توبة مدرسة على يد إحدى طالباتها


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إن الاهتـمام بالحجاب والمحـافظة عليه هو الخطوة الأولى في طريق الالتزام \" والاستقامة بالنسبة للمرأة، ولست أعني بالحجاب حجاب العادة والتقليد الذي تلبسه المرأة فتزداد به فتنة في أعين ذئاب البشر، وإنما أعني الحجاب الشرعي الكامل الذي يكسب المرأه احتراما وتقديرا كما قال - تعالى - (ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين)،. فإذا رأى الناس المرأة المتحجبة الحجاب الشرعي الكامل،! عرفوا أنها من النساء العفيفات، فلم يجرؤوا على إيذائها والتعرض لها.

وبلادنا - ولله الحمد - قد تميزت نساؤها بارتداء الحجاب الكامل الذي يشمل الوجه بالدرجة الأولى، وإن كانت هناك محاولات مستمرة من قبل بعض الأدعياء لإقناع المرأة بنزع غطاء الوجه كخطوة أولى في طريق طويل لنزع الحجاب بأكمله ليصل الأمر في نهاية الطريق إلى العري الكامل والاختلاط في الأماكن العامة وعلى شواطيء البحار وغيرها كما هو الحال في كثير من البلاد التي نجح فيها أولئك المفسدون في الوصول إلى ماربهم، ولكن هذه البلاد تختلف عن غيرها، ونساؤها - ولله الحمد- على وعي تام بما يدبره الأعداء، وإن لبسوا لباس الدين، وظهروا بمظهر الناصحين والمشفقين.

والقصة التي سأرويها لكم هي مثال رائع لفتيات هذا البلد المسلم. تقول صاحبة القصة: \"تعودت - في بلادي - أن أخرج بلا حجاب.. أرتدي الأزياء المتعارف عليها.. وأحرص على أخر خطوط الموضة. شاء الله - عز وجل - أن أحضر إلى المملكة بعقد عمل مع إحدى الجهات، وفي بداية عملي كان لابد من الالتزام بعادات البلد وتقاليدها، فلبست العباءة الغطاء، وظللت على هذه الحال حتى جاء موعد سفري لبلدي. وفي المطار خلعت العباءة والحجاب، وفوجئت بإحدى طالباتي مسافرة معي لبلدي لقضاء العطلة. سعدت جدا برؤية طالبتي، وما إن سلمت علي حتى فاجأتني بقولها: \"لم أتوقع - يا معلمتي - أنك لا ترتدين الحجاب، عكس ما كنت أراك فيه أثناء ا لدراسة.. \". سألتها لماذا تقولين هذا.. إنني حريصة على أداء واجباتي الدينية كالصلاة والصيام وعدم فعل أي منكر.

الحجاب ليس من العادات والتقاليد كما يعتقد البعض، وإنما هو أمر فرضه الله على نساء المؤمنين، قال - تعالى -: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن). فأجابت: إن ما أنت عليه الآن هو عين المنكر،، شعرت في تلك اللحظة بالحرج من طالبتي التي لم تتجاوز السادسة عشرة من عمرها، وهي التي تنصحني وتوجهني إلى طريق الصواب. حقيقة شعرت بضألة وضعي، وتمنيت أن الأرض ابتلعتني من شدة خجلي من الله - سبحانه وتعالى -. ومن ذلك اليوم قررت ارتداء الحجاب طاعة لله - سبحانه - وامتثالا لأمره، وحفظا لكرامتي ونفسي من عيون الأجانب \". فلله در هذه الطالبة النجيبة - بنت الستة عشر ربيعا - ما أروع ما صنعت، وإن المسلم ليفتخر بوجود أمثال هذه الفتاة المؤمنة في مجتمعه، ويضرع إلى المولى القدير - عز وجل - أن يحفظ نساء المسلمين وبناتهم من كل مفسد عميل وكل فكر دخيل، إنه ولي ذلك والقادر عليه...

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply