رأيت الدوائر في المنام فكانت الطريق إلى الإسلام


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله الذي هدانا لنعمة الإسلام، وجعله خير دين لكل الأنام، وجعل صاحبه بعيداًً عن الخطايا والآثام، أنا أخوكم في الله (نور) واسمي قبل اعتناق الإسلام (الفونسو) وأنا من الجنسية الفلبينية وقد كانت عائلتي تدين مجموعة من الديانات المختلفة فقد كان والدي على الديانة البوذية، وكانت أمي على الديانة النصرانية، وبذلك كان لكل منا حرية اختيار الدين المناسب له بدون وجود وجه اعتراض من الطرف الآخر، وأما بالنسبة لي فقد اعتنقت الديانة النصرانية بعدما دخلت في نقاش مع والدتي، واستطاعت إقناعي باعتناقها.

 

بعد فترة من الزمن حدث بعض التغيير في الديانات المتبعة في منزلنا، فقد فتح الله على قلب والدي، وأراد له الخير في الدنيا والآخرة فتحول من الديانة البوذية إلى الإسلام، وعندما سألته عن السبب في هذا التحول في الديانة أخبرني بأنه قد اقتنع بما جاء في الإسلام من أحكام وتشريعات، ووجد فيها جميع الإجابات والنقاط الضائعة التي كانت تدور في ذهنه، وكان يبحث عنها في الديانات الأخرى، كما وجد الإسلام شاملاً وعاماً وصالحاً لكل زمان ومكان، وأخذ يحدثني عن الإسلام بكل إعجاب، فقاطعته لأنني استغربت هذا الإعجاب والاندفاع الشديدين إلى الإسلام، وسألته مستفسراً وأنا على نحو كبير من الغضب: كيف تقوم باعتناق دين عنف وإرهاب؟! يُعلم الأشخاص كيف يقومون بقتل الأبرياء كما نشاهد في مجتمعنا الفلبينيº حيث تكثر حوادث القتل بين المسلمين والمسيحيين، وهذا خير دليل على أن هذا الدين يدعو إلى إزهاق الأرواح بغير وجه حق، فقطع علي والدي الاسترسال في الحديث، ومهاجمة الدين الإسلامي، وأخبرني أن الأمر قد حُسم ولا رجعة فيه، وأنه يشعر بطمأنينة بعد دخوله في هذا الدين لم يكن يشعر بها من قبل عندما كان على الديانة البوذية، وأنه يتمني أن أقوم بتغيير النظرة التي أحملها عن الدين الإسلامي وأهله وعندما لمست منه الاقتناع بدينه الجديد لم أحاول النقاش معه أكثر من ذلك أو صده عن دينه، لأنني رأيته مقتنعاً بهذا الدين، وبعد فترة وجيزة جاءني خبر كان بمثابة الصاعقة على نفسي، وهو دخول أحد إخوتي في الدين الإسلامي، وبذلك أصبح الانقسام في منزلنا إلى فريقين: أحدهما مسلم، والآخر نصراني.

 

سوف أتحدث عزيزي القارئ عن الأحداث التي مررت بها، وكانت السبب بعد مشيئة الله - سبحانه وتعالى- في اعتناقي الإسلام، والبعد عن الضلال والآثام، فقد حدث في أحد الأيام عندما عدت من إحدى سهراتي الماجنة كالعادة، وخلدت إلى النوم رأيت رؤيا غريبة في منامي جعلتني أستيقظ وأنا في غاية الخوف والفزعº حيث رأيت نفسي أقف في غرفة كبيرة وقد غطيت أرضيتها ببعض السجاد، ورأيت الكثير من الناس قد اجتمعوا على شكل مجموعات دائرية منظمة متوسطة الحجم، وكان الجميع يلبسون ثياباً بيضاء، ويضعون على رؤوسهم غتراً بيضاء، وتتزين وجوههم ببعض الشعر الأسود الكثيف، ويظهر من خلال مظهرهم الطمأنينة؟! وكان كل واحد منهم يحمل في يده كتاباً مفتوحاً لا أعرف ما هو؟! وكانوا يقومون بالقراءة منه، وأسمع صوت قراءتهم بوضوح، ومع هذا لم أستطع فهم حرفٍ, واحدٍ, مما يقولون!! ظللت لبرهة من الوقت واقفاً، ومن ثم قمت بالسير والاقتراب منهم، والمشي بين هذه الحلقات الدائريةº لعلي أستطيع معرفة ما يقولون من عبارات، فحدث شيء آخر صرفني عن الاهتمام بموضوعي الأول، ولفت انتباهي صوتاً ناعماًº إذ سمعته يشدو ببعض الكلمات في غاية الحسن والروعة، وشعرت بأني أستمتع برقة وعذوبة هذه الكلمات، وبأنها ليست غريبة على مسامعي، مع العلم بأني أستمع إليها لأول مرة في حياتي!! كما شعرت بأن هذه الكلمات قد نقشت في ذاكرتي وفي قلبي بأسرع ما يمكن!! وعندما انتهى ذلك الصوت استيقظت من نومي فزعاً، فجلست حائراً في تفسير تلك الرؤيا وما المقصود منها؟! ما هذه الكلمات التي سمعتها فأعجبتني ودخلت إلى نفسي بكل ارتياح؟! لماذا رسخت هذه الكلمات في ذهني وأنا أسمعها لأول مرة؟! العديد من الأسئلة دارت في رأسي، وفي نهاية الأمر قررت عرض الأمر على والدي في الصباح، لعلي أجد عنده حلاً، أو تفسيراً لهذه الرؤيا.

 

استيقظت في الصباح، وذهبت إلى والدي وعرضت عليه أحداث الرؤيا بكامل تفاصيلها، فرأيت على وجهه علامات السرور، وأخبرني بأن ما رأيته يختص بالمسلمين!! فتعجبت من ذلك وسألته عن كيفية ذلك؟! فأخبرني بأن الكلمات التي سمعتها هي خاصة بالأذان الخاص بدعوة المسلمين لأداء الصلاة، وهي تعتبر ركناً مهماً من أركان الإسلام، وهي كذلك تحتوي على الشهادتين التي لا بد أن ينطق بهما الشخص عندما يريد اعتناق الإسلام، وأما بالنسبة للمجموعات الدائرية التي شاهدتها فهي مجاميع تقام قبل الصلاة أو بعدها لتحفيظ القرآن الكريم، وأما الكتاب الذي بين أيديهم فهو القرآن الكريم، وهو الكتاب المُنزل على النبي الخاتم محمد بن عبدالله - صلى الله عليه وسلم -، وأن جميع هذه الأمور التي رأيتها في الرؤيا تتحدث في صلب العقيدة الإسلامية وتشريعاتها، ومن ثم قال لي: لعل هذه رسالة لك يا ولدي من الله -سبحانه وتعالى- يدعوك للدخول في الإسلام، وتغيير الحياة التي تعيشهاº لأنه اتضح لي من خلال هذه الرؤيا صدق الدعوة الموجهة إليك إلى طريق الخير والنجاة فيما بقي من عمرك، فأخبرته بأني سعيد في حياتي هذه ولا أريد الإسلام وخرجت من عنده، وكان ذلك عكس الحقيقة فقد كنت أعيش في حالة من التخبط والضلال والحيرة وعدم الراحة النفسية، وفي كل يوم يمضي أشعر بضيق شديد، حيث كنت لمدة ثلاثة أيام متتالية أقوم مفزوعاً من نومي بسبب رؤية ذلك الحلم بنفس تفاصيله، مما جعلني أفكر بتعمقٍ, فيما قاله لي أبي عن الدعوة الموجهة لي من الله للدخول في الإسلام، وأن الإسلام دين يدعو إلى الخير، وهو الدين المقبول عند اللهº لأنه آخر الأديان المنزلة، وبالفعل بعد تفكير صادق مع نفسي، وتأثر بما قاله والدي انشرح صدري وقررت اعتناق الدين الإسلامي.

 

اعتنقت الدين الإسلامي ولله الحمد وكان والدي في شدة الفرح لذلك وأصبحت أسهم الإسلام في ازدياد بين أفراد العائلة حيث لم يتبق سوى والدتي على النصرانية، وأتمنى من المولي - عز وجل - أن يهديها إلى الصراط المستقيم، ويشرح صدرها للإسلام مثلما حدث معي، ومنذ ذلك الوقت الذي اعتنقت فيه الإسلام وأنا أشعر بأني شخص آخر يختلف عن الذي كان في السابق، حيث أشعر بأني قد ولدت من جديد في هذه الحياة، وأشعر بأني خالٍ, من الذنوب والآثام، كما أصبحت أحرص على قضاء الوقت فيما هو نافع ومباح، مثل: أداء الصلاة وقراءة القرآن، والدعاء في الخفاء، وليس كما في السابق أقضي الليل في شرب الخمر واللهو ومضاجعة النساء، وأصبحت أتعامل بالقيم والأخلاق الرفيعة بدلاً من الكذب والغش والمخادعة وهضم حقوق الآخرين، نعم، إنها حقيقة الإسلام الذي جاء لتهذيب النفس البشرية في جميع التعاملات، ومن كان هذا دينه فهنئياً له بالسعادة في الدارين الدنيا والآخرة.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply