بسم الله الرحمن الرحيم
أنا أخوكم في الله (خالد) كان اسمي قبل الإسلام (ادوارد) فلبيني الجنسية سوف استعرض معكم في هذه الصفحة قصتي لاعتناق الإسلام، نشأت وترعرعت في بيئة تعتنق الديانة النصرانية وتؤمن بها، فما كان مني سوى الإتباع والانقياد بدون حكمة أو معرفة حقيقية لهذه الديانة، وأردت أن أكون على نفس الديانة والقوانين التي يعتنقها جماعتي ومجتمعي، وقبلتها رغم ما فيها من عيوب وأخطاءº لأني اعتقدت اعتقاداً جازماً بأن هذا هو الدين الصحيح على هذه الأرض، وليس هناك دين غيره.
كانت حياتي غاية في اللهو والعبث أقضيها في مطاردة النساء في أماكن الدعارة، واللهو معهن بما حرم الله من منكر وفحش، وشرب الخمر حتى الثمل، وفعل كل أمر محرم يخطر على بال بشر، والعمر يمضي، والأيام تتوالي وأنا على هذه الحال البئيسة دون التفكير ولو لحظة واحدة في الآخرة وما ينتظرني من ثواب أو عقابº لأني لا أمتلك البصيرة النافذة أو النفس اللائمة لما أفعل من أخطاء في حقها من اتباع للشهوات والمنكرات، وكنت لا أجد الشخص الناصح لي ممن هم حولي لوقوعهم في نفس التخبط الذي أنا فيه، وقد كان ذلك سبباً لدفعي لتغيير عقيدتي عن النصرانية بعد فترة من الزمن، حيث اعتنقت الوثنية ولكني لم أجد فيها الراحة التي كنت أنشدها وأبحث عنها، ومن ثم انتقلت للديانة اليهودية ولم أجد في ذلك أيضاً الدواء الشافي، وبعد ذلك تحولت إلى عبادة الأشجار، وكانت كسابقتها من الديانات بعدم الاقتناع وحصول السعادة.
في أحد الأيام بدأ بصيص الأمل والنور يظهر في حياتي بواسطة إنذارٍ, جاءني من رب الكون ومالكه - سبحانه وتعالى - وكان لهذا الإنذار الأثر الكبير في نفسي، والتغيير في حياتيº حيث كان يختص بدين الإسلام وشرح محاسنه، وهو الذي من بعده عرفت بأني على ضلالة وضياع لاعتناقي الدين النصراني خلال السنين الماضية من عمري ثم تخبطي بعد ذلك في أديان شتى لم ترو ظمأي.
وإن دين الإسلام هو دين الحق بلا منازع لأنه جاء من عند الله - سبحانه وتعالى - وفيه من السماحة والهدى وحسن التعامل ما يجذب الناس إليه وفيه في الآخرة من الثواب العظيم، وحسن المآب في جنةٍ, عرضها السموات والأرض ما يدعو إليه، وهذا بالطبع لم أكن أعلمه سابقاً عن دين الإسلام حيث كانت الصورة لدي بأنه دين قتل وإرهاب وتسلط وجبروتº لما كنت أسمعه من وسائل الإعلام الصوتية أو المرئية، وما تحمله من صورة مشوهة وغير صحيحة عن الإسلام وأهله.
لقد كانت بداية الهداية لي عن طريق تلك الرؤيا التي رأيتها في منامي، كانت هي المفتاح لنجاتي مما أنا فيه من ضلال وتخبط، وسوف أقصها لكمº لأنها حملت في طياتها الخير الكثير لي، وتعتبر السبب الحقيقي بعد الله - سبحانه وتعالى - في إنارة طريق الحق لي، وابتعادي عن طريق التهلكة والظلمات، وهي أنه أثناء نومي في إحدى الليالي رأيت أني أجلس في وسط جزيرةٍ, تحيط بها المياه من كل جانب، وأمامي جزيرة أخرى يفصل بيني وبينها البحر، وكان هناك نور ينبعث من وسط هذه الجزيرة بخطٍ, مستقيم يصل إلى أعلى السماء فقررت الذهاب إلى تلك الجزيرة، وعندما هممت بالسير باتجاه ذلك الضوء بدأت الأرض تهتز من تحت قدميّ، ويظهر التصدع فيها، ومن ثم سقطت على الأرض، وظهر ثعبان ضخم من باطن الأرض، وأقبل نحوي والتف حول جسدي، وأنا بلا حول ولا قوة، ولا أستطيع الحراك، ومن ثم أخذ يضغط على جسمي حتى شعرت بأن عظامي تكاد أن تتكسر، حاولت الإفلات من هذا الثعبان الضخم بضربه على رأسه بحجر وجدته بالقرب مني، وبعد فترةٍ, من الزمن وأنا أعاركه وأدافعه تمكنت من التخلص، وهربت، ومازال الثعبان من خلفي يحاول اللحاق بي.
في أثناء هروبي من الثعبان ظهر لي مجموعة من النساء كن يشرن إلي بأن أتوجه إليهن فتوجهت إليهن، وعندما بدأت بالاقتراب منهن أخذت أشكالهن في التغير، وأصبح مكان تواجدهن حفرةً عميقة من ألسنة اللهب المتطاير، مما جعلني أشعر بحرارةٍ, حارقة من شدة اللهب المنبعث منها، ولم أجد لي خلاصاً من ذلك سوى التوجه إلى البحر، ومحاولة الوصول إلى الجزيرة الأخرى، لعلي أنجو من ذلك الثعبان الذي يطاردني، وتلك النار التي يكاد لهبها يحرقني.
توجهت إلى البحر وعندما وصلت إليه وجدت قطعة من جذع شجرة تسبح في وسط الماء، فسبحت حتى وصلت إليها، ومن ثم تعلقت بها، وأخذت أصارع أمواج البحر العاتية والمرتفعة وأنا في غاية التعب والإجهاد من هول ما جرى لي من أحداث فقد رأيت الموت بأم عيني أكثر من مرة، وبعد النصب تمكنت من الوصول إلى شاطئ الجزيرة الأخرى، وشعرت براحةٍ, كبيرة في ذلكº لأني ابتعدت عن الخطر الذي كان محدقاً بي، وتابعت سيري حتى وصلت إلى النور الذي كنت أراه سابقاً، ورفعت رأسي إلى السماء، ونطقت بتلك الكلمات، ولم أزد عليها حرفاً واحداً قلت: اللهم يا رب إني ألجاء إليك فساعدني.
استيقظت من نومي فزعاً وخائفاً ومشوش الفكر بما تحمله تلك الرؤيا من أحداث ومجريات، وأخذت أفكر في فحوى هذه الرؤيا وما قد تكون تحمله لي من رسائل، ولكني لم أصل لإجابة محددة، وبقيت على ذلك الحال مدة ثلاثة أشهر، وبعدها رُزقت بعقدِ عملٍ, في المملكة العربية السعودية في إحدى الشركات عن طريق أحد الأصدقاء وعندما حضرت إلى المملكة اختلفت نظرتي عن الإسلام وأهله، فقد تبدل الخوف منهم أمناً إليهم وكراهيتهم حباً، والبعد عنهم قرباً، وأصبحت أشعر بالطمأنينة معهم، وفي يومٍ, من الأيام ذهبت إلى بعض المكتبات العامة، واشتريت مجموعة من الكتب الإسلامية، وعندما قرأت فيها وجدت الحديث عن عذاب القبر، وعقوبة تارك الصلاة، وعن النار وسعيرها فشعرت بأن ذلك هو ما جاءني في الحلم، وقد كان رسالة تحذيرية من رب العباد، كما أني وجدت الدين الكامل النقي من الخلل والزلل بعكس الأديان السابقة التي جربتها، فقررت عقب قراءتي لهذه الكتب الدخول في الإسلام.
عندما دخلت في الإسلام ولله الحمد والمنة أحسست بالراحة، ولكني واجهت بعض المضايقات ممن أعمل معهمº حتى إني تعرضت للضرب من أقرب الأصدقاء لي في محاولة منه لصدي عن ديني الجديد، حيث اعتقدوا أني قد ضللت عن طريق الحق والصواب، ولكن هذا لم يزدني سوى قوة وصلابة في الحق ويقيناً بأني على الطريق الصحيح الذي سأنجو إذا ما تمسكت به إلى مماتي لأني أشعر بأن الله معي في كل زمان ومكان، وهو المعين الذي استمد القوة منه، وهو القادر على كل شيء عز وجل وليس كالضالين الذين يستمدون قوتهم من الوعود الواهية والكاذبة من بشرٍ,، لا يملكون نفعاً ولا ضراً، كما شعرت بارتياحٍ, بسبب إيماني الكبير الذي لم أكن أشعر به من قبل، وأسال الله لي الثبات على طريق الحق.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد