بسم الله الرحمن الرحيم
كنت مسيحياً متفانياً، ومواطناً من تكساس، كرهنا كل شيء وأي شيء عن المسلمين كما هو المفروض في الغرب، قيل لنا: أنهم لا يؤمنون بالله، يقدسون صندوقاً أسود في الصحراء، ويقبلون الأرض خمس مرات يومياً، المسلمون إرهابيون، خاطفون، خاطفو طائرات، ووثنيون.
يسألني العديد من الناس عن كيفية دخول قسيس أو واعظ مسيحي إلى الإسلام، وخاصة إذا أخذنا في عين الاعتبار جميع الأفكار السلبية التي تقال كل يوم عن الإسلام والمسلمين.
أود شكر الجميع على اهتمامهم بسرد قصتي المتواضعة - بإذن الله -، في الحقيقة قام رجل مسيحي طيب بمراسلتي عن طريق البريد الالكتروني وسألني: لماذا وكيف تركت الديانة المسيحية ودخلت في الإسلام؟
لذا ما سوف أسرده الآن هو تقريباً نسخة عن الرسالة التي بعثتها إليه.
كيف حصل هذا؟
اسمي يوسف استيس، وأنا الرئيس المسلم العام للمسلمين الأمريكيين، برعاية مجموعة من المؤسسات في واشنطن، وعلى هذا فإنني أسافر حول العالم لأتكلم وأذكر رسالة المسيح المذكورة في القرآن والإسلام.
ونحن نقوم بإجراء حوارات وتنظيم مجموعات للنقاش مع جميع المعتقدات، ونستمتع بالفرصة المتاحة لنا للتحاور مع الحاخامات والكهنة والقسيسين والوعاظ في جميع الأماكن، أغلب عملنا هو ضمن المؤسسات والجيش والجامعات والسجون.
هدفنا في المقام الأول هو تعليم وإيصال الرسالة الصحيحة للإسلام، ومن هم المسلمون حقاً، بالرغم من أن عدد المسلمين قد زاد ليتعادل مع المسيحية كأكبر ديانة على وجه الأرض إلا إننا نرى العديد ممن يدّعون الإسلام لا يفهمونه بشكلٍ, صحيح، أو لا يمثلون رسالة السلام والاستسلام وإطاعة الله.
معذرة لقد تكلمت عن نفسي كثيراً، ولكنني أحاول أن أعطي خلفية عن تجربتي الخاصة لكي تكون ذا فائدة للذين يمرون بنفس التجربة التي مررت بها عند حل بعض القضايا في الديانة المسيحية.
ما سأقوله قد يبدو غريباً، ربما لاختلاف وجهة نظرنا ومفاهيمنا عن الإله والمسيح، والنبوة والخطيئة والخلاص، ولكنني في فترة ما كنت على الجانب الآخر كبقية الأشخاص اليوم، دعوني اشرح لكم.
ترعرعت ضمن عائلة مسيحية محافظة في الغرب الأوسط الأمريكي، ولقد شيد أجدادي الكنائس والمدارس في أنحاء هذه البلاد، وكانوا أيضاً من أوائل الذين سكنوا هذه المنطقة، أقمنا في هيوستن وتكساس منذ عام 1949 عندما كنت في المرحلة الابتدائية ( أنا كبير في السن)!
لقد عمدت (1) في سن الثانية عشر في باسادينا في ولاية تكساس، وفي فترة المراهقة أردت أن أزور كنائس أخرى لأطلع على تعاليمهم ومعتقداتهم كالطقوس المعمدانية، وأعضاء الطائفة البروتستانتية ( التي أسسها جون وزلي)، وأعضاء الكنيسة الأسقفية البروتستانتية الناصرية، وكنيسة المسيح، وكنيسة الرب، وكنيسة الرب المسيح، والإنجيل الكامل، وال Agape، والكاثوليكية، وأعضاء المشيخة والكثير غيرهم.
ألممت بالإنجيل، وبحثي في الأديان لم يتوقف عند المسيحية فحسب، بل شملت الهندوسية، واليهودية، والبوذية، والميتافيزيقيا، ومعتقدات سكان أمريكا الأصليين، لكن الديانة الوحيدة التي لم أنظر لها بجدية هي الإسلام - تسألون لماذا؟ سؤال منطقي.
لقد أصبحت مهتماً بأنواع مختلفة من الموسيقى وخاصة الجوسبيل (2) والكلاسيكية أيضاً، ولأن أفراد عائلتي متدينون، ويحبون الموسيقىº كان من الطبيعي أن أبدأ دراساتي في هذين الحقلين، وبفضل هذا تبوأتُ منصب قسيس الموسيقى عند كثير من الكنائس التي التحقت بها عبر سنتين.
بدأت أدرس كيفية استخدام المفاتيح الموسيقية في عام 1960، وبحلول عام 1963 امتلكت استوديوهات قي لوريل وماري لاند سميتها \" استوديوهات استيس الموسيقية\"، عبر الثلاثين سنة الماضية قمنا أنا ووالدي بمشاريع عدة، وكانت لدينا برامج للترفيه كإقامة العروض ومتاجر للبيانو والاورغن بدءً من تكساس وأوكلاهوما إلى فلوريدا، جنيت الملايين من الدولارات في هذه السنوات ولكنني لم أجد السلوى ولا الاطمئنان الذي لا يكون إلا بمعرفة الحقيقية، وإيجاد الطريق الصحيح للخلاص، إنني متأكد من أنك قد سألت نفسك:\" لماذا خلقني الرب؟ وماذا يريدني أن أفعل\"؟
أو\" من هو الرب بالتحديد؟
لماذا نؤمن بالخطيئة الأصلية\"؟
\"لماذا يجبر أبناء آدم على تحمل أخطاءهم؟ وبالتالي يعاقبون للأبد.
ولكن إذا سالت أي شخص هذه الأسئلة فإنه في الغالب سوف يخبرك أنه يتوجب عليك أن تؤمن بهذه الأشياء من دون سؤال، أو أنها لغز غامض لا يُعرف حله، ولنأخذ مصطلح التثليث.
فإذا طلبت من الوعاظ والكهنة أن يعطوك فكرة عن الكيفية التي يصبح \" الواحد\" يساوي \"ثلاثة\"، أو عدم استطاعة الرب الذي بيده كل شيء وقادر على كل شيء أن يغفر خطايا البشر عوضاً عن ذلك يصبح رجلاً، وينزل إلى الأرض ليعيش كالبشر، ثم يتحمل جميع أخطاء الناس دون أن ننسى أنه خالق الكون، ويستطيع أن يفعل ما يشاء.
إلى أن جاء يوم.
كان ذلك في عام 1991 عرفت فيه أن المسلمين يؤمنون بالتوراة والإنجيل، أصابتني الدهشة كيف يعقل هذا! ليس هذا فحسب بل إنهم يؤمنون بالمسيح وأنه:
- رسول حق بعثه الرب.
- نبي.
- ولادته معجزة حيث أنه ولد بدون أب.
- تُنبأ بظهوره في التوراة.
- رفع إلى السماء.
هذا ما لم أستطع تصديقهº خاصة أن المبشرين الذين كنا نسافر معهم يبغضون المسلمين والإسلام لدرجة أنهم لفقوا كلاماً مشيناً عن الإسلام حتى يرهبوا الناس، ولهذا لم أحبذ فكرة الاختلاط بهؤلاء\" المسلمين\".
كان والدي شديد الفعالية في دعم أعمال الكنيسة، وخاصة البرامج المدرسية للكنيسة، وتم تنصيبه قساً في السبعينات، عرف هو وزوجته ( زوجة أبي) العديد من المبشرين والوعاظ في مجال التلفاز، حتى أنهم زاروا أورال روبرتز وساهموا في بناية برج العبادة في مدينة تيولا، وكانوا من أشد المؤيدين لجيمي سواجرت، تامي وجيم بيكير، جيري فول ويل، جون هاقي.
عمل أبي وزوجته في تسجيل الأشرطة التبشيرية وتوزيعها مجاناً على منازل المتقاعدين والمستشفيات ودور العجزة، وفي عام 1991 بدأ أبي العمل مع رجل قدم من مصر، وطلب مني أن أقابلهº فخطرت ببالي الأهرامات وأبو الهول ونهر النيل، بعدها ذكر والدي أنه مسلم، لم أصدق ما سمعته \" مسلم!مستحيل \"، ذكرته عن الأشياء التي سمعناها عن هؤلاء الناس، وأنهم إرهابيون وخاطفو طائرات ومفجرون، من يدري ماذا أيضاً؟
أضف أنهم لا يؤمنون بالرب، ويقبلون الأرض خمس مرات يومياً، ويقدسون صندوقاً اسوداً في الصحراء! لم أشأ أن أقابل هذا المسلم، ولكن والدي أصر على ذلك، وطمأنني أن الرجل طيب جداً، في النهاية انصعت لمقابلته، ولكن على شروطي.
حدد الموعد يوم الأحد بعد انتهاء الصلاة في الكنيسة، وكنت كعادتي حاملاً للكتاب المقدس تحت ذراعي، والصليب متدلي على صدري، وعلى رأسي قبعة مكتوب عليها المسيح هو الرب، رافقتني زوجتي وابنتاي وكنا مستعدين لأول مواجهة مع المسلم، عندما دخلت المتجر سألت والدي:\" أين المسلم\"؟ وأشار إلي إنه هناك، نظرت إليه حائراً، وقلت في نفسي مستحيل أن يكون هذا هو الرجل المسلم، كنت أظن أنني سأرى رجلاً ضخماً، يرتدي رداءً فضفاضاً، وعمامة على رأسه، ذا لحية طويلة تصل إلى قميصه، وحواجب كثة تغطي جبينه.
هذا الرجل بدون لحية، ليس لديه شعر في رأسه أصلاً، يميل إلى الصلع، وودود، حياني بتحية دافئة ومصافحة، هذا لا يعقل: اعتقدت أنهم إرهابيون ومفجرون، ما الذي أراه هنا؟ يجب أن أنقذ هذا الشخص سريعاً من الضلال الذي هو فيه، لذا بعد مقدمة سريعة سألته:
هل تؤمن بوجود الرب؟
قال: نعم
(جيد )!
هل تؤمن بآدم وحواء؟
نعم.
ماذا عن إبراهيم؟ وتضحيته بابنه لأجل الرب؟
نعم.
وعن موسى والوصايا العشر وحادثة شق البحر؟
نعم.
( حسناً هذا سيكون أسهل مما توقعت) إن تنصيره أمر لا يتطلب جهداً، وأنا الشخص المناسب لفعل ذلك!
لقد أدخلت العديد إلى المسيحية، ولكن هذا سيكون إنجازاً كبيراً بالنسبة لي أن انصر واحداً من هؤلاء المسلمين، سألته إذا كان يحب أن يشرب قدحاً من الشاي فوافق، أخذته إلى مقهى صغير لنجلس ونتحادث عن موضوعي المفضل \" المعتقدات\"، تحدثنا طويلاً ( كنت أنا المتكلم أغلب الوقت)، وأدركت أنه مستمع جيد، لطيف وهادئ، وخجول بعض الشيء، استمع إلى كل كلمة قلتها، ولم يقاطعني مرة واحدة، أحببت هذا الرجل، وفكرت أن لديه إمكانات جيدة ليصبح مسيحياً صادقاً، ولم يخطر ببالي أن هناك تغيرات قادمة ستحدث أمام عيني، وأنها في طريقها إلي.
في البداية وافقت على أن أعمل مع الرجل حتى أنني تحمست لفكرة سفره معي للعمل في ولاية تكساس، خلال رحلاتنا تكلمنا عن المعتقدات المختلفة للناس، وتحينت هذه الفرصة لوضع أشرطتي المفضلة عن العبادة والشكر لكي تهدي هذا الرجل المسكين، وأيضاً عن مفهوم الرب، ومعنى الحياة، والهدف من الخلق، وعن الأنبياء ومهماتهم، وكيف أن مشيئة الرب فوق البشر، وعرض كل منا تجاربه وأفكاره على الآخر.
في يوم من الأيام عرفت أن صديقي محمد سوف ينتقل من منزله الذي يتشارك فيه مع صديق له ليمكث في المسجد لفترة مؤقتة، فذهبت إلى والدي وسألته إذا أمكن دعوة محمد ليعيش في منزلنا في القرية، وبذلك يستطيع أن يساعدنا في العمل، ويشاركنا في النفقات، والأهم يكون متواجداً إذا أردنا أن نسافر، وافق والدي، وانتقل محمد، وبالطبع داومت على زيارة أصدقائي الوعاظ والمبشرين الذين يقطنون في ولاية تكساس، أحدهم يعيش على الحدود ما بين تكساس والمكسيك، والآخر قرب حدود أوكلاهوما.
أحد الوعاظ كان يملك صليباً خشبياً ضخماً يحمله على كتفيه حتى يصل به إلى الطريق العام، وكان الناس يوقفون سياراتهم ويسألونه ما الأمر؟ فيعطيهم منشورات وكتيبات عن الديانة المسيحية، جاءت فترة أصيب صديقي فيها بأزمة قلبية، ونقل إلى مستشفى فيتيرانس، اعتدت أن أزوره عدة مرات في الأسبوع مصطحباً محمد معي لنتحاور في موضوع الديانات والمعتقدات، ولكن صديقي لم يكن مهتماً، وكان من الواضح أنه لا يريد أن يعرف أي شيء عن الإسلام، وفي يوم من الأيام قدم الرجل الذي يشارك صديقي في الغرفة بكرسيه المتحرك، اقتربت منه وسألته عن اسمه رد علي: هذا لا يهم، عاودت الكرة وسألته: من أين هو؟ فقال: من كوكب المشتري!! عندها قلت لنفسي: هل أنا في قسم الأمراض القلبية أم العقلية!
أدركت أن الرجل مصاب بحالة اكتئاب، ويشعر بالوحدة، وأنه محتاج إلى الصحبةº لذا حدثته عن الرب، وقرأت له عن النبي يونس في العهد القديم، وكيف أن الخالق بعثه إلى قومه ليهديهم إلى الطريق الصحيح وعندما لم يستمعوا إليه تركهم وركب سفينة ليبتعد عنهم، بينما هم في عرض البحر هبت عليهم عاصفة قوية كادت أن تهلكهم فرمى طاقم السفينة يونس في البحر، فالتقمه الحوت وغاص إلى الأعماق، وبقي لمدة ثلاثة أيام وثلاث ليالي في جوفه، ولكن بفضل رحمة الرب أمر الحوت أن يتركه على جزيرة ليعود إلى قوم مدينة نينوى، والمغزى الذي نستفيد منه هو أننا لا نستطيع الهروب من مشاكلنا، لأننا نعلم أن الرب محيط بنا، بعدما انتهيت من رواية القصة رفع الرجل بصره إلي، واعتذر عن تصرفه الفظ، وأخبرني أنه يمر بظروف صعبة، وأنه يريد أن يعترف لي بشيء، قلت له: إنني لست قساً كاثوليكياً، وليست مهمتي الأخذ باعترافات الناس، فقال:\" إنني أعلم ذلك فأنا قسيس كاثوليكي\"! صدمت فهاأنذا أحاول أن أعظ قسيساً: ماذا يجري بحق السماء! قال لي القسيس: أنه مبشر للكنيسة منذ اثنتا عشرة سنة في جنوب ووسط أمريكا، ومنطقة المكسيك ونيويورك، حينما خرج من المستشفى أراد أن يجد مكاناً للنقاهة، وبدلا من المكوث مع عائلة كاثوليكية اقترحت أن يأتي ليسكن مع عائلتنا ومحمد في القرية، وانتقل على الفور.
خلال الرحلة تكلمت مع القس على المعتقدات الإسلامية، ولدهشتي الشديدةº شاركني الرأي، وتكلم معي عن الإسلام، وزودني بمعلومة غريبةº وهي أن القساوسة الكاثوليكيين يدرسون الإسلام، وأن بعضهم يحملون شهادات دكتوراه في هذا المضمار.
بعد استقرارنا في المنزل أصبحنا نجتمع حول مائدة الطعام بعد العشاء كل ليلة لمناقشة الديانات، والدي كان يحضر نسخة الملك جايمز للكتاب المقدس، وأنا لدي النسخة المراجعة، أما زوجتي فلديها نسخة أخرى، وبالطبع فإن القس يملك النسخة الكاثوليكية والتي تشتمل على سبعة كتب بداخلها، ويوجد أيضاً كتاب للبروتستانت، والنتيجة أننا أمضينا معظم الوقت نقرر أي منها هو الصحيح أو الأكثر صحة بدلاً من أن نقنع محمد ليصبح مسيحياً!
أتذكر أنني سألت محمد كم عدد نسخ القرآن على مر أربعمائة وألف سنة الماضيةº أجابني: إنه قرآن واحد فقط لم يتغير قط، وقد حفظه مئات من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وانتشر في بلدان مختلفة، وحفظه الملاين من الناس، وعلموه آخرين بدون أي أخطاء، هذا لم يبدو معقولاً بالنسبة لي، لان اللغات الأصلية للكتاب المقدس هي لغات قديمة وغير مستخدمة لقرون، أما الكتب الأصلية فقد فقدت من مئات السنين، فكيف تم نقل القرآن كاملاً بهذه السهولة.
جاء القس وسأل محمد حول إمكانية أخذه إلى المسجد ليرى ماذا يوجد هناك، وعند عودتهما لم نستطع الانتظار حتى نسأل القس عما رآه، وكيفية طقوسهم الدينية، قال: بأنهم لم يفعلوا شيئاً فقد رأى المسلمين يؤدون الصلاة، ويغادرون بعدها!! قلت مستغرباً: ذهبوا من دون إلقاء أي خطب أو غناء؟ قال: نعم، وبعد مضي بضعة أيام سأل القس محمد مرة أخرى أن يصطحبه إلى المسجد، ولكن هذه المرة لم تكن كسابقتها، تغيبوا لفترة طويلة، جاء الليل، وبدأنا نقلق من أن مكروهاً أصابهم، وأخيراً رأيناهم عند الباب، وفوراً عرفت محمد ولكن من الشخص الذي بجانبه؟ رجل يرتدي قبعة وعباءة بيضاء، إنه القس!! قلت له: أيها القس هل أصبحت مسلماً؟ أخبرنا أنه قد دخل الإسلام - تصوروا القس أصبح مسلماً! - ماذا بعد؟ ( سوف ترون).
صعدت إلى غرفتي، وتناقشنا أنا وزوجتي عن الذي حدث، وكانت المفاجأة أنها تود أن تدخل الإسلامº لأنها علمت أنه الحق، نزلت لأوقظ محمد، وطلبت منه أن نسير في الخارج، مشينا وتكلمنا طوال الليل إلى أن جاء وقت صلاة الفجر، عرفت حينها أنه الحق، وجاء دوري لأن أفعل شيئاً، ذهبت إلى الفسحة الخلفية للمنزل وهناك وضعت جبهتي على الأرض مواجهاً لقبلة المسلمين في الصلاة وأنا في ذلك الوضع سألت ربي: يا رب إذا كنت تراني دلني دلني، بعد فترة رفعت رأسي، ولاحظت شيئاً.
لم أر مجموعة من العصافير، أو ملائكة من السماء، أو سمعت أصواتاً، ولم أر أنواراً ساطعة، الذي حصل هو تغير في نفسي، عرفت أكثر من أي وقت مضى أنه آن لي أن توقف عن الكذب والغش، والقيام بأعمال أبعد ما تكون عن الأمانة، حان الوقت لأن أكون رجلاً صادقاً وصريحاً.
صعدت إلى غرفتي، واغتسلت حتى أنقي نفسي من أخطاء ارتكبها شخص عبر السنين، وأصبحت الآن مقدماً على حياة جديدة، حياة أسست على الصدق والحقيقة.
في حوالي الساعة الحادية عشر صباحاً وقفت أمام شاهدين هما القس السابق الذي يعرف باسم الأب بيتر جاكوب، والآخر محمد عبد الرحمن، ونطقت بالشهادتين: \" اشهد أن لا اله إلا الله، وأن محمد رسول الله\"، وبعد دقائق فعلت زوجتي نفس الشيء، ولكن أمام ثلاثة شهود أنا الثالث بينهم، كان والدي أكثر تحفظاً تجاه الموضوعº إلا انه بعد أشهر قليلة نطق بالشهادتين، وأصبح يرافقنا لأداء الصلوات في المسجد، أما بالنسبة لأطفالنا فقد أخرجناهم من مدارسهم وأدخلناهم مدارس إسلامية، وبعد مضي عشر سنوات حفظوا أغلب آيات القران، وعرفوا تعاليم الإسلام، أما زوجة والدي فكانت الأخيرة التي أيقنت أن المسيح لا يمكن أن يكون ابناً لله، وأنه نبي وليس إله.
الآن توقف قليلاً وتفكر، عائلة كاملة من خلفيات وأعراق مختلفة اجتمعوا على شيء واحد: كيف تؤمن وتعبد خالق الكون، قسيس كاثوليكي، قسيس للموسيقى وواعظ، ومؤسس للمدارس المسيحيةº جميعهم دخلوا في الإسلام، وهذا من رحمة الله الذي دلنا إلى الصراط المستقيم، وقشع الغشاوة التي على أعيننا.
إذا توقفت في سرد قصتي هنا فانا متأكد من أنكم سوف تعتبرونها قصة مذهلة، فهاهم ثلاثة رجال دين من خلفيات مختلفة يغيرون مسارهم إلى طريق مختلف تماماً في نفس الوقت، وبعد فترة يلحق بهم ذويهم، ولكن هذا ليس كل شيء.
في نفس السنة بينما كنت في ال\" Grand prairie\" في ولاية تكساس( قريباً من دالاس) قابلت طالباً في معهد التعميد واسمه جو دخل في الإسلام بعد قراءته للقرآن الكريم وهو في كلية التعميد، أذكر أيضاً قصة قسيس كاثوليكي أثنى على التعاليم الإسلامية لدرجة أنني سألته: لماذا لم يسلم؟ فأجابني: ماذا.. وأخسر وظيفتي\" اسمه الأب جون، وما يزال هناك أمل في إسلامه، في العام الذي يليه قابلت قساً كاثوليكياً سابقاً كان داعية في أفريقياً منذ ثماني سنوات وقد اطلع على الإسلام هناك، وأصبح مسلماً، وغير اسمه إلى عمر، وعاش في ولاية تكساس.
بعد مرور سنتين كنت في مدينة انطونيو في تكساس، وتعرفت على الأسقف الرئيسي للكنيسة الأورثودوكسية لروسيا، والذي قرأ عن الإسلام ودخل فيه، وترك منصبه.
منذ دخولي للإسلام وأنا الرئيس المسلم العام للمسلمين في الدولة (أي الولايات المتحدة الأمريكية)، وقمت بمواجهة ومناقشة العديد من الأفراد عبر أنحاء العالم كرؤساء ومعلمين وعلماء، ومنهم من عرف الإسلام ودخل فيه من هندوس، ويهود، وكاثوليكيين، والبروتستنت، وشهود يهوه، اورثودوكس من اليونان وروسيا، وأقباط مسيحيين من مصر، ومن كنائس غير طائفية، وحتى علماء ملحدين، لماذا دخلوا في الإسلام؟
سوف أقترح على الذين يريدون معرفة الحقيقة إتباع تسع خطوات لتنقية العقل:
أولاً: تنقية العقل والقلب والروح تماماً.
ثانياً: ابعدوا جميع ما يعتري نفوسكم من تحيز وتحامل.
ثالثاً: اقرؤوا القرآن بتدبر.
رابعاً: أمهلوا أنفسكم بعض الوقت.
خامساً: تفكروا فيما قرأتموه.
سادساً: اخلصوا نيتكم في الصلاة.
سابعاً: الحّوا في الدعاء وسؤال الخالق الذي أوجدكم بان يدلكم إلى الطريق الصحيح.
ثامناً: استمروا في فعل ذلك لعدة أشهر.
تاسعاً: والأهم أن لا تدع الآخرين ذوي التفكير المسمم يؤثروا عليك وأنت في حالة \" ولادة جديدة للروح\".
والباقي هو بينك وبين الخالق إذا كنت تحبه حقاًº فهو يعلم ذلك، وسوف يهدي كل فرد على حسب قلبه.
والآن لديكم مقدمة عن قصة دخولي في الإسلام، وهناك المزيد عن هذه القصة في الانترنت مدعمة بالصور أيضاً أرجو أن تتمكنوا من تصفح الموقع \" www.islamtomorrow.com \"، رجاءً راسلوني على البريد الالكتروني، ودعونا نتشارك ونحدد هدفنا في هذه الحياة وفي الحياة الآخرة، ودعوني أشكر الرجل الذي راسلني لأنه من دونه لم أكن لأستطيع أن أكمل قصتي \" قسيسون ووعاظ يدخلون الإسلام\".
أدعوا الله أن يدلكم على الحقيقة آمين، وأن يشرح قلوبكم، وينور عقولكم إلى الغاية التي من أجلها خلقت الحياة.
السلام عليكم، الهداية من الله العظيم الأحد، الخالق والحافظ لجميع المخلوقين.
أخوكم: يوسف استيس
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد