بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الخامس: المربية الناجحة
لو قلنا إن من ربى سيديَ شباب أهل الجنة، تعتبر أنجحُ مربيةٍ, عرفها تاريخُنا الإسلامي باستثناء أبيها.
لما قُلنا شططاً، ربت ريحانتي النبي- صلى الله عليه وسلم - ومن صلحَ الله به بين فئتين من المسلمين، نشأَت المثل الأعلى في الصدقِ والوفاء، والزهدِ والإخاء، والعبادة والحياء.
نشأتهم بتربيتها الفذّة، وعاطفتها الحنونة، وتعاليمها السامية.
في المسندِ عن ابن أبي مُليكةَ قال: كانت فاطمةُ تنقرُ الحسن وتقول: ((بأبي هو شبيه بالنبي..ليس شبيهاً بعلي)).
لقد كانت تجدُ أُنساً وهي تربي صغيرها، وتحتسبُ الأجرَ والثواب، وتذكرهُ أنَّهُ يشبهُ جدهُ- صلى الله عليه وسلم - ليأخذ من أخلاقهِ، ويتصفُ بصفاته، ويتحلى بآدابه، فهي تُسمعهُ دائماً أنَّهُ شبيهُ رسولِ الله- صلى الله عليه وسلم - ليتذكرَ دائماً أنَّهُ هو قدوتهُ، ما دام أنَّهُ من أقربِ الناسِ شبهاً بصفاتِ رسول الله- صلى الله عليه وسلم - الخُلقية، وهذا ما يدُلُ على فريدِ تربيةِ الزهراء لأبنائها، ما كانت تعلمهُ أنَّهُ يُشبهُ أولئكَ الكفار، ولا تُقرنُهُ بأولئكَ الفُسَّاق، أو تتمنى أن يكون رياضياً بارعاً، أو مغنياً مشهوراً، أو ممثلاً تمتلئُ صورته على صفحاتِ الجرائد، كلا، بل أنَّها تسعى لصلاحِ ذريَّتها، وتذكرُهم بالرجالِ الحقيقيين لا أشباهَ الرجالِ ولا رجال.
أمَّا تربيتها للإناثِ فاستمعي: أيَّتُها الفتاةُ الفاضلة إلى نُموذجٍ, من تربيتها الطفلة المسلمة، على السترِ والحشمة. قال محمدُ بن علي: إنَّ عمرَ خطب إلى عليٍّ, ابنتهُ أمٌّ كلثوم، فذكرَ لهُ صغرها، فقال عليُّ: أبعثُ بها إليك، فإن رضيتَ فهي امرأتك، فأرسلَ بها إليه، فكشفَ عن ساقها، فقالت: مه، لولا أنَّك أميرُ المؤمنين للطمتُ عينيك، نعم بهذا الجواب الغيورِ أجابت هذه الطفلةُ أميرَ المؤمنين، فقارني يا رعاكِ الله بين موقفَ أمِّ كلثوم بنت فاطمة الزهراء، وبين تربيةِ البعضِ لفتياته الصغار، هل تَربى بناتُنا على السترِ والحشمةِ منذُ الصغر؟! هل تَربى البناتُ على الحجابِ والعباءةِ؟! هل تربَّتِ الفتاةُ على الحياءِ والبُعدِ عن الرجال؟! أم أنَّها تربَّت على لباسِ الثيابِ القصيرة، ولبسَ البنطال، وإبداءِ الزينةِ والتراقصِ أمام الكاميرا، ليرها آلافُ البشرِ بلا حياء.
إننا بحاجةٍ, إلى أُمهاتٍ, كفاطمةَ - رضي الله عنها - أنتجت للأُمةِ سيدا شبابِ أهلِ الجنة، وربت تلك الفتاةِ على الستر والاحتشام.
إنَّ الأمةَ اليومَ بحاجةٍ, إلى الاعتناءِ بالجيل وتربيته على معالي الأمور، والبعدِ به عن سفاسفِ الأخلاقِ ورديءِ الصفات.
الأمةُ اليومَ تحتضرُ من قبلِ أعداءِها، فهل تنبري النساءُ لصناعةِ الأبطال، وإعدادِ الرجال الذين يُنافحون في سبيل الله - تعالى -، ويُدافعون عن الأعراضِ والحُرمات، ويقدمون النُفوسَ رخيصةً من أجلِ رفعةِ- لا إله إلا الله- فوقَ كلِّ أرض وتحت كل سماء.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد