قصة اهتداء محمد مارك للإسلام


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

محمد مارك هذا الرجل واحد من ألوف دخلوا في رحاب الإسلام. نشأ في الريف الإنجليزي و من عائلة محافظة. تلقى كثيرا من المبادىء والمثل في نشأته الأولى. ثم أسلمه بيت والده إلى معترك الحياة وهناك كان اصطدامه بواقع مرير فقد اكتشف أن الغلبة للقوة والذكاء والشطارة وليست للصدق أو الحق. وبدأت تنتابه الحيرة والقلق والتساؤلات، وبدأ يبحث عن الصدق والحق فلا يجدهما فيما حوله وفيمن حوله. و ذهب يلتمس طريقا له في المذاهب والأديان الأخرى: الهندوسية والبوذية الكونفوشسية ولكنه كان كمن يتخبط في الظلام يبحث عن ضالته فلا يجدها. ثم قاده البحث إلى مذهب من المذاهب الكنسية اعتقد لأول وهلة أن فيه الإجابة لحيرته وتساؤلاته، ولكنه بعد فترة وجد القوم يبيعون الجنة والغفران مقابل المال. وعاد يتخبط من جديد. ووصل إلى حافة اليأس وأنكر كل شىء في الوجود واعتقد أنه في هذه الحياة خلق بغير غاية أو هدف. و راح يشق طريقه في الحياة مثل كثيرين غيره جسدا بلا روح.

 

ثم عرضت له فرصة للعمل، في بلد إسلامي فذهب. و لأول مرة وجد نفسه يتعرف عن قرب إلى الإسلام و المسلمين و لم يكن يعرف عنهما قبل اليوم شيئا اللهم إلا مفاهيم بسيطة وساذجة بل مغرضة. وأول ما استلفت نظره أنه وجد القوم على ثقة بأنفسهم و بغاياتهم بأهدافهم في الحياة، وعن يقين بمعنئ الوجود ثم اجتذبه الأذان في آدابه ومعانيه التي، شرحت له. ثم بدأ يسمع القران. ولم يكن يفهم منه حرفا ولكن عظمته اجتذبته فأصبح يصغى إليه، وكأنما هو نور أشرق في نفسه. وعرض عليه أن يعمل في المملكة العربية السعودية. وجاء إليها، وصلته بالإسلام صلة تعاطف لا أكثر. وهنا بدأ يسأل ويناقش ويتحدث ويفهم. وازداد يقينا بأن الإسلام هو ضالته، هذا الدين الذي يبعث في نفس المؤمن به السكينة والسلام والإدراك لمعنى الحياة والوجود، وجده يجيب على كل تساؤلاته الحائرة: لماذا خلق؟ ولأي هدف يسير في الحياة، وإلى أين المال؟ وأصبح يقضى أوقات فراغه في مناقشة الأصدقاء من المسلمين، تعرف عليهم، وأخذ يقرا عنهم الدين الإسلامي، و يسير في الإسلام ليتأمل ويتأمل. وانتهى به المطاف إلى أن اهتدى.. اهتدى إلى الله.. لا بل لأنه كما يقول: لأني عدت إلى الإسلام دين الفطرة، {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام} هذه هي قصة الأخ / محمد مارك، بدأت كغيرها من القصص... حيرة وضياع، وعدم اقتناع بما تقدمه الحضارة الحديثة (الزائفة)، ثم العودة إلى دين الفطرة حيث السكينة والهدوء، هي نفسها قصة إسلام كثير من من اسلموا في عصرنا الحديث.

 

و السؤال الذي،. يفرض نفس: ما الذي علينا أن نفعله معاشر المسلمين. هل نقف متفرجين، أم علينا أن نسهم في دفع هذا التيار؟! والإسلام يجد أرضا خصبة في دول الغرب. خاصة في أمريكا الشمالية، القوم هناك يتخبطون في دياجير الظلام، وهم في أمس الحاجة إلى من يهديهم وإذا ما اهتدوا إلى الدين دخلوه أفرادا وجماعات. ألوف من المتعلمين والمتعلمات والمثقفين والمثقفات في أنحاء العالم الإسلامي يحملون في صدورهم الرغبة في الدعوة إلى الله، كل ما نحتاجه هو تدريب على أسلوب الدعوة.. ماذا يقول؟ وكيف يقوله؟ ولمن يقوله؟ ثم تنظيم لسفره وإقامته، وتهيئة الوسيلة له للدعوة على هيئة إسلامية مثل رابطة العالم الإسلامي أو الأزهر الشريف أو غيرها تتبنى الفكرة وتنفذها. ولا نقول إن في هذا كل الحل لقضية الدعوة ولكنه مصدر مثير للدعاة وهو أمل يعيد إلى أذهاننا قصة دخول الإسلام إلى شبه القارة الهندية وأندونيسيا وغيرها من الأمصار يوم كان يحمل رسالة التوحيد ويبشر بها التجار والمسافرون.

 

من كتاب:من عالم الشهرة إلى رحاب الإيمان

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply