بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام:
نحن بعون الله سنعلم أبناءنا الطاعة من خلال هذه القصة فهذا أعظم مثل للطاعة طاعة الصبي إسماعيل لأبيه النبي إبراهيم الخليل - عليهما السلام -:
فأقول مستعينا بالله: يا بني نام النبي إبراهيم فرأى مناما ورؤيا الأنبياء حق ـ والرؤية أنت تعرفها وهي ما يظهر في النوم وهي من الرحمن والحلم من الشيطان ـ رأى إبراهيم - عليه السلام - أنه يذبح ولده إسماعيل فاستيقظ إبراهيم الخليل وذكر الله بعد استيقاظه ـ وافعل هذا دائما يا بني بعد استيقاظك وفل: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشورـ ثم ذهب إلى ولده إسماعيل وقال له: يا بني إني رأيت في منامي أني أذبحك، سبحان الله تذبح ولدك يا إبراهيم؟
نعم إن الله أمرني بذلك يا إبراهيم إنه ولدك، نعم هو ولدي ولكن تنفيذ أمر الله أغلى من النفس والأهل والمال والولد، فما تري يا بني؟
قال إسماعيل البار بأبيه والمطيع لربه يا أبتي افعل ما تؤمر به من الله فأنا مطيع لك..
ما أروع طاعة إسماعيل طاعة في أمر شاق جدا إنها ليست طاعة في سفر للحج ولا في صوم رمضان ولا في الوضوء والصلاة ولا في مذاكرة الواجبات أو التفوق علي الأقران، إنها طاعة في ذبح في خروج النفس إنه سيذبح ولكنه مطيع نعم مطيع إن الكون وما فيه لله والدنيا والآخرة ملك له فيا سعادة المطيعين ويا شقاء العاصيين.
كان هذاـ يا ولدي في مدينة مكة قبلة المسلمين ولم يكن البيت الحرام ولا الكعبة المشرفة موجودان بعد ولكن بعد قليل سيشرع إبراهيم الخليل في بناء الكعبة لتكون قبلة المسلمين وتحل النعم على أهل مكة كما حلت نعمة ماء زمزم التي فجرها الله تحت أقدام هذا الصبي إسماعيل وهو في المهد حينما نفد الماء والتمر من أمه ولم تجد ما تطعم هي ووليدها الرضيع هذا وكان قد تركها إبراهيم أيضا بهذا المكان بأمر من الله ثم تفجر الماء بعد بحث وتعب من أم العرب هاجر وتأتيها الأفئدة وتعيش معها وتكوّّّّّن ّهذه البلدة المباركة بعد ذلك.
تعال يا بني نعود لإسماعيل وإبراهيم - عليهما السلام -º فقد أخذ إبراهيم - عليه السلام - سكينا وأخذ ولده إسماعيل وذهب به خارج مكة في منى ولم يكلم ولده في هذا الأمر مرة ثانية فإبراهيم راض بأمر الله وإسماعيل راض بأمر الله ولتكن النهاية الذبح أو القتل المهم أن يرضى الله فهما سعيدان برضى الله ـ يا بني ـ وضع إبراهيم ولده الحبيب إلى نفسه على وجهه حتى لا يرى عيناه ولا يتطلع في وجهه أثناء الذبح ثم أمسك السكين وراح يبدأ الذبح إنه سيفعل يا بني لأن الله أمره بذلك انظر يا بني إبراهيم يعظم الله ويطيعه وإسماعيل يعظم الله ويطيعه هما مطيعان لله إنهما سيدخلان الجنة بطاعتهما إبراهيم سيبدأ في ذبح ولده إسماعيل وإذ بصوت ملك من السماءـ جبريل - عليه السلام - ـ يا إبراهيم، يا إبراهيم: أنت صادق وولدك مطيع عليكما رحمة الله قد صدقت الرؤيا وهذا يكفي فقلبك كله صدق وإخلاص وطاعة لله رب السماوات والأرض وكان مع الملك جبريل - عليه السلام - كبشا هل تعرف الكبش يا بني؟
ـ إنه ذكر الغنم فهناك أنثى وذكر في كل ما خلق الله فالرجل ذكر والمرأة أنثى والجمل ذكر والناقة أنثى والكبش ذكر والغنمة أنثى والديك ذكر والدجاجة أنثى والثور ذكر والبقرة أنثى ـ فقال الملك جبريل خذ هذا الكبش واذبحه فداء لإسماعيل ومن يومها صارت سنة يا بني يعني شرع شرعه الله لأمة محمد يوم عيد الأضحى نذبح لنأخذ الأجر العظيم من الله ونطعم المساكين والمحتاجين ونفرح بيوم العيد ـ ثم عادا إلى مكة بحمد الله.
هل تحب النبي إسماعيل - عليه السلام – يا بني؟ ولماذا؟
هل تحب النبي إبراهيم - عليه السلام -؟
هل فهمت قصة إبراهيم وولده إسماعيل؟
لماذا أمر الله إبراهيم - عليه السلام - بذبح ولده إسماعيل؟
الإجابة:
1- ليرى مدى صدق إبراهيم.
2- لتظهر طاعة إبراهيم وإسماعيل.
3- حتى لا يتعلق قلب النبي إبراهيم بغير الله ولو كان ولده إسماعيل.
4- حتى يظهر نموذج فريد في الطاعة لله ثم الوالدين لم ولن يتكرر
5- ليحتذى به في الطاعة.
6- لنعلم أن أشد الناس بلاء الأنبياء.
والآن هيا اقصصها علي مرة أخرى أو جزء منها يا بني.
وإليك أخي المربي أنشودة في هذا المعنى جزى الله مؤلفها خيرا فلست أنا:
فاضت بالعبرة عيناه............... أضناه الحلم وأشقاه
شيخ تتمزق مهجته................. تتندى بالدمع لحاه
ينتزع الخطوة مهموما................. والكون يناشد مسراه
وغلام جاء على كبر................ يتعقب في السير أباه
والحيرة تثقل كاهله............... وتبعثر في الدرب خطاه
ويهم الشيخ لغايته.................. ويشد الإبن بيمناه
بلغ في السعي نهايته................. والشيخ يكابد بلواه
لكن الرؤيا لنبي.................. صدق وقرار يرضاه
والمشهد يبلغ ذروته................... وأشد الأمر وأقساه
إذ تمرق كلمات عدلى.................. ويقص الوالد رؤياه
وأمرت بذبحك ياولدي............... فانظر في الأمر وعقباه
ويجيب العبد بلا فزع.................. افعل ماتؤمر أبتاه
لن أعصي لإلهي أمرا................ من يعصي يوما مولاه
واستل الوالد سكينا................. واستسلم أبن لرداه
ألقاه برفق لجبينٍ,ٍ,................ كي لا تتلقى عيناه
أرأيتم قلبا أبويا................ يتقبل أمرا يأباه
أرأيتم إبنا يتلقى................ أمرا بالذبح و يرضاه
وتهز الكون ضراعات................. ودعاء يقبله الله
تتوسل للملأ الأعلى.................. أرض وسماء ومياه
ويقول الحق ورحمته............... سبقت في فضل عطاياه
صدقت الرؤيا لا تحزن................ يا إبراهيم فديناه
يا إبراهيم يا إبراهيم.................. يا إبراهيم فديناه
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد