توبة فتاة مصرية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تقول هذه الفتاة:

تجولت مع أسرتي في أكثر من دولة عربية كانت بلاد الحرمين هي آخرها، أثناء سفراتي المتعددة لاحظت أن بعض نساء الريف يلبسن ملابس طويلة ساترة ولا يظهرن أمام الرجال الأجانب (غير المحارم)، فاعتقدت أن هذا تبعاً للتقاليد ولم أعرف أنها إسلامية ولم أعرف في حياتي شيئاً اسمه الحجاب رغم أن والدتي متحجبة..

ولما استقرينا في مصر لأول مرة وانتقلت إلى المرحلة الثانوية، جلست بجواري فتاة محجبة سألتني من أول يوم: لماذا أنت لست محجبة؟ ولكني لم أرد عليها وتركتها وانصرفت، وأخذت بيدي طوال العام وتعلمني تعاليم الدين وتنصحني ومما ساعدني على تقبل نصائحها أنني كنت أحبها لأدبها وحيائها واجتهادها في الدراسة..

وانتهى العام الدراسي، وأحسست بالوحشة لابتعادي عنها، وابتعدت رويداً رويداً عن الاهتمام بالحجاب، وكنت أتمنى أن أكون مثل الفتيات المحجبات، وأنظر إلى الفتيات السافرات وأتمنى أن أكون مثلهن في اهتمامهن بمظهرهن وأصبحت في دوامة إلى أن سافرنا إلى السعودية..

 وعند التحاقي بإحدى المدارس الثانوية للبنات ورأيت الفتيات وجمالهن والحرية التي يتمتعن بها في المدرسة دون أن ينظر إليهن رجل ثم يخرجن مرتديات الحجاب وهن يغطين وجههن فقد كان منظر رائع وبعدها قررت لبس العباءة لأكون مسلمة حقاً أتبع ما يريده الله - عز وجل -..

وذات يوم انتابني صراع داخلي بين لبس العباءة وتغطية الوجه وبين أمنية حياتي لأن أكون مضيفة طيارة؟ فقلت لنفسي: من يضمن لي ألا أحترق في الطائرة فأكون قد خسرت الدنيا والآخرة.. تساؤلات كثيرة ومثيرة كادت تحطم رأسي فأحس به يكاد ينفجر.. ثم أقول كفى لن أتخلى عن الفن مهما كانت العواقب، المجد، الشهرة، الغنى، السعادة!..

وأخيراً.. توصلت إلى قرار يريحني ويرضاه ربي أولاً وأخيراً، فرفضت أن أكون فنانة ماجنة أو دمية متحركة باسم الفن، أو خادمة باسم مضيفة، واستسلمت لله وقلت: ما أحلى الحياة مع الله والعيش في كنفه وسحقاً لهذه الدنيا الزائلة..

((مَن عَمِلَ صَالِحاً مِن ذَكَرٍ, أَو أُنثَى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُجزيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجزِيَنَّهُم أَجرَهُم بِأَحسَنِ مَا كَانُوا يَعمَلُونَ)) (النحل: 97)

وبعدها أصبحت أكثر اطمئناناً لا أرهب الموت، ولا أقيم للدنيا الزائلة وزناً.. أنظر إليها وكأن أجلي سيكون غداً أو في أقرب لحظة، وكلما رأيت جميلاً تذكرت نعيم الجنة المقيم وكلما هممت بسوء تذكرت غضب الله والحمد لله قد تخلصت عن كل ما يغضب الله من مجلات ساقطة وروايات ماجنة، أما أشرطة الغناء فقد سجلت عليها ما يرضي الله - عز وجل - من قرآن وحديث..

 

نصيحة غالية إلى فتاة الجزيرة:

تمسكي بحجابك المميز فهو رمز عفتك وشرفك، وجمالك الحقيقي وإياك أن تتخلي عنه مهما كانت الضغوط.. أنت أكثر الفتيات حظاً في الدنيا وفي الآخرة إن شاء الله، فأنت من تنعمين بالحرية الحقة، واحذري أن تغرك المظاهر وأن تقولين أن الاختلاط والتبرج والسفور هو الحرية لا وألف لا إنها العبودية للنفس والهوى والشيطان، بل الحجاب هو الحرية والاحترام فافتخري بحجابك.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply