بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله حياكم الله وبياكم و سدد على طريق الحق خطاكم و هداني الله و إياكم.. أما بعد، فوالله ليس من ملتزم أو جديد الالتزام إلا و يجد من يثبط همته و يعكر صفو التزامه و يكدر عليه هناء طاعته فمنهم من يعيب على اعتياده المسجد بعد أن كان لا يدخلها و آخرون يسخرون من لحيته و يمثلونها بأقذر الأمثال و يسعون إلى انتزاعها من وجهه، و منهم من يقول انتظر... و منهم من يقول انتظر... و كيف لي أن انتظر بل كيف لنا إخواني و أخواتي أن ننتظر فكل يوم يأكل من عمرنا شيئاً و كل أصرمان يصطلمان من أعمارنا جزءاً فكيف الانتظار؟؟
يراك أحد هؤلاء الذين غرتهم الحياة الدنيا و غرهم طول لأمد فيلاحظ مبادرتك بالطاعة و إن كانت تكلفك الباهظ و النفيس و لكنك ما زلت تسعى إليها فيلقنك كلمات و كأنك ترتكب جريمة أو تعمل إثماً و والله لقد حدث معي هذا فبعد التزامي بعدة أشهر قابلت أحد أصدقاء لي و كنت مرتدياً ثوبي البني و الشماغ الأحمر و هو لبس يميز السلفيين في بلدي مصر فسلم علىّ صديقي و قال لي: لم فعلت في نفسك هذا؟ أنت ما زلت صغيراً عندما تشب افعل ما بدا لك و لكن تمتع بعنفوان شبابك و صحتك .. و الله ما أراك يا كريم إلا و ينقصك أن تحمل تحت هذا الثوب رشاشاً و تقتلنا حينها ...
انظروا إخواني و أخواتي كيف صار الملبس الذي يحفظ هوية المسلم و يميزه عن النصارى و الأنجاس أصبح معيبة له و أصبح كل من يطلق لحيته إرهابياً و كل من يلبس غطاءاً على رأسه أمير جماعة إرهابية أو من أنصار التكفير و الهجرة تلك الجماعة التي ظهرت في فترة و انقشعت كانقشاع الضباب و أحمد الله أنى لم أولد في تلك الفترة
و يقول لي زميلي أيضاً: أستربي لحيتك و تطلقها كهؤلاء القوم؟؟ لماذا يا أخي تصنع بحالك كل هذا؟ لقد أصبحت غريبا ليس من هذا الكوكب.
كتمت آلامي و هدأت من غضب قلبي فقد تذكرت حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -: أتى الإسلام غريباً و سيعود غريبا فطوبى للغرباء. أو كما قال رسول الله...
فقد علمت أن الرسول تنبأ بأن سيأتي أناس من أمته يمسكون بالكتاب و بسنته حين يتؤكها الناس و يطلقون عليهم الناس حينئذ بالغرباء... فوالله لم يعد أحب مشهد.
إلى إلا أن أرى أحداً يستعجب من مشهدي أو من مشهد أحد الأخوة أو لثيابه و قصرها أو استنفار بعض المتبرجات من المنتقبات في التعامل و لكن لم نصبح منعزلين عن الناس فهم يهيمون في واد و نحن في واد آخر نهيم و لكن من استهزأ بثيابنا علمناه كيفيتها و فضلها و من سخر بلحيتنا دعوناه لها و من عاب على التزامنا المساجد نشده في طريقنا إلى الصلوات فلا نترك أحداً إلا نعرفه تلك السفينة و نركبه إياها فإذا ركبها و اطمأن قلبه عليها و استوى على تيك الفلك و جرت بنا في خضم الحياة و الفتن لا يعزموا أبداً على تركها إلا من غوته نفسه أو اتبعه شيطانه فنعود و ندعوه و لا نمله فتلك سفينة النجاة و هي التي لا يتخلف عنها إلا هالك و هي \" السنة النبوية المطهرة \".
فأدعو إخواني و أخواتي من موضعي هذا في تلك اللحظة فلربما لا أتواجد فيه ثانية و لا في أي موضع آخر سوى في أطباق تلك البسيطة... فالله الله بالدعوة إلى سبيل الله، لا تتركوها فهي درب الأنبياء و الصديقين، و سبيل الشهداء و العابدين.. لا تتركوها لا تتركوها فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: لأن يهدى الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم.
هذا ما أقول و استغفر الله العظيم لي و لكم و ما كان من توفيق فمن الله و ما كان من خطأ فمنا و من الشيطان...و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد