قصة شاب مؤلمة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

في ذات يوم أسود في أحد الأسواق التجارية وفي مدينة الخبر شرقي السعودية كنت جالساً في أحد المقاهي (coffee shop) أشرب القهوة، وأقرأ جريدتي المفضلةº فإذا بفتاة جميلة العينين، جذابة في جسمها، تتغنج في مشيتها، تمر من أمامي وهي تناظرني نظرة الولهانة المتعطشة لجمالي ووسامتي وأناقتي، فإذا بي أقوم واقفاً وأطردها من غير شعور، فإذا بها تدخل أحد المحلات فلم أستطيع أن أدخل خلفها وذلك خوفاً من رجال الهيئة وليس خوفاً من الله ( والعياذ بالله ) فأدارت وجهها إليّ وأشرت بيدها البيضاء الجميلة الناعمة المذهبة بالخواتم والألماس ومن غير شعور دخلت المحل وقالت لي بكل أدب: لو سمحت ممكن الرقم، فأمليته عليها شفهياً وهي تسجله في الجوال الذي ظهر لنا في هذا العصر، وجلب لنا المصائب والمشاكل.

 وبعدها بساعات آخر الليل هاتفتني، وبدأنا بالكلام الحلو، والإعجاب من كل الطرفين، وقالت لي: أنها مطلقة وسيدة أعمال وتملك أموالاً وتبلغ من العمر (31 ) عاماًº وإذا رأيتها كأنها فتاة بعمر الـ ( 18 ) ربيعاً.

 

وبعد كل هذا الكلام بدأنا بتحديد المقابلات وتقابلنا كبداية في المطاعم ثم المقاهي، كنت في كل مقابلة لم أستطيع أن أقبلها أو حتى أقبل يديها، فزاد تمسكي بها أكثر، لأنني قلت في نفسي: أنها شريفة، ولم تتعرف على أحد غيري من قبل، ولا تريد أن تتعرف على أحد غيري، لأنني في نظرها الشاب الوسيم، وهذا صحيح فأنا على قدر كبير من الجمال.

 

وفي ذات يوم هاتفتني وقالت لي: أريدك في أمر مهم، فقلت لها: أنا تحت أمرك يا حياتي، فقالت لي: أريد أن أقابلك في المطعم الفلاني بعد ساعة، فقلت: أنا قادم على نار ( بل على جحيم )... فقابلتها في المطعم، ودار الحديث بيننا فقلت لها:

ماذا تريدين مني يا حياتي أن أفعله؟؟

فإذا بها تخرج من حقيبتها تذكرة سفر إلى القاهرة بالدرجة الأولى بإسمي وكذلك إقامة لمدة ثلاثة أيام في فندق سميراميس ( خمس نجوم ).. وكذلك شيك مصدق بإسمي بمبلغ وقدره عشرة الآف ريال سعودي (10000)، فقالت لي: أريدك أن تذهب إلى القاهرة بعد غد كما هو محجوز في التذكرة إلى ذلك الفندق ( الجحيم ) إلى شخص يدعى ( فلآن ) وهذا رقم هاتفه (؟!؟!؟!) حتى يذهب بك إلى الشركة الفلانية، وتوقع نيابة عني معه على كمية من الملابس والأزياء العالمية القادمة من باريس، وهذه ورقة توكيل مني بذلك، فأرجو منك الذهاب.

 فقلت: لها من عيني يا حياتي.

فأخذت إجازة من العمل بعد الشجار مع رئيسي فسافرت في نفس الموعد ( ويا ليتني لم أسافر تلك السفرة )، وبعد أن وصلت هناك في الساعة الرابعة عصراًº أخذت قسطاً من الراحة، وفي تمام الساعة السادسة مساءاً أخذت هاتفي الجوال، وطلبت ذلك الرقم ( ويا ليتني لم أطلبه )... توقعوا من كان على هذا الرقم ؟؟؟ إنها صاحبتي !!.

فقلت لها: فلانة؟؟ فقالت: نعم بشحمها ولحمها، هل تفاجأت يا حبيبي؟

فقلت: نعم.

فقالت لي: أنا أتيت لأشرح لك الأمر أكثر ثم قالت لي: تعال يا حبيبي إلى الجناح رقم ( ؟!؟!؟! ) فذهبت فوراً وأنا مبسوط فدخلت عليها بالجناح في نفس الفندق، وهي لآبسة الملابس الشفافة الخليعة الفاتنة التي من رآها وهي بتلك الزي لا يستطيع أن يملك نفسه!!!! فعانقتني وبدأت تقبلني وتداعبني فنسيت نفسي وجامعتها لا لا لا. بل زنيت بها ( والعياذ بالله ).

وهكذا أحلوت الجلسة فمدّدت إجازتي إلى عشرة أيام ( 10 ) ومكثت هناك كل المدة معها، وبعد أن عدنا إلى السعودية على طائرة واحدة، وفي الدرجة الأولى المقعد بجانب المقعد، ونحن في الجو ـ والله يرانا من فوق وكأننا لم نحس بوجوده والعياذ بالله ـ !!!! وأستمريت معها على هذا الحال لمدة سنةّّّ!!! أذهب لها للجماع في فلتها وهي كذلك تأتي في شقتي المتواضعة، وليس لشقتي التي لا تليق بمقامها، ولكن كانت تأتي لجمالي ووسامتي وإشباع رغبتها الجنسية ليس إلا..!!

وفي ذات يوم كنت أنا وأخي في مدينة الرياض العاصمة الحبيبة.. قدّر الله وحصل لنا حادث مروري فأصيب أخي بنزيف حاد وأنا لم أصب بأي أذى ـ والحمد لله ـ،وإنما كدمات خفيفة غير مؤلمة، فتجمهرت الناس علينا وأتى الهلال الأحمر، وأسعفنا إلى احد المستشفيات القريبة من الحادث، فأدخل أخي غرفة العمليات فوراً، وطلب مني الطبيب أن أتبرع لأخي من دمي لأن فصيلتي تطابق فصيلته.. فقلت أنا جاهز.. فأخذني إلى غرفة التبرع بالدم وبعد أن أخذوا مني عينة بسيطة، وفحصها من الأمراض المعدية.

كنت واثقاً من نفسي، ولم يطرأ على بالي لحظتها صديقتي التي جامعتها، وبعد نتيجة الفحص أتى الطبيب ووجهه حزين فقلت له: ماذا أصاب أخي يا طبيب؟ قل لي أرجوك؟

فقال :- يا ابني أريدك أن تكون إنساناً مؤمناً بقضاء الله وقدره، فنزلت من السرير واقفاً وصرخت قائلاً هل مات أخي؟ هل مات أخي؟ فقال: لا.

فقلت: ماذا إذاً؟ فقال لي الطبيب:- أن دمك ملوث بمرض الإيدز الخبيث ( فنزل كلامه عليّ كالصاعقة.. ليت الأرض انشقت وابتلعتني ).. ولم يقل لي إلا هذا الكلام، فإذا بي أسقط من طولي على الأرض مغشياً عليّ، وبعد أن صحوت من هول الصدمة وجسمي يرتعش، هل حقاً أنا مصاب بهذا الداء القاتل؟ يا الله يا الله ومنذ متى؟ وأنا بهذه الحالة؟

وقال لي الطبيب:- أنت غير مصاب، ولكنك حامل للمرض فقط وسوف يستمر معك إلى مدى الحياة والله المستعان.

وبعد يومين من الحادث توفي أخي - رحمة الله عليه - فحزنت عليه حزناً شديداً، لأنه ليس مجرد أخ فقط، ولكن كان دائماً ينصحني بالابتعاد عن تلك الفتاة ( صاحبتي )، لأنني قد صارحته بقصتي معها من قبل.. وبعد موت أخي بعشرة أيام إذ بصاحبتي تهاتفني تقول لي: أين أنت يا حبيبي؟ طالت المدة.

فقلت بغضب شديد:- ماذا تريدين؟

 فقالت: ماذا بك؟

فقلت: مات أخي بحادث وأنا حزين عليه، فقالت: الحي أبقى من الميت ولم تقل - رحمة الله عليه -.. لقسوة قلبها.

فقالت: عموماً متى أراك ( ولم تقّدر شعوري بعد ).

فقلت: لن أراك بعد اليوم.

فقالت: لماذا؟

فقلت لها: بصراحة أنا أحبك ولا أريد أن أضرك بشيء فقالت: ما بك؟

 فقلت: أنا حامل مرض الإيدز.

فقالت: كيف عرفت ذلك؟

 فقلت: عندما أصبنا بالحادث أنا وأخي - رحمة الله عليه - ( فقلت لها القصة كاملة ).

فقالت لي: هل أتيت فتاة غيري؟ قلت لها: لا.. وأنا صادق.

ثم قالت: هل نقل إليك دم في حياتك؟ فقلت لها: أيضاً لا.. قالت: إذاً قد تحقق مناي.

قلت لها غاضباً: ما قصدك يا فلانة؟ فقالت: أريد أن أنتقم من جميع الشباب الذين هم من كانوا السبب في نقل المرض لي، وسيرون ذلك وأنت أولهم، والبقية من أمثالك في الطريق!! وبعدها بصقت في وجهي وأغلقت السماعة.

 

فقلت حسبنا الله ونعم الوكيل عليك يا فتاة الإيدز، وكلمات أخرى لا أريد أن أذكرها حتى لا أجرح مشاعركم فانا اليوم أبلغ من العمر (32 ) عاماً ولم أتزوج بعد وأصبت بهذا المرض وأنا في الـ (29 ) من عمري، وكنت لحظتها مقدم على الزواج ( الخطوبة ) وإلى هذا اليوم ووالدتي وإخوتي يطالبونني بالزواج، ولكنني أرفض ذلك لأنني حامل للمرض الخبيث، وهم لا يدرون ولا أريد أن أنقله إلى شريكة حياتي وأطفالي، علماً بأنني أكبر إخوتي ووالدي - رحمة الله عليه - كان يريد أن يفرح بي، ولكنه توفي وأنا في الـ ( 29 ) من عمري ولم أحقق حلم والدي.. حتى زملائي في العمل يكررون علّي دائماً بأن أتزوج، فأنا اليوم متعب نفسياً، ونزل وزني إلى ( 55 ) كيلو بعد أن كان قبل المرض ( 68 ) كيلو .. كل ذلك من التعب النفسي والكوابيس المزعجة من هذا المرض الخبيث الذي لا أدري أين ومتى سيقضي على حياتي، فقد تبت إلى الله توبةً نصوحاً، وحافظت على الصلوات وبدأت أدرس وأحفظ القرآن الكريم ولو أنه جاء متأخراً بعد فوات الأوان.. وأنا أوجه رسالتي هذه إلى جميع إخواني وأخواتي المسلمين بالابتعاد عن كل شيء يغضب الله كالجماع الغير شرعي ( الزنا ) وغير ذلك من الأمور المحرمة.

 وهذه نصيحتي أوجهها عبر صفحات الإنترنت وعبر النشرات أقول فيها:- أن الحياة جميلة وطعمها لذيذ، وبالصحة والعافية وطاعة الله ألذ....

 

وليس في لذة دقائق جماع غير شرعي تضيع حياتك وتؤدي بك إلى الجحيم والكوابيس المزعجة وغير ذلك التي أعيش بها اليوم وكل يوم والله المستعان..

 

وهذا القصة كتبتها لكم لحبي وخوفي الشديد عليكم من الأمراض الخبيثة...

فأرجو منكم التقرب إلى الله أكثر، وتقوية إيمانكم به حتى لا يغويكم الشيطان إلى المحرمات، والعياذ بالله.

 

أرجو منكم الدعاء لي بالشفاء، وجزى الله خيراً من أعان على نشر هذه القصة للعبرة والعظة..

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply