قصة شاب بار بوالدة


بسم الله الرحمن الرحيم

 

قفز فهمي من نومه فزعا بعد أن سمع استغاثة أمة به بعد منتصف الليل فهب يرى ما الخبر فإذا به يرى والده ملقى على الأرض مغشيا عليه فأسرع بوالده إلى أقرب مستشفى وهناك كانت صدمة هذا الشاب عندما أخبره الطبيب أن والدة أصيب بجلطة كان نتيجتها أنه أصيب بشلل نصفي منعة من الحركة أو الكلام..... نزل الخبر على فهمي كالصاعقة ومكث مع والدة ساعات وهو يبكي فجاء الطبيب وأخبره أن والدة سيمكث أياما في المستشفى وأنه عليه المغادرة، رفض فهمي وأصر على البقاء مع والده ليقوم بنفسه على رعايته ظل فهمي أياما لا يجد للنوم طعما ويرفض أن يساعد أحد والده سواه وخصوصا عندما كان والده يريد قضاء حاجته تجنبا لإحراج أبيه

الشيء المهم قوله أن والد فهمي هذا الشيخ الجليل ذو الخامسة والسبعين من العمر كان رجلا صالحا ما ترك الصلاة حتى وهو مشلول فكان يطلب من فهمي أن يوضئه ويقوم بالصلاة بعيونه وشيء آخر مهم هو أن والد فهمي كان من أشد الناس برا بوالديه ويذكر من قصص بره بوالدته أنه ذهب يوما للحج واصطحب معه زوجته وأمه وكانت أمه عجوز طاعنة في السن كان يمسك بيدها فقالت له يا ولدي لقد تعبت فما كان منه إلا أن حمل أمه على ظهره وأخذ يطوف بها حتى أصبح حديثا لأهل الحجيج

هذا هو أبو فهمي البار بوالديه فكيف لا يبره أولاده

المهم عاد فهمي مع والده إلى البيت بعد أيام في المستشفى ويذكر أن فهمي هذا الشاب البار بوالديه متزوج وله طفلة وكان يسكن في بيت منفصل بالقرب من والديه ولكنه أخذ على عاتقه أن يقوم برعاية والدة بنفسه فكان حريصا على إعطاء الدواء لوالده في الوقت المحدد وقبل خروجه للعمل يذهب يقبل يدي والديه ويعطي أباه الدواء ونادى أمه وأخته وأوصاهن بعدم نسيان رعاية والده وإعطاءه الدواء وإذا عاد فهمي من آخر النهار حرص على الدخول على بيت والديه ليطمئنه على والده وإعطاءه دواءه قبل أن يذهب لبيته ليجد زوجته وابنته في انتظاره بفارغ الصبر فتجري علية ابنته وترتمي في أحضانه كانت ابنته قطعة من روحة وكان جدها يحبها حبا جما ويقول هذه الغالية ابنة الغالي......................

بعد تقريبا السنة وجد فهمي فرصة للسفر لإحدى الدول الأوروبية لتحسين ظروفه المعيشية...واستعد للسفر وحانت ساعة الوداع فكانت من أقسى ساعات العمر على الجميع على أمه وزوجته وطفلته المعلقة به ولكن لم يكن هناك أحد أشد حزنا من والده الذي أذاب القلوب ببكائه أخذ فهمي يبكي ويمسح بدموع والده ويستحلفه بالله أن لا يبكي نظر إليه والده وقال والله لا أدري أراك من جديد أم لا.... وقال من سيعطني الدواء بعد اليوم يا فهمي....ومن... ومن تفطر قلب ذلك الشاب على والده ولكنه كان مضطر للسفر بسبب صعوبة الوضع المادي.....سافر فهمي وهو يوصي والدته وزوجته وأخته برعاية والده جيدا...بعد مرور شهور على سفره تلقى فهمي مكالمة من والدته تخبره أن أباه يحتضر وأن عليه أن يحضر..... لم يرقد له جفن طوال الليل وهو يفكر في والده ويبكي ويدعو الله أن يرى والده قبل أن يموت......أسرع فهمي بالعودة إلى بلدة في أول طائرة...وصل فهمي إلى البيت والدموع في عينيه وأول شيء قاله قبل أن يسلم على أحد أو حتى يرى زوجته وابنته أين والدي فأشارت له أمه وهي تبكي إنه نائم في هذه الغرفة... وكان والد ة منذ أيام لا يدري عن شيء حوله غير أنه يردد اسم ولده الحبيب فهمي.... دخل فهمي على والده وانفجر باكيا وهو يقول.. أبي.. أبي أنا فهمي أنا هنا أدار والده رأسه ونضر إلى وجه فهمي وابتسم له ابتسامة ملوها الرضى وفاضت روحة إلى بارئها وكان ذلك في آخر جمعة من شهر رمضان قبل خمسة عشر عاما... حزن فهمي عليه حزنا كبيرا وقام بنفسه بتغسيل والده ولحده كما تمنى

لم ينسى فهمي والده يوما فهو دائم الدعاء له وكثيرا ما رأى والده في المنام راضيا عنه مبتسما حتى رءاه يوما يقول له لقد خبئت لك معي شئيا سأعطيك إياه فيما بعد......... ربما كان هذا الشيء رضاه عنه جزاء بره به......... بقي أن أقول أن هذا الشاب قد وفقه الله  في حياته وفتح علية أبواب الرزق من حيث لا يحتسب وجمعه الله من جديد بأهله ورزقه الله بالبنيين والبنات وهو نعم الشاب الملتزم..... أخيرا لا تنسوا إخواني الدعاء له ولوالده.

 

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply