. ويجعل توكلنا عليه وحده لاشريك له.. وأن يرزقنا الإخلاص ويتوب علينا (رَبَّنَا عَلَيكَ تَوَكَّلنَا وَإِلَيكَ أَنَبنَا وَإِلَيكَ المَصِيرُ)(الممتحنة: من الآية4).
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
(1) رواه أحمد من حديث ابن عمر والترمذي وابن ماجه وابن حبان وهو حديث صحيح في صحيح الجامع 2 برقم 6105
(2) الشيخ الدكتور محمد الشنقيطي العالم والداعية الزاهد المعروف.
(3) ميزة في أهل المدينة جزاهم الله خيراً عليها.
(4) الشيخ الفاضل النقيب عبدالرحمن بن عبدالله الطريف ضابط التوعية بفرع الشؤون الدينية بالمنطقة الشرقية وهو الذي أخبرني بالقصة السابقة.
(5) رجمتها (لا ليس أي ماء من ماء النيل).
(6) ترجتمها (ليس منك).
(7) وكان في مشيته يتقلع تقلعاً كمشية النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكأنه ينحدر من صبب.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد
التعليقات ( 1 )
احمد علي العايعه
22:14:30 2015-05-01