بسم الله الرحمن الرحيم
رحلتي إلى الإسلام بدأت منذ عدة سنوات مضت، كنت دائما أهتم بالأديان ولقد اطلعت على كثير منها قبل أن أعود إلى الإسلام، لماذا قلت (أعود) إلى الإسلام؟
أنا أؤمن بأن كل الناس يولدون مسلمين قد يتربى بعضهم وينشأ على الإسلام بفضل والديه وقد لا يحصل ذلك لآخرين، أنا أصلا لم أكن من الروم الكاثوليك لكن أبي وأمي أرسلاني إلى مدرسة كاثوليكية بالرغم من أنهما وثنيين، لا يعبدون الله بأي عقيدة، لا يهودية ولا نصرانية ولا إسلامية. أبي كان يقرأ بطاقات الـ tarot (بطاقات الحظ) وكان يؤمن أنه ليس هناك إله بالكلية. أمي كانت متمرسة على أنماط متعددة من السحر، كانت تقرأ أوراق الشاي والنخيل (هكذا قالت) وتحدق في كرة من الكريستال، وتتحدث مع الأموات، وبالطبع عرفت الآن أن كل ذلك كان بفعل وأعمال الجان والشياطين.
أرسلني أبواي إلى المدرسة الكاثوليكية (ليس لتعلم النصرانية ولكن) لأتلقى تعليما خاصا، وسرعان ما أصبحت حائرة حول مسألة وجود الله وحول جميع المسائل المتعلقة بالدين، وذلك بسبب تأثير والدي علي. اتجهت بعد ذلك إلى دراسة مختلفة وبدأت عهد جديد من الاعتقاد وكان أبواي يلحون علي بكثرة ويجادلونني كثيرا (في أمور عقائدية) بحجج كانت دائما عارية عن الصحة.
اخترت أن أكون بوذية واعتنقت الديانة البوذية وكنت سعيدة بها، لكن أبواي أصبحا عند ذلك متعسفين معي، كان أبي يسخر مني كلما وجدني أصلي ويقول: ليس هناك إله، أو ربما قال: لا يمكن لإلهك مساعدتك، وكان ذلك الكلام يحبطني كثيرا. أخيرا تزوجت وانتقلت إلى ما وراء البحار، ذهبت إلى اليابان ثلاث سنوات، كنت متحمسة، ظننت أني سأتعلم كل شئ عن البوذية وأصبح مثقفة، ولكن شيئا من ذلك لم يحدث، ذهبت إلى اليابان ووجدت أن اليابانيين ليسوا مثقفين في البوذية أكثر من أي شخص آخر. في الواقع شئ ما سار على أسوأ مما كنت أتوقع.
في فينو بارك رأيت بعض المسلمين ينتظرون صلاة الجمعة التي يؤدونها مرة واحدة كل أسبوع، تذكرت.. كنت أحدق في امرأة تلبس حجاب، ربما تضايقت مني لشدة تحديقي لها وظنت أنني فظة وقليلة الأدب، لكنني كنت منجذبة لها إلى حد كبير، وعلى ذلك لم أقترب منها. عدت إلى الولايات المتحدة وكنت لا أزال أجد في نفسي ميلا إلى الإسلام، لكنني لم أكن قادرة على الحصول على كتب موثوقة ومأمونة في المواضيع التي تتحدث عن الإسلام في مكتباتنا المحلية، ولم أكن في ذلك الحين أملك جهاز حاسب آلي، ولذلك تركت الموضوع على ما هو عليه. ولكن سبحان الله بدأت ألتقي بالمسلمين في كل مكان أذهب إليه، وقد أيقظت شجاعتي يوما وذهبت إلى المسجد وبدأت بعد ذلك في دراسة الإسلام. أخيرا قمت بنطق الشهادتين وأسلمت، وبعدها بأسبوعين أسم زوجي ونطق بالشهادتين فالحمد لله.
سنوات قليلة منذ أن أسلمت ولا بد أن أقول لكم أنني بعد أن تحولت إلى الإسلام فإنني أشعر بسعادة \"ما شاء الله\". أريد أن أقول أن الأمر كان يسيرا للغاية، لقد تركت أهلي لأنهم ليسوا سعداء لرجوعي إلى الإسلام خصوصا عندما بدأت في ممارسة شعائر الإسلام بتعمق وبشكل سليم، وعوضني الله بأهل زوجي الذين تقبلوا ذلك بشكل أفضل من أهلي \" سبحان الله \". ولكل من يفكر في العودة إلى الإسلام فإني أشجعه بقوة وأن لا ينتظروا حتى يتقبل الوالدان ذلك، لا تنتظروا إلى أن تعرفوا كل شئ عن الإسلام، قد لا يأتي ذلك اليوم انطق بالشهادتين وثق بالله - سبحانه وتعالى-.
والسلام عليكم
خديجة (نيرس داني سابقاً)
بعض الأسئلة التي وجهناها إلى خديجة
س: خديجة هل تسمحين لنا بترجمة هذه القصة المؤثرة إلى العربية ونشرها في مواقع الحوار العربية.
ج: بكل سرور، وأرجو أن تضع وصلة لعنوان موقعي وبريدي الالكتروني
س: ماذا كان اسمك قبل الإسلام؟
ج: كان لي اسم أمريكي قياسي، كنت أدعى قبل الإسلام (نيرس داني)
س: كم عمرك؟
ج: 31 سنة
س: هل لديك أبناء؟ وهل هم مسلمون؟
ج: نعم، وهم بحمد الله مسلمون ويقرأون القرآن ويتعلمونه، رغم أنهم لايتحدثون العربية.
س: هل تلبسين الحجاب؟
ج: نعم أنا ألبس الحجاب الكامل وألبس النقاب أيضا
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد