بسم الله الرحمن الرحيم
أرسل أحد الأزواج يقول: مشكلتي مع زوجتي هي في اختلاف الطباع، فأنا إنسان حالم رومانسي، وهي إنسانة جامدة المشاعر، لا تعرف شيئاً عن الرومانسية، ولا تعرف عن حقوق الرجل شيئاً إلا تجهيز الطعام وغسيل الملابس وكيهاº
وحيث إنها قامت بذلك فقد قامت بجميع واجباتها..المهم حاولت معها كثيراً بكل الطرق فلم أفلح ولم تتغير قيد أنملة، فلكما أن تتخيلا أني أنام الآن في شقة وهي في شقة منذ شهر تقريبا ولم تشتكي من هذا الوضع كعادة النساءº مما أشعرني بأنها لا تريدني أساساً، ولذلك فكرّت في الزواج من غيرها، لكن ترددت لسببين:
الأول: أن زوجتي هذه بها صفة حسنة غير متوفرة في أي امرأة في هذا العصر، فهي لها علاقة قوية بأمي وأخواتي البنات، حتى لدرجة أن أسرارها مع أمي لا أعرف عنها شيئاً، وتخدم أمي بشكل فوق الممتاز، ولم أشعر يوما أنها تغير من أمي أو أخواتي، وما يسمى بعلاقة الحماوات لم أجد لها وجودا في يوم من الأيام.
السبب الثاني: هو أبنائي.. إنني في ضيق، وهذا يؤثر عليّ ولا أدري ماذا أفعل.. !!
آفاق المشكلة:
- زوجتك تفتقد الرومانسية والعاطفة.
إيجابيات بين السطور:
- زوجتك ملتزمة وتعامل أمك وإخوتك بشكل ممتاز.
الحلول الممكنة:
لك الحق في حزنك على افتقاد الجانب الرومانسي مع زوجتك، فهو مطلب أساسي لا سبيل إلى تجاهله، وربما يكمن السبب في أنها افتقدت هذا الجانب من قبل والديها، فكثير من الآباء والأمهات يربون أبناءهم بجفاء، أو بإهمال الجوانب النفسية والمعنوية لأبنائهم، وافتقاد الأبوين لمعاملة بعضهما بعضا بطريقة حانية، وكذلك أحياناً تكون الابنة هي الأنثى الوحيدة وسط إخوتها الذكور فتكتسب بعض سلوكياتهم.
والنتيجة أن المرأة تعجز في المستقبل عن إظهار مشاعرها بطريقة طبيعية، ولكن الحقيقة أن فطرتها السليمة التي فطرها الله عليها ما زالت موجودة بداخلها.. ومشاعر الأمومة عند زوجتك دليل قاطع على وجود ودفء المشاعر، ولكن قد تحتاج إلى بعض الجهد لتدريبها على كيفية إظهار هذه المشاعر معك، وإليك بعض النصائح التي تعينك على تخطي ذلك:
- اعلم أن كل إنسان يتمنى أن يكون سعيداً وناجحاً في حياته الزوجية، ولكن لابد من وجود النقص لأننا في الدنيا ولسنا في الجنة، فالحياة لا تسير كما نتمنى، وكل إنسان فيه سلبيات وإيجابياتº ولكي نعيش سعداء لابد أن ننظر إلى المزايا كما ننظر إلى العيوب، وبعبارة أخرى لا مفرّ من أن تختلف الطباع، ولكن المطلوب ألا يؤدي هذا الاختلاف إلى خلاف وشقاق.
- حاول أن تنظر قليلاً إلى النصف الممتلئ من الكوب، بمعنى أن تعدد مع نفسك محاسن زوجتك ومزاياها، وقد أشرتَ بالفعل خلال حديثك إلى جزء من إيجابيات زوجتك، فمعاملتها كريمة مع أمك وإخوتك، وهذا يعطينا إشارة إلى كونها إنسانة اجتماعية ودودة تعرف كيف تُحسن إلى الآخرين وتكسب ودهم، ورزقك الله منها الولد، بارك الله لكما فيهما، ويبدو أنها ملتزمة، فأنت لم تتضرر من أخلاقها، فلا ترهقك بمتابعة أو مراقبة أخلاقها وخصوصاً في غيابك، كما أنها بشهادتك ربة منزل ماهرة.
- تذكر حينما ذهب رجل يشتكي إلى سيدنا عمر بن الخطاب من زوجته، فإذا به على الباب يسمع صوت زوجة سيدنا عمر تعترض عليه، وسيدنا عمر صامت، وحينما خرج سيدنا عمر للرجل علل صمته بأنها خبازة لخبزه، طاهية لطعامه، مربية لأبنائه.. أي عدد له إيجابياتها، وأن كل البيوت لا تقام على الحب والرومانسية، وأنك قد تجد امرأة رومانسية ولكن تضيع رومانسيتها بسوء معاملة والديك وأهلك أو سوء أخلاقها، أو سوء تربية الأبناء.
- عليك أن تعرف أن أحياناً يكون السبب في قلة إظهار المرأة للمشاعر الرومانسية هو كثرة الأعباء، فحاول أن تشاركها حمل المسؤوليات، وأن تخفف من أعبائها قدر الإمكان، ولتخفيف الضغوط على سبيل المثال جرب مرة أن تأخذها في رحلة خفيفة على ألا تقضي خمس أو ست ساعات قبلها في الإعداد للطعام، أي إما تشاركها أو تحضر لها طعاما جاهزاً.
- الكلمة الطيبة بداية الرومانسية، فإذا أحسنت لها القول فحتما ستبادلك الكلمات الطيبة، واعلم أنه يستحيل أن تستمر في الكلمة الطيبة وتخسر، وحتما ستؤتي ثمارها معك ولو بعد حين، وهو وعد الله، ومن أصدق من الله قيلاً، ولكن علينا بالصبر والتدريب.
- الابتسامة، حاورها، ودع الابتسامة تكسو وجهك، ولا تنظر إليها نظرة اتهام أو تحد، وثق أن للابتسامة مفعول السحر في النفوس، وخصوصاً أنها طوال النهار في خدمة الأولاد، وهم في هذه السن طلباتهم كثيرة ومرهقة.
- شجعها على أبسط تعبير منها عن مشاعرها، مثل حسن معاملتها لأهلك وأنها ذات مشاعر إنسانية راقية.
- الصراحة شعار للسعادة الزوجية، وهي سمة من سمات السعداء، فجرب ذلك فلعل عندها ما تفتقده معك ولم تفصح لك عنه، وساعدها بتقبل ذلك بصدر رحب.
- اكتب لها خطابا تُشعرها فيه بحبك لها وأنك تتمناها ولكن بصورة كذا وكذا، وأنك تتمنى أن تشبعك هي في الحلال، وهذا فيه إشارة إلى أنك تحبها ولا تتمنى زوجة غيرها.
- أرجو ألا تقارنها بامرأة أخرى أفضل منها والتمس لها الأعذار حتى تتغير نفسيتك تجاهها.. يقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: \" لا يفرك مؤمن مؤمنة، إذا كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر\".
- أنتما في سن الشباب، والأشياء التي تُرضي المرأة في هذه السن كثيرة، مثل (الهدية/ الافتخار بها أمام الأهل/ مد يد العون للمساعدة في المنزل والأولاد).
- أكثر من الدعاء لله - تعالى -أن يصلح لك زوجتك، وأن يديم الود بينكما، وأن يؤلف بين قلوبكما، وعد إلى عملك التطوعي فهو جنتك، وبركة حياتك، وستشبع جزءاً من عاطفتك وسط أصحابك وفي خدمتك للناس، وثق أن لكل إنسان بلاء وقد يكون طبع زوجتك جزءاً من بلائك، وهو أهون من ابتلاءات كثيرة.. أعانك الله وسدد خطاك.
- نتمنى أن تذهب زوجتك إلى أحد المراكز المتخصصة بتأهيل النساء للزواج، وتعليمهن طرق النجاح في الحياة الزوجية، فذلك أنفع لها ولك، وسيقدم لها النصيحة بطريقة غير مباشرة.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد