بسم الله الرحمن الرحيم
كنت في السادسة عشرة من عمري أعيش في ولاية كبيرة معظم سكانها مسيحيين متعصبون أسرتي من نوع (البروستانت) المتشددين أسرة لها أسمها الكبير في الولاية وعالميا أذهب معهم إلى الكنيسة كل أسبوع للصلاة. أستمع إليهم كل يوم أحد وما يرددونه حول الإسلام والمسلمين. يقولون أن المسلمين يحبون القتل وسفك الدماء والإسلام دين عنف وإرهاب. يقولون أن المسلمين ناس في منتهى الغباء والإجرام. ليس عندهم حرية ولا ديمقراطية. يفتخرون بتعدد الزوجات (أربعة). بعد أن سمعت كل ذلك تكونت عندي فكرة تسود عليها الحقد والكراهية تجاه هذا الدين دون أن أرى مسلم في حياتي بدأت أفكر هل هذا الكلام صحيح. كل ذلك وضعته في جانب والجانب الأخر وضعت فيه شيء أخر وهو (أربع زوجات) كيف. كيف. كيف. وانتهت الصلاة وذهبت إلى بيتي و بدأ فكرى و عقلي يدور، لم أستطيع التحكم كلما أردت أن أتجاهل هذا الموضوع لم أستطيع. هل هذا الكلام واقعي. ورغم أنني أذهب إلى الكنيسة معهم و لكن عندي شيء من الشك يراودني بأن هذا الدين وهذه الصلاة ليست الحقيقة. ذهبت إلى عملي وكل من عاش في أمريكا أو ما يشبها يعرف أنك مهما كان عندك من المال لابد أن تعمل خصوصا وقت الإجازة الصيفية أردت أن أضيف هذا لأنني ذكرت أنني من عائلة مشهورة عالميا.
وأثناء وقت عملي وفي عام 1984 دخل شاب طويل أسمر اللون على وجهه الابتسامة. وعندما رأيته قلت لزميلتي دعيه سوف أتولى الأمر وقلت له تفضل إلى هنا أجلس وأعطيت له قائمة الأسعار. وطلب كوب من الشاي و فطور ثم قال أرجوك أخبري الطباخ ألا يطبخ البيض على نفس المكان الذي يطبخ علية الخنزير. سألته هل لي أن أسأل لماذا أجاب لأنني مسلم. تغير لوني وصارت النار في جسمي وبدأ حالي يتغير وخشيت أن يلاحظ ذلك الزبائن و لكن تملكت أعصابي و لكن أردت أن ألقى علية شيء. ألقيت علية أول قنبلة إحراج. أنتم اللذين تتزوجون أربعة أزواج و بكل بساطة و هدوء أجاب لا. الدين الإسلامي هو الدين الوحيد الذي يقول إن لم تعدل فواحدة تكفي. قلت له لا. لا. لا أريدك أن تثبت لي هذا الكلام بكل هدوء. قال إن شاء الله. بدأت النار تعود إلى من جديد و أقول له ومن هو الله عندكم. أجاب الله الذي لا اله إلا هو لا شريك له. لم يلد ولم يلد. اشتدت النار وكاد أن ينفذ صبري ولكنني في مكان عمل. قلت له أنت عندك رب غير عيسى. أجاب نعم ولكن الإجابة تحتاج إلى وقت ومكان غير هذا للشرح. أنا مازلت أغلي في نفسي لماذا لم أرى الأشياء التي سمعتها عنهم في الكنيسة. ماذا يحدث. هل هذا صحيح أم أنه يمثل. انتهى وقال سأعود غدا إن شاء الله بالدليل.
ذهبت إلى بيتي وأنا لا أدري ماذا حدث لي أفكر وأفكر وأفكر . متى يأتي الغد وبعد عذاب شديد جاء الغد وذهبت إلى العمل انتظره وأقول متى يأتي بالدليل لن يأتي بالدليل هم جبناء ومجرمين كما تعلمنا. وأخبرت زميلاتي بالموضوع. والكل صار يحول أنظاره إلى خارج المطعم واحدة تقول سوف يأتي والأخرى تقول لن يأتي. وللعلم زميلاتي ديانات مختلفة. وأثناء الكلام نظرت من زجاج الشباك الكبير ورأيته يأتي متجها إلى المطعم وفي يده كتاب وأوراق. صار الكل يقول لقد أتى، لقد أتى ومعه الدليل. الدليل في يده. وفي هذه اللحظة لا أدري ماذا حدث لي. تحولت النار إلى شيء آخر. بدأت أهدأ لا أريد الهجوم. لا أدري ماذا حدث لي. دخل و ألقى التحية والكل ينظر إليه من زميلاتي وجلس وبسرعة أحضرت له كوب الشاي. ثم أخذت الإذن من المديرة بأن أجلس كي أناقش معه الموضوع قالت نعم و لكن عليك بأن تضعيه في خانة إليك. جلست سألته كيف حالك وكيف حال عملك لم أسألك بالأمس من أنت ومن أي بلد وكيف حال أسرتك. وبدأ يتعجب ثم قال ألم تسأليني عن الدليل. قلت له لا لن أسألك على الدليل. تعجب وقال لن تثقي بي قلت بلى أثق بك ودار الحوار وأنا أفكر هل هذا صحيح. كيف هم يقتلون الناس و يحبون الدماء وغدارين كما علموني. هل هذا صحيح لم أرى حتى الآن إلا الصدق وحسن الكلام. و بدأ الكلام من هو الله الذي تكلمت عنه بالأمس وشرح لي. سألت إذا من هو عيسى. أجاب وشرح لي القصة. ثم ألقى علي سؤال كان كالصاعقة. سألني إذا كان لديك طفلة وأردتي أن تشرحي لها قصة عيسى فأي قصة تشرحي. القصة التي تعلمتيها في الكنيسة أم القصة التي شرحتها لك الآن؟
وكان الجواب دون تردد أشرح لها القصة التي شرحتها لي الآن (في القرآن) ثم انتهى اللقاء على أساس أنه سوف يأتي لي بكتب إسلامية توضح أن الإسلام دين تسامح دين حب دين مودة دين الحق دين العدالة. ذهبت إلى أسرتي ودار النقاش بيني وبينهم وشرحت لهم ما حدث. قالوا أبعدي عن هذا المسلم الشرير. ابتعدي عن هذا المسلم القاتل. أعود إلى أسرتي في اليوم التالي وأقول لهم ليس شرير ليس قاتل إنه صادق. سألوني ماذا قال لك. وكانت المعركة الكبرى. قلت لهم قصة عيسى الذي شرحها لي. ولم أرى الا الأصوات ترتفع والاستنكار والتهديدات وصار الحال هذا لمدة أيام هددوني بالطرد من البيت ذهبت وشرحت له القصة وبعد شهور ازداد الأمر سوء لأنهم فعلا اتفقوا على أن يطردوني من البيت ولا يعطوني شيء. وأخبرته وفجأة قال لي إذاً أريد أن أتزوجك. دق قلبي. وفي الحال قلت نعم أوافق. وذهبت إلى والدتي وعرضت عليها الأمر ولم أرى إلا أمي تصيح وتقول كيف أنا لا أصدق ذلك يا للعار بنتي الوحيدة سوف تتزوج مسلم ماذا أفعل ماذا أقول. قلت لها اهدأي يا أمي لقد وافقت ولا تراجع وأنا أعلم أنه لابد من موافقة أسرتي لأني لم أبلغ السن القانوني كي أتزوج بدون أذنهم وبعد أيام لم يكن أمامها أي اختيار وتم الزواج وانتقلت إلى بيت الزواج ورأيت الزوج المخلص الذي يعرف كيف يتعامل مع زوجته. يحضر لي الكتب والشرائط الإسلامية. لم يغصب علي أبدا بأن أكون مسلمة ولكن كل شيء فيه يتمنى أن يراني مسلمة.
و بعد تفكير و اقتناع و بعد عدة سنوات اتخذت أهم قرار في حياتي. سوف أقولها. سوف أنطقها. سوف أعترف. لا إله إلا الله محمد رسول الله... أخيرا قلتها من أعماق قلبي. أخيرا نطقتها بكل اقتناع. أخيرا أخرجتها. وظللت أبكي وأبكي. هل أبكي من الفرحة أم أبكي على ما قد ضاع من عمري في الكفر. أبكي وأبكي. تذكرت قول الله - سبحانه وتعالى-. إن الله يغفر الذنوب جميعا. أريد أن أصعد إلى أعلى مكان في العالم و أصرخ بأعلى صوتي و أقول: لا اله الا الله محمد رسول الله. أريد أن يعرف العالم كله لقد أصبحت مسلمة. أريد أن أذهب إلى كل أصدقائي وأخبرهم بروعة الإسلام. أريد أن أخبرهم عما أحس به. أنا مولودة جديدة. أخرجت كل ما كان في قلبي من شرك. وسوف أملأه حب لله و للرسول. أريد أن أتجه إلى الدعوة في سبيل الله وأخبرهم لأنهم في غفلة. اتجهت إلى الدعوة في سبيل الله و وفقني الله - سبحانه وتعالى- وهدى الله كثيرا من زميلاتي إلى دين الإسلام. حاولت مع أسرتي و لكن دون جدوى. تذكرت قول الله أنك لا تهدي من أحببت. مرت السنين و رزقني الله - سبحانه وتعالى- بأربعة أطفال. قررنا أن نغادر هذه الدولة إلى ديار الإسلام و نهتم بتعليم أولادنا للغة العربية والقرآن. أريد أن أقضي حياتي بين أهلي المسلمين أريد أن أعيش بينهم.أريد أن أتعلم اللغة العربية وأعلمها لأولادي.لقد قرأت كثيرا عنهم وأريد أن أرى الحقيقة.تركت أهلي وبلدي تركت كل شيء ابتغاء رضوان الله. و غادرت... وكانت المفاجاءة الكبرى. أتريد أن تعرف؟... ليس هذا هو الإسلام الذي أعتنقته. وجدت مسلمين بلا إسلام!
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد