بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي حكايتي مع الإسلام:
قصتي مع الإيمان قصة طويلة هي مشوار العمر كله، فمنذ كنت طفلة صغيرة لا أعي شيئاً من حولي، وبدأت أتعرف على الأشياء، وجدتني مدفوعة بنهم للإطلاع والقراءة في كل أنواع المعرفة، وكانت البداية قراءات وحوارات ولقاءات متعددة انتهت بي إلى إشهار إسلامي.
هذا ما أكدته سوسن هندي التي كانت إلى وقت قريب فتاة نصرانية شديدة التعصب لعقيدتها قبل أن تعلن إسلامها.
قالت: إنني نشأت في أسرة مسيحية وكنت الابنة الوحيدة بين أربعة أشقاء من الذكور ولذا كنت مدللة للغاية وتعلقت بالإسلام منذ الصغر قبل أن أصل لمرحلة التفكير، ففي المرحلة الابتدائية كنت المسيحية الوحيدة في الفصل إلى جانب مسيحي آخر، وكنت أحرص على حضور درس الدين الإسلامي مع زميلاتي وكان مدرس اللغة العربية بأسلوبه المحبب إلينا وشرحه المبسط يأسرني بما يرويه عن الإسلام، وفي المرحلة الإعدادية كنت أحرص على استعارة كتاب الدين الإسلامي المقرر وبي شغف شديد لاستيعاب كل ما فيه، كذلك كان حالي في المرحلة الثانوية، وكان كتاب (عبقرية عمر) للأستاذ محمود العقاد الذي كان مقرراً علينا في المرحلة الثانوية، نقطة تحول في تفكيري.
وتضيف سوسن: إنه رغم تشبث أبي بمسيحيته وتردده على الكنيسة إلا أن مكتبته الخاصة بمنزلنا بها عدد كبير من الكتب الإسلامية وكنت أتسلل إلى المكتبة في غيبته لأشبع نهمي للإطلاع المجرد بلا هدف، وبالتدريج تكونت لدي الرغبة في المزيد من البحث عن المجهول بالنسبة لي من أجل العلم والمعرفة.
في هذه المرحلة كنت مسيحية شديدة التعصب مواظبة على التردد على الكنيسة، وكنت أشعر بالغيرة على عقيدتي وهي تتضاءل أمام الإسلام، وكنت أتمنى أن أرى ـ وقتها ـ في عقيدتي المسيحية من القيم والمبادئ القويمة في العقيدة والشريعة والسلوك ما هو موجود في الإسلام، وكان كل همي أن أستوعب \" عبقرية عمر \" المقرر علينا رغبة في الحصول على درجة كبيرة في اللغة العربية التي أعشقها وحتى يتسنى لي الالتحاق بقسم اللغة العربية بكلية الآداب، ولم أكن أدري أن هذا القسم لا يلتحق به إلا المسلم أو المسلمة.
وشخصية عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أذهلتني، وقد كان عليًّ ـ رضي الله عنه ـ محقاً عندما قال: [عقمت الأمهات أن يلدن مثل عمر]، لقد أرسى أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه الدولة المسلمة سياسياً لكن عمر أرساها سياسياً وفكرياً معاً.
وتمضي سوسن هندي قائلة: ولم تكن أسرتي تشعر بشيء بل كان والدي لا يرى مانعاً من مطالعتي للكتب الإسلامية لزيادة المعلومات لا أكثر، كان هناك إنسان واحد يحس بي وبحيرتي، قس شاب متفتح حر التفكير، كان يقول لي: (أنت ملزمة بما ترين ولست بملزمة بنصوص الإنجيل التي تقلقك، إني أراك باحثة عن الحقيقة). وعندما علم بحزني لعدم التحاقي بقسم اللغة العربية، أشار علي بقسم التاريخ، وقال لي: (ستجدين في التاريخ ما تبحثين عنه) كان هذا القس يحمل ليسانس آداب قسم تاريخ.
توفي القس، وكم حزنت على وفاته، فلم أشك لحظة واحدة في أنه مؤمن يكتم إيمانه، وزاد حزني أن القس الذي حل محله، كان على عكسه تماماً، وكان يضيق بمحاورتي له، وما أكثر ما قال لي: إنك تفسدين زميلاتك الشابات في الكنيسة.
فقدت الثقة في الإنجيل:
وعندما التحقت بالجامعة.. حملت معي فكراً قلقاً بالنسبة لمسيحيتي وفقدت الثقة في الأناجيل وشروحها الكثيرة ولكنها على طرفي نقيض، ولكن لا أكتمكم سراً حين أقول: إن الإنجيل كان عاملاً مساعداً لي على إشهار إسلامي وطالما وضعته أمام القرآن الكريم في إطار المقارنة فأحسست بأن لا وجه للمقارنة.
وتضيف: كان الحوار بيني وبين الشباب المسلم داخل الجامعة على أشده ولكن بروح سمحة، وما أن ينتهي الحوار حتى نعود أصدقاء. وفي السنة الأخيرة قررت أن يكون حواري مع أستاذ بالكلية، هذا الأستاذ كان على بينة من دينه في غير تعصب. وقبل امتحان السنة النهائية، فاجأت الأستاذ بعزمي على الدخول في الإسلام عن اقتناع تام، ودهشت عندما طلب مني أن أتريث حتى أنتهي من الامتحان، لكني أصررت على موقفي.
وغادرت منزلي لأعيش في ضيافة أسرة إحدى زميلاتي حتى استطعت إشهار إسلامي، جن جنون أسرتي التي فقدت كل أمل في أن أعود إليها، وأبلغوا عني أنني مخطوفة، ولكنني ذهبت إلى الأجهزة المختصة وكتبت إقراراً بأنني لست مختطفة.
تزوجت مسلماً:
وتقول سوسن هندي: تزوجت شاباً مسلماً ملتزماً من الذين كنت أحاورهم في الجامعة ولم تتعد أو تتجاوز علاقتي به حدود الحوار، ولكن ما إن علم بإعلان إسلامي حتى بادر بالتقدم لخطبتي وقبلت على الفور، وكنت أعرف فيه دماثة الخلق وهدوء الطبع بالإضافة إلى استقامته والتزامه بدينه، قد رحبت أسرته بي ترحيباً شديداً وأحسست بأنني في أمان بين هذه الأسرة المؤمنة، وحاولت وكنت أود أن تكون هناك صلة بيني وبين أسرتي.. فالله - سبحانه وتعالى- يقول في محكم التنزيل: [وإن جاهداك على أن تشرك بـي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي.. ] حاولت أن أكون على هذا المثال ولكن بلا جدوى. و قد رأى زوجي أن أبدأهما بالزيارة، وبالفعل قمت بزيارة أبي إلا أنه رفض هذه الزيارة، ونصحني بعدم زيارة أمي وأخوتي.
وأخيراً تقول:الحمد لله أنا الآن ربة بيت أبحث عن عمل يليق بي حيث أعيش مع زوجي وابنتي أسماء وإسراء وأكتب في بعض المجلات والصحف الدينية وشغلي الشاغل حالياً أن يظهر أول كتاب لي وهو \" قصتي مع الإسلام \".
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد