من مواعظ الكون


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إن من الآيات الكونية التي حري أن يوقف عندها ويعتبر بها، فصل الصيف وهاك إياها عبر هذه الوقفات:

ـ إن شدة الصيف يذكر بحر نار جهنم قال - صلى الله عليه وسلم -: (اشتكت النار إلى ربها فقالت: يارب أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين، بنفس في الشتاء ونفس في الصيف، فأشد ما تجدون من الحر من سموم جهنم وأشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم) متفق عليه.

النار اشتكت فقالت...فما بالك بمن سيدخلها وهي مصيره.

 

ـ العرق وتغير اللون الناتج من شدة حرارة الشمس، حرارة الشمس تذكر بيوم القيامة وبوهج النار وذلك حينما تدنو الشمس من الخلق قدر ميل.

 

ـ لقد كان السلف - رحمهم الله -  يتأثرون حين يتذكرون النار أو عند اشتداد الحر أو لمس الماء الحار أو لرؤيتهم لنافخي الكير، مما يحملهم لئن يتعوذوا من النار.

 

ـ السراب يبدو في الصيف وفي وقت الظهيرة بالذات واضحا جدا، والمسلم حينما يراه يزداد يقينا أن هذا السراب كالدنيا فيحذر الأماني الكاذبة والعيش في الأوهام التي هي من نسج الخيال.

 

ـ الصيف يذكر بنعمة الله ورحمته والتي منها أنه جاء في السنة أن صلاة الظهر تؤخر عن وقتها إذا اشتد الحر حتى تنكسر حدته، أيضا من النعم ما قاله الله - تعالى -: {والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون (81)} [النحل: 81].

 

ـ ما يتقرر لدى المسلم من أنه ضعيف غاية الضعف والفقر إلى الله فهو إن جاء الحر تمنى مجيئ البرد أو العكس كذلك، كما أنه أيضا يكشف لنا مدى عجزه أمام القدرة الإلهية فلا التكييف يجدي ولا يفي تماما أمام وجود هذا الحر.

 

ـ الحذر من التعذر بقصر الليل أو طول النهار في ترك شيء من أوامر الله فالمنافقون لما قال بعضهم لبعض في غزوة تبوك لا تنفروا في الحر مريدين من ذلك ترك الجهاد والتثبيط عنه قال الله - تعالى -: {قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون} [التوبة: 81].

 

ـ الحذر من التناقض ويظهر هذا جليا فيمن يتعاطى الدخان، إذ كيف يقول الجو شديد الحرارة ويزيد على ذلك بشربه للدخان.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply